فبالله عليك أترى أعاريب الجزيرة - ألي بقايا النخوات والمروءات -
سيستمعون إلى هذرمة هؤلاء و كلامهم العربي مظهراً الغربيّ جوهراً؟!!
...
للحديث بقية ...
والسلام,,,
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[08 - 08 - 2007, 11:57 م]ـ
:::
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد؛
فيبدو أن المرء في حاجةٍ إلى اختصار رأيه حتى لا يُفهم على غير وجهه!
فلكل كلامٍ سياق, وفهمه في غير سياقه ظلمٌ له وجورٌ على صاحبه!
لم أقدم في كلامي السابق أي نوعٍ من المقارنة بين الشعر العامي والشعر الفصيح , ولم أقل إن في الشعر العامي بلاغة أو نوع بلاغة, وفرقٌ كبيرٌ بين هذا وبين قولي: "إن المجيدين في الشعر العامي قد بلغوا حدًا من تجويد الصنعة الشعرية جذب الذائقين إليه؛ فالناس لا تعجب بقولٍ مالم يكن فيه قدرٌ من الجمال اللغوي , عرفه من عرفه وجهله من جهله ".
ورأيي مختصرًا هو (وأرجو ألا يؤخذ أشتاتًا , لأنه مبني بناءً واحدًا):
1 - أن كل شعرٍ يعجب الناس ويطربهم , بل كل كلام عربيّ, لابد أن يكون فيه جملة من خصائص اللغة المعجبة المطربة , يتذوّقها الناس , وإن لم يخرجوا بها إلى العبارة والبيان , كما يُتذوّق الطعام الجيد فتعرف لذته دون معرفة أسرار عمله, ولذا سموا نقد الشعر والكلام تذوّقا , وهذه الخصائص هي ما نعرفه من خصائص بناء الكلام وبلاغته وبيانه في العربية الفصحى.
2 - أنّ من أسباب إعجاب الناس بالشعر العامي وميلهم إلى هذا الذي يدعونه شعرًا (نبطيًا أو شعبيًا) اشتماله على بقايا من خصائص بلاغة الفصحى وبيانها , وهو ما فَتنَ الناس على النحو الذي نرى من انصرافهم إليه وتكالبهم عليه! فالذائقة العربية حيّةٌ لم تمت, وهي تشعر بخصائص الجمال اللغوي وإن لم تخرج بها إلى العبارة والإفصاح!
3 - أن جلّ ما يُكتب من الشعر العربي الفصيح في زماننا, قد خلا من تلك الخصائص أو كاد؛ للضعف اللغوي في الفصحى أو لما شئتَ من أسباب ,فلا تكاد ترى شعرًا تُحسّ فيه صنعة البيان المعجب المطرب, ولا يستثنى من ذلك إلا قلةٌ لا نكاد نشعر بها مع ضجيج الفاسد منه, ومع ما للعامي من سطوة إعلامية!.
4 - أن الخصائص البلاغية البيانية قد تبقى في اللغة ـ على عاميتها ـ ولا يجعلها ذلك عند الفصحاء فصيحة بليغة , ولا يقول به عاقل , ولكن من شأن تلك الخصائص أن تتسلل إلى النفوس الذائقة؛ فتؤدي إلى ما ترون, فليس انصراف الناس إلى هذا العامي انصرافًا إعلاميًا محضًا , ولا يستطيع أي إعلامٍ مهما بلغت سطوته أن يُكره الناس على مالا يحبون!! ولو كان في الأشعار الفصيحة في زماننا شيء منها لأدركه الناس بطبعهم السليم , وهو ما تراه من حبهم للشعر الجيّد من الفصيح المحدث وإكبارهم له.
5 - أن محبي العربية , لو أدركوا هذه الحقيقة؛ لعرفوا أصل الداء؛ فسلكوا أقرب سبيل إلى الدواء, وهو إحياء تعليم العربية وأدبها وأشعارها, على نحو يقوي إحساس أبناء العربية بجمال خصائصها البيانية ,ويعلمهم أسرار صنعتها البلاغية؛ فيدفعهم إلى أن يكتبوا أشعارهم على هدي تلك الخصائص البيانية, ولن يحتاجوا بعد ذلك إلى عناء كبير في تلقي الشعر الجيد وفهمه؛ بل إن الشعراء وحدهم لو أدركوا ذلك فجعلوه هاديهم إلى كتابة الشعر الفصيح , لنالوا إعجاب جمهور الناس من أيسر طريق!
6 - أن قولي هذا يصدرُ عن علمٍ بخصائص البيان العربي ودقائق بناء الشعر البليغ ,عكفتُ على تحصيله بطول التأمّل في كلام الشعراء والنقاد القدماء , وكتبتُ في خصائص الشعر المطرب عند العرب كلامًا أرجو أن يطبع قريبًا فيشفى صدور محبي العربية.
معنى هذا أني لست ممن يطلق القول على عواهنه؛ فقد رأيتُ بما خبرتُ من تلك الخصائص البيانية أنها تتوفر في الشعر العامي المحكي أكثر من توفّرها في جلّ ما يكتب من الشعر الفصيح المعاصر؛ فرفعتُ بها صوتي نذيرًا وبشيرا! (ولا أعني الشعر الحديث كله؛ فإن في شعرنا الحديث في عصر النهضة وما تلاه ما تقر به عين الفصحاء وتسعد به نفوس البلغاء , وإن مما أخّر الشعر الفصيح تلك الاشعار الأعجمية الغامضة التي ابتلينا بها, فصرفت الناس بما فيها من غموض المعنى وضعف المبني عن الشعر الفصيح جملة ,ورأت العامي أقرب إلى فهمها؛ فكان ما كان مما عمّ و طمّ!!.
فهل ترون في هذا الكلام إلا حبًا للعربية وغيرةً عليها!!
هذا بيان للناس, والله الستعان!
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 06:22 ص]ـ
لا أخفي الأخوة
أنّ هناك صنفاً من قصائد الشعر الشعبي
-القديم منها بالذات-
تجبر الأذن على الإنصات إليها
لقوتها وجزالتها وقرب معانيها من معاني الشعر الفصيح
ولما فيها من مواعظ وحكم مترجمة عن شعر اللغة الحقّ
وهناك سبب آخر يشفع لها في أذني بالذات:) ألا و هو أنّ قائليها
هم أحفاد الحطيئة و الشمّاخ بن ضرار و رؤبة بن العجاج
- وبالأخص رؤبة:) فقد بلغني أنّ هناك قبيلة تسمى "الراجزي"هم من سلالة هذا الراجز المجيد! -
ومن يجالس الشعراء الشعبين والبدو -ومتأدبي العامّة أيضاً-
يلمس في قلوبهم تعظيما وحبّا وحنيناً لقديم الفصحى وتراثها العتيق
ولو أنهم حظوا بالتشجيع وبالمتابعة وبالتأهيل
لربما سمعنا منهم العجب العجيبا
لكنّ الجهل وسوء تدريس اللغة - كما ذُكر سلفاً -
إلى جانب دور الإعلام ومن يُغري كلابه
قد هيّض من عظم الشعر وأودى بلحمه وشحمه
فأخرج أمّةً من الشعراء هم ما أبين أعرج ومقعد وحرضٍ
وصنفٍ -ما هو إلا في أديمٍ مجلّدِ!! -
ومن أراد إحياء الشعر العربي الحقّ
-على يد المناهج والمذاهب اليونانية والرومانية الهلامية -
فهذا أشبه ما يكون بطلب (الأبلق العَقوق) *
والله المستعان’’’
=============
*الأبلق العقوق: الجواد ذو اللون الرمادي الحامل!! وهذا كناية
عن طلب المستحيل
وكذلك بيض الأنوق: وهو بيض النسر يكون على سنّ رأس الجبل وهذا مثل تضربه العرب تقول: طلبتَ بيض الأنوق كناية عن الصعوبة,
وطلبت الأبلق العقوق كناية عن المحال!!
قال الشاعر:
طلب الأبلق العقوقَ فلمّا ... لم ينلْهُ أراد بيضَ الأَنوقُ!!
===========
والسلام,,,
¥