ـ[فصيحويه]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 03:18 م]ـ
أعدها شجاعة متأخرة جدا من مجمع اللغة العربية.
من يتفرغ يوما ويخالط الناس في منتدياتهم وأماكن سمرهم يرى عيانا الضمور الكبير والمخيف لمكانة الفصحى في المجتمع، بل لا أبالغ إذا قلت مزاحمة اللغة الإنجليزية للغة العربية.
أتفق مع الكاتب 100 %
وأختلف مع د. بشر في 99% وأتفق معه فقط حينما قال إن اللغة محفوظة بحفظ الله تعالى لكتابه الكريم.
ويا ليتك يا د. بشر تصحح الخطأ في قولك: " ... فهي في أسوأ حالة مر بها في تاريخها" والصواب: مرت.
شكرا د. خالد على النقل المفيد.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 03:35 م]ـ
أما المجمع القاهري فيبكي نفسه؛ فقد كان ملئ السمع والبصر لمدة خمسين عاما ثم تسرب إليه الضعف والوهن والارتخاء؛ لأسباب يطول شرحها ولا يتسع المقام لذكرها ولعل تعرف جلها إن لم تكن كلها، ولي شاهدا عدل من الواقع لما أزعمه، فقد زرت المجمع في نهاية عام 2002م في أيام رئاسة الاستاذ الدكتورشوقي ضيف-رحمه الله- فرأيت غير ما كنت أسمع، فهتفت حزنا: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه؛ فقد تبدل الحال غير الحال بسبب المال مع وفرة الرجال:
بهاليل لو شاهدت فيض عقولهم*لأيقنت أن العلم في الأرض واسع
وشهدت احتفال المجمع بعيده الماسي (مرور 75عاما على تأسيسه) عبر الجزيرة مباشر، فكان أشبه بما يسمى حفل التأبين منه إلى الاحتفال، ضعفا ولحنا وسوء إخراج.
ولعل الأردن العزيرة تعبر عن واقعها، فقد زرت عمان في عام 2002م، فدهشت؛ لشدة مزاحمة العجمية للعربية في الشارع والموسسات، أكاد أعد اللافتات بالعربية الخالصة؛ من قلتها، أما في المشافي والفنادق ومراتع السياحة فحدث ولا حرح؛ إذ الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان. ولا تحسبن الأردن في ذلك استثناء من قاعدة، فجل بلاد العرب والمسلمين كذلك، بل في الأردن كثير من مظاهر الاعتزاز بالعربية والعمل من أجل سيادتها في الحياة ورفع شأنها في العالمين بما لا تجد قريبا منه في غيرها. والله المستعان.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 04:57 م]ـ
وجماع القول في هذا-أخي الكريم-أن مشكلة العربية اليوم مشكلة سياسية في المقام الأول، ومادية في المقام الثاني وفكرية ثقافية في المقام الثالث فكم عز أقوام بعز لغات، فهي-أقال الله عثرتها-تشكو من القرار السياسي الداعم لوجودها في الحياة بمسالكها المختلفة، في المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، في الجامعات ومؤسسات التعليم كافة، فلا يزاحمها في بلادها غيرها إلا بمقدار الضرورة وهي تقدر بقدرها، فهل سمعت مسئولا عربيا يتحدث بها في زياراته لأروبا وبلاد العجم أوالعكس، مسئولا عجميا يتحدث بها في بلاد العرب؟ إن اللغة في عالم اليوم من مظاهر السيادة عند القوم، ألم تسمع بالوزير الفرنسي الذي أقيل؛ لأنه تحدث بغير الفرنسية في زيارة له لدولة أخرى؟! وهل ترى لافتة واحدة في شوارعهم أو وصفة دواء في مشافيهم أوورقة من وثائقهم الرسمية والشعبية أو محاضرة في بلادهم عامة أو خاصة، منهم أو من غيرهم ... بغير لغتهم؟! ثم انظر هل أنت في حاجة إلى المقارنة؟ العربية في حاجة ماسة إلى القرار السياسي والدعم المادي السخي، ولا شيئ غير ذلك. ولا يأس فإني أرى أضواء كاشفة في نهاية النفق المظلم، ففي الأمس القريب قرأت خبرين جد سارين في موقع الجمعية السعودية للغة العربية، الأول إصدار ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود-حفظه الله ورعاه ووفقه وأعانه وكفاه- توجيهه العام الكريم إلى جميع مؤسسات الدولة باستخدام العربية في جميع المعاملات في الدولة أو التي تكون طرفا فيها (قرار سياسي) والآخر تبرع ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله ورعاه ووفقه وأعانه وكفاه- بمليون ريال لدعم نشر اللغة العربية (دعم مادي سخي) وهذا مجرد مثال، وأول الغيث قطرة ثم ينهمر. والله الموفق والمعين والكافي بفضله وكرمه ومنه. والساعات الأخيرة من الليل أشد سوادا، فلعلنا قريبا نرى اليوم الذي تسود فيه العربية شعب حياتنا جميعها وتمد شراعها إلى أنحاء العالم كافة، وما ذلك على الله بعزيز، فلنبذل كل ما عندنا من جهد في خدمتها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. والحمد لله رب العالمين.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 05:29 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم فصيحويه، على التصحيح، وإن كنت أرى أن الضمير يعود إلى الأسوأ، وهو اسم مذكر والضاف لا يكتسب التأنيث من الضاف إليه دائما ولا وجوبا، دعنا من مناقشة ذلك وتفصيل القول فيه الآن، ولكن أين كنت أيها العزيز، لقد اشتقت إلى حرارة نظراتك المبتكرة في أوضاع العربية وأهلها، ولم أر لك مشاركة منذ مدة، فالحمد لله على عودتك، والعود أحمد، ولما أعرفه فيك من عناية كبيرة بأوضاع علوم العربية ورغبة في إصلاح ما يبدو لك فاسدا منها وسعي إلى تسهيلها للناس كنت أرجو منك كلمة أوسع من هذه في هذه القضية الكبيرة التي طرحها للنقاش أستاذنا الشبل، فمثلك لا يكتفي هنا بمجرد الموافقة والمخالفة، بل لا بد من الرأي التفصيلي في ما عليه أوضاع العربية اليوم في العالم بعامة والعربي منه بخاصة: ما أسباب ذلك؟ ما مظاهره؟ ما العلاج في نظركم؟ ما الداء تحديدا وما الدواء تقريبا؟ أين الطريق؟ ما المخرج السليم؟ ما حجم المشكلة بلا تهويل ولا تهوين؟ مالحل من أقرب المسالك؟ أضم صوتي إلى صوت أخي الأستاذ خالد في دعوة الجميع للإدلاء بآرائكم في غير إفراط ولا تفريط؛ لعلنا نخرج بنتائج وتوصيات ومقترحات تسهم في إخراج لغتنا الشريفة إلى بر يرضينا أو بحر يرضيها. والسلام. نواصل.
¥