وأخطاء أطباء التخدير في مصر أشهر من أن تذكر، فقسم التخدير قسم لا إقبال عليه في كليات الطب المصرية، وغالبا ما يتولى هذه العملية الخطرة: أطباء غير متخصصين فيتولاها: طبيب باطنة، أو ........ إلخ، فينجم عن ذلك حوادث كثيرة لا تتعلق بعملية الختان تحديدا وإنما تشمل كل العمليات الجراحية.
وقد عثرت على إحدى المقالات التي نشرها أحد الشيوخ الأفاضل في موقع طريق الإسلام، تطرق فيها لهذا الأمر من وجهة نظر شرعية، فقمت بتنسيقها، وزيادة بعض الفوائد عليها، مع عزو بعض الأقوال فيها إلى مصادرها، لعل الله، عز وجل، أن ينفع بها، ورابط المقالة الأصلي هو:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2307
وبداية مع:
تعريف الختان:
فمعناه لغة: التطهير والقطع، ويسمى في حق المرأة: "خفضا"، وفي حق الرجل: "إعذارا"، وأما غير المختتن فيقال له: "أقلف وأغلف".
ومعناه الشرعي: قطع الجلدة المستديرة على الحشفة، وهي رأس الذكر، ويقال لها: القلفة بالنسبة للذكر، وأما الأنثى فتقطع الجلدة التي هي كعرف الديك فوق فرجها.
وقد استدل الفقهاء على مشروعية ختان النساء بأدلة كثيرة، منها:
حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وقص الشارب).
والنص عام في حق كل المكلفين فلم يفرق بين ذكر وأنثى، والأصل تساويهما في الأحكام الشرعية إلا ما جاء الدليل على خلافه من الأحكام التي اختص بها كل جنس، كوجوب صلاة الجماعة على الرجال، وأحكام الحيض والنفاس الخاصة بالنساء.
والفطرة في الحديث فسرها أكثر العلماء بأنها السنة التي اختارها الله لأنبيائه وعباده الصالحين، قال النووي رحمه الله: (وَأَمَّا الْفِطْرَة، َفقَدْ اُخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِهَا هُنَا، َقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخَطَّابِيُّ: ذَهَبَ أَكْثَر الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّهَا السُّنَّة، وَكَذَا ذَكَرَهُ جَمَاعَة غَيْر الْخَطَّابِيّ قَالُوا: وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا مِنْ سُنَن الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: هِيَ الدِّين).
"شرح مسلم"، (1/ 414).
وأيضا: أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين سنة، كما في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُومِ)، وقال تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، ولا فارق بين الرجل والمرأة في مشروعية الاقتداء بإبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: إن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي، فإنه أسرى للوجه وأسرى عند الزوج)، رواه أبو داود، وقد حسنه الألباني، رحمه الله، وأورد له طرقا وشواهد في السلسلة الصحيحة: 722، وعزاه صاحب "شارح منتهى الإرادات" (1/ 362)، إلى الطبراني والحاكم عن الضحاك بن قيس، رضي الله عنه، مرفوعا، وقوله: "أشمي" معناه: اتركي الموضع أشم، والأشم هو: المرتفع، وقوله: "لا تنهكي" معناه: لا تبالغي في القطع، أي اقطعي بعض القلفة ولا تستأصليها.
وحديث ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على نسوة من الأنصار فقال: (يا نساء الأنصار اختضبن عمساً، واختفضن ولا تنهكن، فإنه أحظى لإناثكن عند أزواجهن) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ومعنى: اختفضن: أي اختتن.
ما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ).
وفيه دليل على أن النساء كن يختتن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
¥