تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أختى جزاك الله خيراً ولكن نريد أن نفكر فى أفضل طرق للدعوة فنحن مقدمون على أيام كلها طاعات وخيرات يجب اغتنامها ....

شكراً لكى أيتها الأخت

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 12:07 م]ـ

أخذ مكانه في مصلى العيد

وبدأ يناجي نفسه ويحادثها ويسترجع

معها شريط الذكريات لشهر كامل ... شهر مضى وكأنه يوم واحد ...

جلس وهو يعتصر ألما على تلك الليالي التي تصرمت .. والأيام التي

تقضّت .. ومما زاد ألمه أنه قارن نفسه ببعض من حوله فإذا المسافة

بينه وبينهم كبيرة!!

لقد دخلوا الميدان معه في ساعة واحدة .. ولكنه تباطأ وسوّف ..

بل ونام كثيراً حتى سبقه السابقون .. لقد حاول أن ينظر إليهم عن قرب

فلم يستطع .. فقد سبقوه سبقاً بعيداً وظفروا بالجوائز الكبرى!!

استنجد صاحبنا بذاكرته ليقلب من خلالها صفحات عمله في هذا الشهر

الذي انصرم .. لعله يجد فيها ما يرفع من معنويات نفسه المنكسرة ..

فبدأ يقلب صفحات البر التي تيسر له أن يقوم بشيء منها ..

ففتح صفحة قراءة القرآن .. فإذا هو لم يكد يصل إلى ختمه واحدة

إلا بشق الأنفس!!

وهو يسمع - ليس في أخبار السلف السابقين - بل في أخبار أناس

حوله من الصالحين ومن الشباب من ختم خمس ومن ختم ست

ومن ختم عشر مرات!!

حاول أن يخفف حسرته هذه ليفتح صفحة البذل والجود والعطاء لمن

هم حوله أو لمن هم خارج بلاده من منكوبي المسلمين .. خاصة

وأنه يعلم أن الله تعالى قد أعطاه وأنعم عليه بالمال .. وإذا هو لم يكن له

النصيب الذي يليق بمثله من الصدقة والصلة والإحسان ..

فالسائل والمحروم ليس لهم من ماله في هذا الشهر إلا النزر اليسير

بل قد يكون بعض كرام النفوس الذين عافاهم الله تعالى من شح النفس

- مع قلة ذات أيديهم - أكثر منه بذلاً!!!!!

.. تنهد .. سكت قليلاً ..

أشاح بوجهه عن هذه الصفحة .. وحاول أن يخفي ألمه وحسرته

بتقليب صفحة أخرى لعله يجد نفسه سابقاً ولو في ميدان واحد .. فإذا

بصفحة صوم الجوارح تواجهه!! وهنا أسقط في يده!!!

لقد تذكر ليال كثيرة أطلق لبصره ولسمعه وللسانه فيها العنان

تذكر تلك المجالس التي يجتمع فيها هو وأصحابه على مشاهدة البرامج

التي يعدها قطاع طريق الجنة في هذا الشهر المبارك من الدعاة إلى

أبواب جهنم ببرامجهم الفضائحية ... من أفلام ومسلسلات يستحي العاقل

- فضلاً عن المؤمن المشفق على قلبه وعمله - أن يشاهدها في غير

رمضان فكيف في شهر الرحمة والرضوان؟!

تذكر كم ضاع وقته في تتبع المسابقات الدنيوية في الصحف والقنوات

التي أشغلته عن المسابقات الآخروية ... تذكرها وهو يبكي على

ما أصيب به من خذلان!!!

لقد أشغل نفسه بمسابقات نسبة فوزه بها في أحيان كثيرة تصل

إلى الواحد من 500,000 أو أكثر!! وكيف أعرض عن مسابقات

الفوز فيها مضمون؟!

وأي فوز هو؟!! إنها أنهار .. وقصور .. وجنات .. وحور عين

كأمثال اللؤلؤ المكنون .. ونسبة الفوز فيها لمن أخلص وتابع

مضمونة 100%!!

فهل بعد هذا الحمق .. حمق!!!

وبينما هو جالس في مصلى العيد .. التفت صاحبنا فرأى بعض أصحابه

في الجلسات الرمضانية، رآهم في أحسن حُلّة .. وأجمل لباس ..

والابتسامات تتوزع هنا وهناك ...

ولما حوّل بصره إلى ناحية أخرى نظر فإذا جملة من العباد والصالحين

في مقدمة الصفوف ممن عرفهم بأنواع الطاعات وأصناف القربات ..

رآهم والبشر والسرور يطفح على وجوههم .. وكأن الواحد منهم

- لولا خشية إفشاء العمل - لقال بلسان حاله: هاؤم اقرؤوا كتابيه!!

لقد لبسوا الجديد كما لبسه أصحابه .. ولكن شتان بين جديد وجديد ...

وشتان بين ابتسامة وابتسامة!!

هنا .. أخذت الأحاسيس تتردد في نفسه .. وبدأت الأسئلة تتدفق على

ذهنه ... هؤلاء أصحابي الذين أمضيت ما أمضيت معهم من الوقت

فيما لا فائدة فيه وفيما حرَّم الله أحيانا .. على ماذا يبتسمون يا ترى؟

أيبتسمون ويضحكون على التخلص من رمضان؟ أم فرحا بإطلاق العنان

لشهوات النفس؟ أم على لبس الجديد؟ أم على ماذا يا ترى؟

طافت به هذه التساؤلات وهو يقلب طرفه في أولئك الصالحين والعباد

وهو يتذكر ما قرأه في بعض الكتب .. وهو أن الصالحين يفرحون

بالعيد لتمام نعمة الله عليهم ببلوغ الشهر .. والرجاء يحدوهم أن يتقبّله

منهم! وتذكر تلك الكلمة التي سمعها من إمام المسجد ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير