تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وروسيا: دولة حكى لنا أحد أساتذتنا في الجامعة، وكان صاحب ديانة وحشمة، رحلته إليها لنيل رسالة الدكتوراه، إذ حاولت الجامعة أن تفرض عليه دراسة مناهج إلحادية من بقايا الحقبة الشيوعية، فأبدى معارضة، عوقب لأجلها بسحب جواز سفره، وسحب جواز السفر من طالبٍ غريب في أرض كهذه، مصيبة عظيمة، اضطرته إلى حيلة تظهر خسة ودنو همة ذلك الشعب، إذ أهدى إلى إحدى موظفات إدارة الجامعة: قرطا بلاستيكيا، "حلق كما يقال عندنا في مصر"، رديئا لا يتعدى ثمنه: 75 قرشا، ففرحت به تلك الساذجة، ولعلها ظنته من آثار الفراعنة!!!!، وأعطته الجواز ليحجز مقعدا في أول طائرة إلى مصر فرارا من ذلك المجتمع الفاسد.

وروسيا: دولة ظهرت فيها مؤخرا "ميليشيات" مسلحة أطلق على أفرادها: "الفاشيون الجدد" تقوم بعمليات تصفية للأجانب، لاسيما المسلمين، وقد بلغ عد ضحاياها في النصف الأول من العام الحالي نحو: أربعين، كما نقلت فضائية الجزيرة، إن لم تخني الذاكرة.

وفي روسيا: لا يأمن الفرد على نفسه أو دمه أو عرضه، كحال غالب المجتمعات المادية التي خفت فيها ضوء الرسالات، وبالرغم من تفريط المسلمين في كثير من أمور الرسالة الخاتمة، إلآ أن مجتمعاتهم، بشهادة أعدائهم: أكثر المجتمعات أمنا واستقرارا، فالفرد فيها يستطيع أن يسير في الشارع متى شاء، وهذا أمر، غير متاح في كثير من المجتمعات كما حكى لي أحد الأصدقاء الأعزاء ممن زار الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا مدينة "نيويورك"، عاصمة المال والأعمال، و "نيوجيرسي" القريبة منها.

ونيويورك هي المدينة التي شارك أحد قياداتها الأمنية المسلمين الاحتفال بانخفاض نسبة الجريمة في أحيائهم خصيصا إلى: صفر % في ظاهرة شبه مستحيلة في مجتمع مادي مضطرب كالمجتمع الأمريكي الكلمة الأولى فيه للدولار!!!.

وأيام الحرب في رواندا كان أفراد القبائل المتقاتلة يلجئون إلى أحياء المسلمين فرارا من المذابح الوحشية التي ارتكبها "الهوتو" و "التوتسي"، في حق بعضهم البعض، فهي، كالعادة: أكثر الأحياء أمنا واستقرارا.

وفي جنوب إفريقية التي تعد من أكثر دول العالم خطورة، فنسبة الجريمة فيها قد بلغت معدلات قياسية، جعلت الاتحاد الدولي لكرة القدم، يعيد النظر في إسناد تنظيم كأس العالم: 2010 إليها، وتندر بعض الصحفيين، فقال: إن الجمهور لن يسلم في من القتل والاختطاف والنشل إن أقيمت البطولة في جنوب إفريقية!!!!!، في مجتمع كهذا: تتميز الأحياء الإسلامية، بالأمن والاستقرار المعهودين بالرغم من ضآلة عدد المسلمين في جنوب إفريقية، وغالبيتهم من أصول آسيوية وفدت أيام الاستعمار الهولندي لإندونيسيا، والإنجليزي لشبه القارة الهندية، وقد كان لهم دور كبير في مقاومة التمييز العنصري في جنوب إفريقية فقد عانوا منه كما عانى سكان البلاد الأصليين، وكانت لهم اتصالات إيجابية مع الزعيم الإفريقي الشهير: نيلسون مانديلا.

وحيث كان الإسلام: كان الأمن والاستقرار، فهما قرينان لا يفترقان، والإسلام يضمن لمعتنقيه الأمن في الدنيا والآخرة، وفي التنزيل: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).

والإسلام هو الدين الوحيد الذي يجيب إجابة وافية عن تساؤل يدور في ذهن كل إنسان: وماذا بعد؟، ماذا بعد الولادة والأكل والشرب ودخول المدرسة فالجامعة فالتخرج فالعمل فالزواج فالإنجاب فتربية الأولاد فتزويجهم فالمرض فالموت؟، ماذا بعد هذه الدوامة التي أفنت أعمار آلاف البشر؟!!، يجيب عن ذلك الكتاب العزيز في آي كريمات من قبيل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، و: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)، و: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، و: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير