فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
*****
والمشهد الثاني من جورجيا:
فقد حشدت موسكو نهاية القرن الماضي نحو 200 ألف جندي في مقابل نحو: 7000 مجاهد شيشاني لم تستطع الانتصار عليهم بعد نحو تسع سنوات من الاحتلال، بينما استطاعت روسيا في زمن قياسي، سحق قوات جورجيا النظامية في صفعة قوية على وجه من حرض جورجيا على هذه الخطوة الحمقاء، فهي أحقر من أن تتخذ قرارا كهذا، ويبدو أن "سكاشفيللي" سينضم إلى قائمة ضحايا واشنطن، وآخرهم الجنرال: مشرف الذي بدأ البرلمان الباكستاني إجراءات إلقائه في سلة المهملات، والتزمت واشنطن، حليفته في حربه على الإرهاب!!!!، الصمت، باعتبار ذلك شأنا باكستانيا داخليا، ومن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه!!!، فقد انتهى دوره، كما انتهى دور كثيرٍ قبله.
وقد غامر الفأر الجورجي بدخول بيت الدب الروسي "الغشيم"، كما يقال عندنا في مصر، فليتحمل إذن نتائج مغامرته المتهورة.
وبالرغم من بغضي الشديد لروسيا إلا أنني لم أستطع أن أخفي سعادتي بهذه الصفعة، فقلوب القوم شتى، كما قال رب البريات في محكم الآيات، ولعل موسكو أدركت الآن الفرق بين جهاد الموحدين عباد الرحمن في الشيشان، والمثلثين عباد الصلبان في جورجيا، وقد تندر وزير دفاعها في بداية حرب الشيشان الأولى سنة 1994م، فقال بأنها لن تستغرق سوى يومين، فاستمرت سنتين لقن فيها الموحدون الجيش الروسي درسا قاسيا، قبل أن يعاود الكرة مرة أخرى سنة 1999 م في حرب لم تحسم حتى الآن.
ومن أحد أركان هذا المشهد: سارع الاتحاد الأوروبي، في إيجابية غير معهودة!!!، إلى تهدئة الموقف المتصاعد، فقال برنار كوشنير، وزير الخارجية الفرنسي، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية، قال إن: الاتحاد الأوروبي لن يسمح بنشوب حرب همجية تشبه حروب القرون الوسطى على حدوده الشرقية، وتوجه ساركوزي بنفسه!!!، إلى موسكو وتبليسي لنزع فتيل الأزمة ........... إلخ.
ولا يدري المسلمون في البلقان: أين كان هذا الاتحاد الأوروبي المتحضر أيام حرب البوسنة التي أتيحت فيها الفرصة كاملة للصرب الأرثوذكس على مدى ثلاث سنوات لتصفية الوجود الإسلامي في جنوب أوروبا بمباركة صريحة من أقطابه، كبريطانيا وفرنسا، اللتين أعلنتا وقتها: رفض أوروبا قيام دولة إسلامية في البلقان؟!!!!، وتمت تصفية القضية بعزل البوسنة، وكوسوفا، مؤخرا، عن المحيط الإسلامي، لئلا تكونا وكرا للأصولية الإسلامية!!!!، مع تقليم أظافر صربيا، بعزل التيار القومي المتعصب، والقبض على بعض الأوراق المحروقة من أمثال: "كاراديتش"، تهدئة للخواطر، وتمهيدا لضم صربيا في ثوبها الديمقراطي الجديد!!، إلى المجموعة الأوربية.
ومع المسلمين: تنقلب كل المعايير، ويتلكأ المجتمع الدولي حتى تقع الكارثة، ليبدأ بعدها في إرسال المساعدات الإنسانية!!!!.
والله أعلى وأعلم.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 09:32 ص]ـ
تقرير جميل ومفيد ومنظم
نسيت ان تعطينا معلومات عن أبخازيا لجهلي عنها
تحياتي لك
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 11:25 ص]ـ
وبالرغم من بغضي الشديد لروسيا إلا أنني لم أستطع أن أخفي سعادتي بهذه الصفعة
ولا أنا أستطيع إخفاء هذه السعادة عندما تفاجأت أمريكا بالرد القاسي على تحرشاتها إذ لم تتوقع هذا الرد العنيف فيخرج القرد الأمريكي مولولا مطالبا بخروج هذا الدب " الغشيم " وإصلاح الإمور وما إلى ذلك (هلا لنفسك ذا التعليم) وأنت تحتل دولتين بعيدتين عن حدودك ولم تحصل على الحق الأدبي على الأقل في غزوهما واستعمارهما
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 03:23 م]ـ
وبصراحة أنا أيضا سعيد بذلك ...
رغم بغضي للروس وما يفعلونه بمسلمي الشيشان وداغستان وغيرها من مناطق المسلمين
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 08:56 م]ـ
أخي المهاجر،
حقا لقد أبدعتَ في هذا الموضوع؛ كعادتك.
والله لقد أثلجتَ صدري، وكأنك تنطق بما فيه، بل لقد قلت ما لا يمكنني التعبير عنه.
دمت بحفظ الله ورعايته.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الأمر حين يتعلق بالمسلمين تجد
الصمت بل والمعاونة ضدهم
وكأن المسلمون عالة أو آفة ينبغي
التخلص منها بأي ثمن ولكن بطريقة رحيمة
بوركَ فيك أخي المُهاجر على هذا
الموضوع القيم