تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولا: اختلاف الأسماء بالإفراد والتذكير وفروعها: التثنية والجمع والتأنيث، كقوله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)، حيث قرئ بالجمع "لأماناتهم"، وقرئ بالإفراد، "لأمانتهم"، ورسمها في المصحف: "لأمنتهم"، يحتمل القراءتين، لخلوها من الألف الساكنة، ومآل الوجهين في المعنى واحد، فيراد بالجمع، الاستغراق الدال على الجنسية، ويراد بالإفراد الجنس الدال على معنى الكثرة أي جنس الأمانة، وتحت هذا جزئيات كثيرة.

فالمعنى في كلا الوجهين: جنسي يفيد الاستغراق، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)، فـ: "الكتاب" الأول: كتاب بعينه وهو القرآن الكريم، فـ: "أل" فيه: عهدبة ذهنية دل على معهودها قرينة السياق: "الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ "، وهو: الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. و"الكتاب" الثاني: جنس الكتب المنزلة قبله من: توراة وإنجيل وزبور وصحف ........ إلخ.

ثانيا: الاختلاف في وجوه الإعراب: كقوله تعالى: (ما هذا بشرا)، قرأ الجمهور بالنصب، على أن "ما" عاملة عمل "ليس"، وهي لغة أهل الحجاز وبها نزل الوحي، وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: (ما هذا بشر)، بالرفع، على لغة بني تميم، فإنهم لا يعملون "ما" عمل "ليس"، وكقوله تعالى: (فتلقى آدمُ من ربه كلماتٍ)، قرئ بنصب "آدمَ" ورفع "كلماتٌ".

ثالثا: الاختلاف في التصريف: كقوله تعالى: (فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا)، قرئ بنصب: (ربَنا) على أنه منادى مضاف و (باعد) بصيغة الأمر، وقرئ (ربُنا) بالرفع و (باعدَ) بفتح العين، على أنه فعل ماض، وقرئ (بعد) بفتح العين مشددة مع رفع (ربنا) أيضا.

ومن ذلك ما يكون بتغيير حرف، مثل (يعلمون، وتعملون)، بالياء والتاء، و (الصراط، والسراط) في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم).

رابعا: الاختلاف بالتقديم والتأخير:

o إما في الحرف، كقوله تعالى: (أفلم ييئس)، وقرئ: (أفلم يأيس).

o وإما في الكلمة، كقوله تعالى: (فَيَقْتُلُون ويُقْتَلُون) بالبناء للفاعل (المعلوم) في الأول، ولما لم يسم فاعله (المجهول) في الثاني، وقرئ بالعكس.

وأما قراءة: (وجاءت سكرة الحق بالموت)، بدلا من قوله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق)، فقراءة أحادية أو شاذة، لم تبلغ درجة التواتر، فلا تثبت قرآنا.

خامسا: الاختلاف بالإبدال:

o سواء كان إبدال حرف بحرف، كقوله تعالى: (وانظر إلى العظام كيف ننشزها)، قرئ بالزاي مع ضم النون، وقرئ بالراء المهملة مع فتح النون، وإليه أشار ابن كثير، رحمه الله، بقوله: " {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} أي: نرفعها فتركب بعضها على بعض.

وقد روى الحاكم في مستدركه من حديث نافع بن أبي نُعَيْم عن إسماعيل بن أبي حكيم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {كَيْفَ نُنشِزُهَا} بالزاي ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، (أي: الشيخان: البخاري ومسلم رحمهما الله، وهو اصطلاح استعمله الحاكم رحمه الله في الحكم على الأحاديث الصحيحة التي لم يروها الشيخان لأنها ليست على شرط كتابيهما).

وقرئ: (ننشرها) أي: نحييها قاله مجاهد". اهـ، بتصرف يسير.

فالنشوز: الارتفاع، ومنه: المرأة الناشز أي: التي تترفع عن زوجها، فالعظام إذا عادت إليها الحياة ارتفعت لتنتظم هيكلاً يكسى لحما بإذن الله.

والنشور: الحياة.

o أو إبدال لفظ بلفظ، كقوله تعالى: (كالعهن المنفوش)، قرأ ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: (كالصوف المنفوش)، (وهي محمولة على كونها مما لم يتواتر نقله فلا تثبت قرآنا، وإنما تثبت خبر آحاد، كما تقدم في أكثر من موضع، أو أنها من الأحرف التي اندثرت فلم يتواتر نقلها).

o وقد يكون هذا الإبدال مع التفاوت في المخارج، كقوله تعالى: (وطلح منضود)، قرئ (طلع) ومخرج الحاء والعين واحد، فهما من حروف الحلق.

سادسا: الاختلاف بالزيادة والنقص: o

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير