تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالزيادة: كقوله تعالى: (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار)، التوبة 100، قرئ: (من تحتها الأنهار) بزيادة (من) وهما قراءتان متواترتان، ويمثل لها في قراءة الآحاد، بقراءة ابن عباس رضي الله عنهما: (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، بزيادة (صالحة)، فهي قراءة تفسيرية، فدلالة الاقتضاء تدل على معناها لأن الملك لن يطمع في سفينة معيبة، وإبدال كلمة (أمام) بكلمة (وراء).

وعليه يبطل احتجاج من استدل بمثل هذه القراءات على سقوط أو تحريف آيات من القرآن، لأن هذه القراءة ليست قرآنا أصلا، فلم يرفعها القارئ إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو رفعها، لما قبلت قرآناً إلا بسند متواتر، وإلا عدت قراءة آحاد يحتج بها في الأحكام واللغة ..... إلخ، على تفصيل، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

والنقصان: كقوله تعالى: (وقالوا اتخذ الله ولدا)، بدون واو، وقراءة الجمهور، بالواو، ويمثل لها في قراءة الآحاد بقراءة: (والذكر والأنثى)، وهي قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء رضي الله عنهما كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره، في قوله تعالى: (وما خلق الذكر والأنثى)، وهي قراءة آحاد لا تثبت قرآنا بالسند المتواتر.

ونص كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله:

"قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة: أنه قدم الشام فدخل مسجد دمشق، فصلى فيه ركعتين وقال: اللهم ارزقني جليسًا صالحًا. قال: فجلس إلى أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: كيف سمعت ابن أم عبد يقرأ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}؟ قال علقمة: "والذكر والأنثى". فقال أبو الدرداء: لقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما زال هؤلاء حتى شككوني. ثم قال: ثم ألم يكن فيكم صاحب الوساد، (أي: ابن مسعود رضي الله عنه)، وصاحب السر الذي لا يعلمه أحد غيره، (أي: حذيفة رضي الله عنه)، والذي أجير من الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، (أي: عمار رضي الله عنه).

وقد رواه البخاري ها هنا ومسلم، من طريق الأعمش، عن إبراهيم قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قالوا: كلنا، قال: أيكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، فقال: كيف سمعته يقرأ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}؟ قال: "والذكر والأنثى". قال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوني أن أقرأ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنْثَى} والله لا أتابعهم". اهـ

وقول ابن مسعود رضي الله عنه: "والله لا أتابعهم": محمول، على ما تقدم، من ترك عثمان، رضي الله عنه، جمع ابن مسعود، رضي الله عنه، لا طعنا في عدالته، وإنما لأنه بلغة الهذيليين، والقرآن، كما تقدم، إنما نزل بلغة قريش، فجمعه بلغتهم أولى من جمعه بلغة غيرهم، فرأى ابن مسعود، رضي الله عنه، مجتهداً، ألا يترك الحرف الذي يقرأ به، ولا يضر ذلك في قراءته لأنه مما نزل به القرآن وقد صح إسناده عنده لتلقيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مباشرة، ولكننا ملزمون الآن وإلى قيام الساعة، بحرف قريش الذي جمع القرآن عليه، وليس لدينا أسانيد متواترة بحرف عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، ولا غيره من الحروف، لنستجيز القراءة به تعبدا، وإنما غايته أن يكون مما لم يتواتر إسناده من أخبار الآحاد، فيستفاد منه في باب الأحكام واللغة، وهذا رد عام على كل من اتخذ الأحرف المندثرة وسيلة إلى الطعن في الكتاب المنزل الذي وصلنا بأسانيد متواترة تواترا لم يتحقق لأي نص آخر، سواء أكان من كلام الله، عز وجل، من الكتب السابقة التي بُدل منها ما بدل، أم من كلام البشر، فالحمد لله على تحقق موعوده: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

سابعا: اختلاف اللهجات بالتفخيم والترقيق، والفتح والإمالة، والإظهار والإدغام، والهمز والتسهيل، والإشمام ونحو ذلك.

o ومن الأمثلة على الإمالة: قوله تعالى: (وهل أتاك حديث موسى)، بإمالة: "أتى"، و "موسى".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير