تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

o ومن الأمثلة على تسهيل الهمز، وهو لغة قريش كما سبق، قوله تعالى: (قد أفلح المؤمنون)، بتسهيل الهمزة، (وهي قراءة ورش).

ويشير الشيخ مناع، رحمه الله، بأن هذا الرأي هو أقوى الآراء، بعد الرأي الأول، وإليه ذهب الرازي رحمه الله، وانتصر له من المعاصرين الشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني.

خامسا: وذهب بعضهم إلى أن العدد سبعة لا مفهوم له، وإنما هو رمز إلى ما ألفه العرب من معنى الكمال في هذا العدد، فهو إشارة إلى أن القرآن في لغته وتركيبه كأنه حدود وأبواب لكلام العرب كله مع بلوغ الذروة في الكمال، فلفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة والكمال في الآحاد، كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئين، ولا يراد العدد المعين، وإلى هذا مال القاضي عياض رحمه الله، ومن تبعه.

سادسا: إن المراد بالأحرف السبعة، القراءات السبع، وقد حكي عن الخليل بن أحمد، رحمه الله، وقد وصف الزركشي رحمه الله، هذا الرأي بأنه أضعف الآراء، (لأن القراءات السبع إنما قرئ بها في حرف واحد هو الحرف الذي جمع عليه عثمانُ، رضي الله عنه، الأمةَ، حسما لمادة النزاع، كما سيأتي بيانه إن شاء الله).

وزاد الزركشي رحمه الله، في البرهان:

أولا: أن المراد أن علم القرآن، يشتمل على سبعة أشياء:

علم الإثبات والإيجاد، كقوله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض).

وعلم التوحيد، كقوله تعالى: (قل هو الله أحد).

وعلم التنزيه، كقوله تعالى: (أفمن يخلق كمن لا يخلق).

وعلم صفات الذات، كقوله تعالى: (الملك القدوس).

وعلم صفات الفعل، كقوله تعالى: (واعبدوا الله).

وعلم العفو والعذاب، كقوله تعالى: (ومن يغفر الذنوب إلا الله).

وعلم الحشر والحساب، كقوله تعالى: (إن الساعة لآتية).

وعلم النبوات، كقوله تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين).

والإمامات، كقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

ويلاحظ أن أصحاب هذا الرأي، ذكروا تسعة أشياء، لا سبعة.

ثانيا: من الأقوال التي أضافها الزركشي رحمه الله: أن المراد به سبعة أشياء: المطلق والمقيد، والعام والخاص، والنص والمؤول، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفسر، والاستثناء وأقسامه، حكاه أبو المعالي بسند له عن أئمة الفقه.

ثالثا: وقد حكي عن أهل اللغة: أن المراد الحذف والصلة، والتقديم والتأخير، والقلب والاستعارة، والتكرار، والكناية والحقيقة والمجاز، والمجمل والمفسر، والظاهر، والغريب.

رابعا: وقد حكي عن النحاة، أنها التذكير والتأنيث، والشرط والجزاء، والتصريف والإعراب، والأقسام وجوابها، والجمع والتفريق، والتصغير والتعظيم، واختلاف الأدوات مما يختلف فيها بمعنى، وما لا يختلف في الأداء واللفظ جميعا.

خامسا: وحكي عن الصوفية، أنها سبعة أنواع من المبادلات، والمعاملات، وهي الزهد والقناعة مع اليقين، والحزم والخدمة مع الحياء، والكرم والفتوة مع الفقر، والمجاهدة والمراقبة مع الخوف، والرجاء والتضرع والاستغفار مع الرضا، والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة، والشوق مع المشاهدة. اهـ

وينبغي التنبيه على ما قد تحويه هذه العبارات المجملة، من تجاوزات، وخاصة عند المتصوفة.

سادسا: أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه، لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأكملها كلمة، والحرف يقع على المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة، قاله أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي، رحمه الله، فالحرف مشترك لفظي، له عدة معان، يدل عليها على سبيل البدل.

وبعد سرد هذه الآراء، تأتي مرحلة المناقشة، ومن أفضل من ناقشها الشيخ مناع القطان، رحمه الله، في "مباحثه":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير