تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

¨ ثالثا: أن أسلوب القرآن في تكرار القصة أكثر من مرة، لا يصاحبه أي تفاوت في بلاغة عرضها، بخلاف كلام من يعيد حديثا ما، فإن بلاغته في سرده تختلف من حال إلى حال.

مسألة: القدر المعجز من القرآن:

¨ أولا: ذهب المعتزلة إلى أن الإعجاز يتعلق بجميع القرآن لا ببعضه، أو بكل سورة برأسها.

¨ ثانيا: وذهب بعض أهل العلم إلى أن المعجز منه القليل والكثير، دون تقييد بسورة، لقوله تعالى: (فليأتوا بحديث مثله)، وقد استدل الزركشي، رحمه الله، في "البحر المحيط"، بهذه الآية، على أن القرآن هو: الكلام المنزل للإعجاز بآية منه، المتعبد بتلاوته، حيث قال رحمه الله:

وَخَرَجَ بِقَوْلِنَا: "الْمُتَعَبَّدُ بِتِلَاوَتِهِ" مَا نُسِخَتْ تِلَاوَتُهُ. وَقُلْنَا بِآيَةٍ مِنْهُ وَلَمْ نَقُلْ بِسُورَةٍ كَمَا ذَكَره الْأُصُولِيُّونَ، لِأَنَّ أَقَصَرَ السُّوَرِ ثَلَاثُ آيَاتٍ، وَالتَّحَدِّي قَدْ وَقَعَ بِأَقَلَّ مِنْهَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ}. اهـ

فالحديث يطلق على ما هو أقل من سورة، والجواب عن ذلك: إن المقصود بالحديث في هذه الآية، هو القرآن كاملا، لأن سياق آيات التحدي يقتضي ذلك، فقد ورد التحدي أولا، بكامل القرآن، ثم بعشر سور، ثم بسورة واحدة، وأشار بعض أهل العلم المعاصرين إلى أن التحدي لم يرد بآية لأن من الآيات ما هو كلمة واحدة فقط مثل (مدهمتان) فهل يعجز البشر عن الإتيان بمثلها؟ ومع ذلك فالآية معجزة في موضعها، فلا أحد يستطيع – مثلا – أن يحذف كلمة (مدهمتان) ويأتي بمرادف لها.

¨ ثالثا: وذهب آخرون إلى أن الإعجاز يتعلق بسورة تامة، ولو قصيرة، أو قدرها من الكلام كآية واحدة أو آيات، وهذا موافق لتعريف الجمهور للقرآن، حيث قالوا بأنه: الكلام المنزل للإعجاز بسورة منه (وليس بآية منه كما ذكر ذلك الزركشي رحمه الله)، المتعبد بتلاوته.

وهذا الرأي هو الأرجح، وقد ذهب الشيخ مناع القطان، رحمه الله، في "المباحث" إلى أن الإعجاز لا ينحصر في قدر معين لأننا نجده في أصوات حروفه ووقع كلماته، كما نجده في الآية والسورة، فالقرآن كلام الله وكفى، وكأن الشيخ، رحمه الله، يميل إلى رأي الزركشي، رحمه الله، والله أعلم.

وتجدر الإشارة إلى أن إعجاز القرآن يشمل: مبناه ومعناه، فالقرآن الكريم هو: اللفظ والمعنى، خلافا لمن غلا في إثبات اللفظ من المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن، ويلزم من قولهم هذا إبطال إعجاز القرآن، إذ الكلام المخلوق مقدور على مثله غالبا، ومن غلا في إثبات المعنى من المتكلمين الذين جعلوا الكلام: معنى قائم بالنفس لا يتعلق بمشيئة الله، عز وجل، فهو قديم النوع والآحاد عندهم، والصحيح أنه: قديم النوع، حادث الأفراد، وفي التنزيل: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ).

وأخرج النسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي عن ابن عباس أنه قرأ: (وقرآناً فرقناه) مثقلاً قال: نزل القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان جملة واحدة، فكان المشركون إذا أحدثوا شيئاً أحدث لهم جواباً، ففرقه الله في عشرين سنة.

فالحدوث هنا بمعنى التجدد، وذلك لا يكون إلا في صفات الأفعال التي تتعلق آحادها بمشيئة الله، عز وجل، وإن كانت أنواعها قديمة قدم الذات القدسية: ذات الحق تبارك وتعالى.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 11 - 2008, 07:44 ص]ـ

ومع مسألة:

تبيين السنة للقرآن:

فالعمدة في هذه المسألة:

قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، فما نزل إليهم هو: الوحي المتلو، الذي وَكَلَ الله، عز وجل، إلى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيانه، بشتى أوجه البيان من: تخصيص عام، وتقييد مطلق، وتفسير مشكل ......... إلخ،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير