تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حديث هلال بن أمية، رضي الله عنه، أحد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، لما رمى امرأته بشريك بن سحماء، فهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإقامة حد القذف عليه، فنزلت هذه الآيات، فتلاعن هلال وامرأته، وفرق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بينهما، وقضى ألا يدعى ولدها لأب ولا يرمى ولدها، ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الحد، وقضى ألا بيت لها عليه ولا قوت لها، من أجل أنهما يتفرقان من غير طلاق، ولا مُتَوَفى عنها، والملاعنة تحرم على الملاعِن حرمة مؤبدة.

وذكر أيضا:

حديث عويمر، أخو بني عجلان، لما جاء إلى عاصم بن عدي فقال: "أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِهِ فَقَتَلَهُ أَيُقْتَلُ بِهِ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ قَالَ فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ قَالَ فَلَقِيَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قَالَ مَا صَنَعْتُ إِنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَابَ الْمَسَائِلَ فَقَالَ عُوَيْمِرٌ وَاللَّهِ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَسْأَلَنَّهُ فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِيهِمَا قَالَ فَدَعَا بِهِمَا فَلَاعَنَ بَيْنَهُمَا قَالَ فَقَالَ عُوَيْمِرٌ لَئِنْ انْطَلَقْتُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا قَالَ فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَصَارَتْ سُنَّةً فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ فَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَاذِبًا قَالَ فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوه".

وهو عند أحمد، رحمه الله، في "مسنده".

وقد جمع أهل العلم بين الواقعتين فقالوا بأنه: مما تعدد سبب نزوله، فيكون للنازل أكثر من سبب نزول، كما يتعدد النازل والسبب واحد.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 08:29 م]ـ

ومع قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ):

يقول أبو السعود رحمه الله:

"الإفك: أبلغَ ما يكونُ من الكذبِ والافتراءِ وقيلَ البُهتانُ لا تشعرُ به حتَّى يفجأكَ وأصلُه الإفكُ وهو القلبُ لأنه مأفوكٌ عن وجهه وسننهِ والمرادُ به ما أُفكَ بهِ الصِّدِّيقةُ أمُّ المؤمنينَ رضي الله عنها، وفي لفظ المجيءِ إشارةٌ إلى أنَّهم أظهرُوه من عندِ أنفسِهم من غير أنْ يكونَ له أصلٌ". اهـ

فهو أمر اختلقوه من عند أنفسهم طعنا في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

والعصبة هي: الجماعة، والمقدم فيهم: عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، فهو الذي ابتدأه ونشره حتى دخل على بعض المسلمين، فجلدوا حد القذف بعد نزول براءة أم المؤمنين، رضي الله عنها، وجاء في رواية أبي داود، رحمه الله، في سننه تسميتهم: حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاتة، وحمنة بنت جحش، أخت أم المؤمنين: زينب بنت جحش رضي الله عنهم جميعا.

ونص الرواية في باب "حد القذف" من كتاب "الحدود" في "سنن أبي داود":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير