وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)، فليس العجيب أن يخونوا، ولكن العجيب ألا يخونوا!!!!.
بتصرف من "دولة السلاجقة" للشيخ الدكتور علي الصلابي حفظه الله، ص506
وكان لهم نفس الدور في غزو المغول لأرض الإسلام، حتى شرب الخمر وأكل الخنزير في نهار رمضان في مساجد الشام، وأخبر المسلمون على الإفطار، وعن حرية المعتقد واحترام الرأي الآخر حدث ولا حرج!!!!.
وفي أثناء الحملة الفرنسية على مصر ظهر ما يعرف بالفيلق القبطي الذي تكون من 2000 نصراني مسلح لمساعدة نابليون ولقتل ونهب وإذلال المسلمين وقاده المعلم يعقوب القبطي الذي وصفه الجنرال مينو في إحدى رسائله لنابليون فقال إني: وجدت رجلاً ذا دراية ومعرفة واسعة اسمه المعلم يعقوب، وهو الذي يؤدي لنا خدمات باهرة منها تعزيز قوة الجيش الفرنسي بجنود إضافية من القبط لمساعدتنا. والقصة قد ذكرها الجبرتي، رحمه الله، في تاريخه. (قارن هذا بميليشيات الغدر التي نجح المحتل الأمريكي في استغلال حقدها التاريخي الأسود على أهل الحق في العراق فارتكبوا في حقهم ما قد علم باسم الدين!!!، حجة كل أعمى متعصب يقود قطيعا من البهائم)
وفي حرب: 67: تمت الخيانة على نطاق واسع واكتشفت كنائس بها أجهزة اتصال مع إسرائيل مباشرة وتمت مراقبتها عندما لاحظ القادة ضرب إسرائيل لأهدافها بدقة فراقبوهم وتم القبض على عدد كبير من القساوسة وضباط نصارى فى الجيش وهاج الرأى العام والقصة، كما نقل أحد أعضاء منتدى "حراس العقيدة"، مذكورة في كتاب: "لعنة الأمة القبطية". وهو أمر غير مستغرب منهم، (ولك أن تقارن هذا، أيضا، بخيانة عدد كبير من ضباط الجيش العراقي لما ألقوا أسلحتهم بناء على فتاوى مشبوهة من مرجعيات ضالة مضلة تفتي بحسن معاملة المحتل تأليفا لقلبه، وبقتل أهل السنة وهدم مساجدهم!!!!!)،
وقد تسربت أخيرا أنباء متكاثرة من كنائسهم وأديرتهم عن ميليشيات تتدرب على حمل السلاح وظهرت إلى الساحة أسماء من قبيل: "جيش الجهاد النصراني"!!!، والعدو طبعا معروف، المسلمون الذين احتلوا بلادنا!!!
ولا مكان للوطنية في الحروب الدينية والمذهبية، فالإنسان ينسى وطنه إذا تعارض مع دينه أو مذهبه فالولاء الأول للمعتقد رغم أنف العلمانيين والليبراليين الذين يدفنون رؤوسهم في الرمال هربا من تلك الحقيقة التي تهدم نظريتهم اللادينية، وهم حليف استراتيجي لكل كافر أو مبتدع، والواقع عندنا في مصر خير شاهد على ذلك.
وكان لنصارى الشام دور فكري بارز في القرن الماضي في تمييع الرابطة الإسلامية واستبدالها برابطة العروبة الجاهلية ضيقة الأفق، في مقابل الرابطة الطورانية التركية، فحملوا لواء القومية العربية، وانقسمت جهودهم بشكل رئيسي إلى قسمين:
الأول: الأعمال السياسية: فقد كانوا كعهدنا بهم على صلة وثيقة بالجمعيات الفكرية الهدامة في الغرب، فحملوا لواء علمنة الدول الإسلامية لتصبح حكوماتها: حكومات لا دينية، وكونوا الجمعيات والأحزاب التي تبنت توجههم القومي من قبيل:
جمعية بيروت (فارس نمر)، وجامعة الوطن العربي (نجيب عازوري)، والجمعية القحطانية، وجمعية العربية الفتاة، ثم الحزب القومي السوري (أنطوان سعادة)، وأخيرا حزب البعث (ميشيل عفلق).
والثاني: الأعمال الفكرية: فنشطوا في التأليف على طريقة المستشرقين في إثارة الشبهات وتتبع السقطات في تاريخ المسلمين، وتضخيم السيئات الصغار، وطمس الحسنات العظام، فصار تاريخ المسلمين دمويا من لدن مقتل عثمان، رضي الله عنه، إلى فتح الأندلس وقتل عبد الرحمن الغافقي رحمه الله رهبان الأديرة، كما زعم جورجي زيدان إلى إرهاب السلطان عبد الحميد، رحمه الله، السلطان الأحمر كما سماه جورجي زيدان!!!!.
¥