وأي شرف أعظم من الذب عن دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فليدل كل بدلوه، ولا يحقرن نفسه، ولا يحرمنها من شرف الجهاد في سبيل نصرة الملة وإعلاء راية السنة، ولو بدعوة صادقة، فإن القليل مع القليل كثير، وما كلفنا الله، عز وجل، إلا ما نطيق، فقال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، وبشرنا بالنصر فقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)، فهو نصر في العاجلة والآجلة، وقال: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
وفي المقابل: بشر أولئك الضلال بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، فليس لهم إلا الحسرة، وويل لمن جعل محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحبه الكرام خصوما له!!!، وما سبهم له إلا بشرى بسرعة انقضاء دولتهم: دولة الباطل، وقيام دولتنا: دولة الحق، و: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
وأهل الباطل قد استنفروا كل طاقاتهم في هذه المعركة:
يحكي لي أحد الفضلاء منذ عدة أيام عن نشاطهم المحموم في فتنة الناس عن دينهم في منطقة "شبرا الخيمة" وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية مع ظروف اقتصادية صعبة، فهي صيد ثمين بالنسبة لهم، فيقول لي بعبارتنا العامية: "دول ما بيناموش الليل!!!! "، فهم في عمل دائب نصرة لباطلهم، وقد صار الأمر "عيني عينك" كما يقال عندنا في مصر، فلا وازع من دين أو سلطان يردعهم، فحري بأهل الحق، وهم أولى بذلك، أن يبذلوا ما استطاعوا لرد تلك الهجمة الشرسة على عقيدة 94% من سكان مصر، وألا يكونوا ممن قال فيهم عمر رضي الله عنه: "اللهم إني أعوذ بك من جَلَد الفاجر وعجز الثقة".
فيا أهل الحق لا تزهدوا في الحق الذي بين أيديكم فتكسلوا عن نصرته، فتسلبوه بذنوبكم، فما بين الباري، عز وجل، وبينكم من نسب إلا الطاعة.
فـ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين .............. وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات أقام الله تعالى له مما يحق به الحق ويبطل به الباطل من الآيات البينات بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة". اهـ
بتصرف من "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"، (1/ 61).
وهو مرجع من المراجع المتميزة في دحض شبه القوم بنقل وعقل تميز المصنف، رحمه الله، باليد الطولى فيهما.
ورب ضارة نافعة، فهي فرصة لأهل الحق لعرض بضاعتهم، ودعوة غيرهم إلى الحق، فكثير من نصارى مصر، لا سيما الشباب، في شك واضطراب من عقيدتهم الفلسفية الصعبة الهضم، ولكنهم لا يجدون من يقدم لهم البديل الإلهي الصحيح فمعظمنا ينفق الساعات في الوقوف أمام المخابز من أجل رغيف الخبز!!!، وإلى الله المشتكى.
والمشايخ الفضلاء من أمثال الدكتور زغلول، حفظه الله، يستحقون منا النصرة بالدعاء، والكلمة، والتواصل إن أمكن عن طريق البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت، والإشادة بجهودهم الصادقة في اجتماعاتنا ومجالسنا ............. إلخ من صور النصرة.
وفي هذا الرابط مزيد بيان لهذا النشاط المشبوه:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4733
وفي هذا الرابط نموذج للواقع الذي تعيشه مصر الآن:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4731
ومرة أخرى إلى الله المشتكى.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 01:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
نسأل الله أن يعز دينه، وينصر كلمته
وأن يعز من به عز للإسلام
وحسبنا الله، وهنيئا لمن يذب عن دين الله.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 04:56 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
منذ أيام كتبت موضوعا عن النصارى ولكن الأخوة أغلقوه وهذا كلام الاخ مهاجر يؤيد ما ذهبت إليه
بارك الله فيك اخي العزيز