تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تتلقاه من أبطال المقاومة في الجنوب اللبناني فقد ثبت تورطهم في تدريب بعض أفراد تلك الخلايا التي قامت بأحداث شغب وتخريب في بعض بلدان الخليج وحاول بعض كوادرها اغتيال أحد قادة تلك البلاد في ثمانينيات القرن الماضي).

الشاهد أن ذلك الصفوي الخبيث بعث إلى ذينك الجيبين فاستقدم منهما شيوخا غلاة، فرضوا المذهب على عموم أهل السنة تحت تهديد وإرهاب الدولة، ومع غياب العلم الشرعي والعلماء الربانيين، تحول المجتمع شيئا فشيئا من مجتمع سني إلى مجتمع بدعي، وإن بقي قطاع كبير من أهل فارس، اليوم، يقدر بنحو الثلث على مذهب أهل السنة، وهم يعانون من تنكيل الحكومة الطائفية التي تسعى إلى فتنتهم عن دينهم بشتى الوسائل من: ترغيب تارة، وترهيب تارة أخرى، وقد وضعت خطة خمسينية، إن لم تخني الذاكرة، للقضاء على الوجود السني في بلاد فارس، في الوقت الذي تسعى فيه إلى التغلغل داخل المجتمعات السنية بواسطة بؤر تستقطب الفقراء والجهلاء، والأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها المجتمعات الإسلامية خير معين على ذلك، فمن أراد مالا، فأموال الخمس تكفيه، ومن أراد زواجا ففتيات المتعة تحت الطلب!!!، ومن أراد دينا فخرافة المظلومية والغلو في آل البيت، رضي الله عنهم، والجفاء في حق غيرهم من الأصحاب، رضي الله عنهم، تسد رمق روحه ولو بغذاء خبيث تعافه الفطر السوية، ولكنه الجهل بدين الله، عز وجل، الذي يسهل لأولئك المبطلين التغلغل في أوساط عموم المسلمين الذين فشا فيهم الجهل فضعفت مناعتهم العقدية في ظل سكوت أهل العلم عن بيان حقيقة ذلك المذهب الباطل الذي لا تنطلي شبهه الواهية التي يثيرها هنا وهناك للنيل من دين الإسلام ورجالاته إلا على جاهل، في ظل سكوتهم: خوفا، أو مجاملة باردة كما شهدنا طوال سنين التقريب العجاف التي نحصد الآن ثمارها بظهور بؤر بدعية غالية في بلاد كانت سنية خالصة، كمصر والسودان والمغرب، كما أشار إلى ذلك الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله وسدده، وهو الذي كان يوما ما من أشد المتحمسين لهذا المشروع التخريبي، وليس التقريبي، لعقائد المسلمين، باجتهاد منه، إذ ترجح عنده أن مداراة القوم خير من مواجهتهم لئلا تنتشر نار الفتنة الطائفية في بلاد المسلمين، فلما كففنا، أبى القوم إلا المضي قدما في مخططاتهم، وصار لسان حالنا نحن أهل الحق الذين أظهر الله، عز وجل، حجتنا على حجة كل مبطل بالدليل النقلي الصحيح والعقلي الصريح، صار لسان حالنا: اسكتوا نسكت!!!، كفوا عنا ودعوا بلادنا آمنة، (أو: سيبونا في حالنا) كما يقال عندنا في مصر!!!، فأي ضعف وهوان هذا؟!!!. الشاهد أن ما يحصل في العراق اليوم، من تقتيل وتشريد لأهل الحق، وتصفية لرؤوس أهل السنة من العلماء والدعاة والوجهاء وأئمة المساجد ........... إلخ ليس بدعا من الفعل، فما وقع لهم قد وقع لأهل الحق في البلقان، وهو ما وقع لأهل الحق من العلماء والعباد في المغرب لما استولى عليها العبيديون، وهو ما وقع لهم في مصر، وقصة العالم الرباني: أبي بكر النابلسي، رحمه الله، مع الخبيث: المعز الفاطمي أشهر من أن تذكر إذ أمر يهوديا بسلخ إمامنا حيا!!!، وهو نفس التنكيل الذي وقع للوزير السني في دولة بني العباس: ابن المسلمة، رحمه الله، لما استولى القائد التركي البساسيري، وكان باطنيا خبيثا يأتمر بأمر المستنصر العبيدي في مصر، لما استولى على مقاليد الحكم في بغداد، كما استولى عليها الصفويون الجدد اليوم، فسارع بالتشهير بابن المسلمة وقتله شر قتلة، تشفيا من أهل السنة، (تماما كما يقع لعلمائنا ووجهائنا اليوم في بغداد من قتل وتمثيل لم يقع من اليهود والنصارى مع عظم مقتهم لدين الإسلام وأهله)، وهو ما تكرر في دورات ماضية: أيام الصفويين لما احتلوا بغداد زمن خلافة بني عثمان، ولما حكموها زمن هولاكو برسم ذلك الوثني ..... والبقية تأتي فالفكر واحد وإن تجدد حاملوه بتعاقب الأجيال، ولك أن تقارن ما وقع في فارس من سحق لأهل الحق زمن الصفويين بما وقع لنظرائهم من أهل الأندلس في نفس الفترة تقريبا، أواخر القرن الثامن الهجري وأوائل القرن التاسع، فهنا سحق لنحلة أهل السنة، وهناك سحق لملة الإسلام، ولم ينجح الباطنية الأوائل في غزو قلوب المصريين، وإن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير