تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

على الحكم في بلد إلا أفسدوه لما جبلوا عليه من تسلط إلا من رحم ربك، ولذلك كانت علامة استقرار البلاد على مر العصور: عدم تدخل الجيش في الحياة العامة فله وظيفة تتعلق بحماية الثغور وفتح الأمصار إن كانت الأمة ظاهرة تملك القوة الروحية والمادية لجهاد الطلب، ويوم ضاقت بغداد بالجند بنى لهم المعتصم العباسي رحمه الله مدينة "سامراء" لئلا يزاحموا أهل الحضر مدنهم، فلا مكان للجيش إلا في ثكناته.

الشاهد أن جنرالات الجزائر، كمعظم جنرالات العالم الإسلامي: مراكز قوىً، فلا يعنيهم كثيرا شأن الشعوب الإسلامية التي ينتمون إليها، وأحداث التسعينيات بعد إلغاء انتخابات 92، خير شاهد على ذلك فقد وقع فيها من الفتن والهرج والمرج ما الله به عليم، حتى من الله، عز وجل، على أهلنا في الجزائر بالأمن، وإن لم يكن كليا، ويكاد الناظر في تلك الأحداث يقطع بتورط أولئك الجنرالات في تلك الأحداث بشكل غير مباشر، وفي أزمنة الفتن تختلط الأوراق وتضيع الحقائق أو تخفى على كثير من الناس، ولذلك أثر عن المتقدمين قولهم: إن الفتن إذا أقبلت لم يعرفها إلا العلماء، فإذا أدبرت وانقضت عرفها كل الناس.

ولنا في مصر تجربة مريرة مع العسكر لا سيما مع أولهم: الكولونيل الملهم والزعيم الخالد!!!!، الذي قاد مصر إلى هزيمة تاريخية في 67 تسببت في زلزال اجتماعي لا زلنا نعاني توابعه حتى الآن، إذ تنامى الشعور القومي عند المصريين في تلك الفترة ثم فوجئوا بانهيار مشروعهم القومي في 6 ساعات!!!، ففقدوا الثقة، وفقدوا قبل ذلك: الرؤية الشرعية، إذ كانت رؤيتهم: قومية حزبية تصب في قناة الزعيم الذي سعى إلى بناء مجد شخصي على حساب شعبه فقاده إلى نكسة إيمانية إن صح التعبير قبل أن تكون نكسة عسكرية في 67.

ويكاد الواقع الجزائري يتطابق مع الواقع عندنا في مصر: أزمة اقتصادية طاحنة رغم كون الجزائر دولة بترولية، نشاط كبير لأصحاب العقائد المنحرفة من المنصرين وأهل البدع الذين تمددوا في السنوات الأخيرة، فتغلغلوا في بلاد الشام، وامتدت أذرعهم إلى مصر والسودان وبلاد المغرب العربي، في مقابل ضعف عام في التدين، وإن وجدت الصحوة الإسلامية لها موطأ قدم في كثير من بلاد المسلمين.

وتبقى التجربة الجزائرية محط إعجاب وتأمل، فإن أهل الجزائر لم يفرطوا في دينهم رغم كل ما تعرضوا له من ابتلاءات.

وتلك بلاد أنجبت أمثال: المعز بن باديس، وأبي يوسف يعقوب المنصور مقدم دولة الموحدين، قاهر عباد الصليب في موقعة الأرك الشهيرة، نجم بني عبد المؤمن كما وصفه لسان الدين بن الخطيب رحمه الله، وأصوله من قبيلة "كومية" الجزائرية وهو ملك من ملوك المسلمين الذين لا يمل القارئ من النظر في سيرهم، وعبد الحميد بن باديس فلا يبعد أن تنجب غيرهم ممن يجددون لأمة الجزائر دينها.

والله من وراء القصد.

وفي هذا الرابط عنوان يتعلق بموضوع المداخلة:

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1178724125868&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout

وأبو دجانة لا يتمنى للجزائر التوفيق في موقعة واحدة فقط!!!!:):)، وهي موقعة من المواقع إياها!!! التي أفسدت بين دول الشمال الإفريقي، لا سيما مصر والمغرب، في كثير من المناسبات، وقانا الله شر الفرقة.

ـ[سمية ع]ــــــــ[09 - 11 - 2008, 02:07 م]ـ

وفيك بارك الله ...

قُلت فأحسنت، ولكن يبقى لكل واحد رأيه وقناعاته المتأصلة فيه التي لا يمكن أن تُمحى أو تُبدل لأي سبب من الأسباب ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير