تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عن حذيفة بن اليمان، يقول: قال رسول الله: إن بني إسرائيل لما اعتدوا وعلوا وقتلوا الأنبياء، بعث الله عليهم ملك فارس بختنصر، وكان الله قد ملّكه سبع مئة سنة، فسار إليهم حتى دخل بيت المقدس، فحاصرها وفتحها، وقتل علي دم زكريا سبعين ألفا، ثم سبى أهلها وبني الأنبياء، وسلب حليّ بيت المقدس، واستخرج منها سبعين ألفا ومئة ألف عجلة من حليّ، حتى أورده بابل، قال حذيفة: فقلت يا رسول الله، لقد كان بيت المقدس عظيما عند الله، قال: أجل بناه سليمان بن داود، من ذهب ودر وياقوت وزبرجد، وكان بلاطه بلاطة من ذهب وبلاطة من فضة وعمده ذهبا، أعطاه الله ذلك، وسخر له الشياطين، يأتونه بهذه الأشياء في طرفة عين، فسار بختنصر بهذه الأشياء، حتى نزل بها بابل، فأقام بنوا إسرائيل في يديه مئة سنة، تعذبهم المجوس وأبناء المجوس، فيهم الأنبياء وأبناء الأنبياء، ثم إن الله رحمهم، فأوحى إلى ملك من ملوك فارس، يقال له كورش وكان مؤمنا، أن سر إلى بقايا بني إسرائيل حتى تستنقذهم، فسار كورش ببني إسرائيل وحلي بيت المقدس، حتى رده إليه فأقام بنوا إسرائيل مطيعين لله مئة سنة، ثم إنهم عادوا في المعاصي، فسلط الله عليهم ابطيانحوس، فغزا بأبناء من غزا مع بختنصر، فغزا بني إسرائيل حتى أتاهم بيت المقدس، فسبى أهلها وأحرق بيت المقدس، وقال لهم يا بني إسرائيل، إن عدتم في المعاصي عدنا عليكم بالسباء، فعادوا في المعاصي، فسيّر الله عليهم السباء الثالث ملك رومية، يقال له قاقس بن إسبايوس، فغزاهم في البر والبحر، فسباهم وسبى حلي بيت المقدس، وأحرق بيت المقدس بالنيران، فقال رسول الله: هذا من صنعة حلي بيت المقدس، ويرده المهدي إلى بيت المقدس، وهو ألف سفينة وسبع مئة سفينة، يرسى بها على يافا، حتى تنقل إلى بيت المقدس، وبها يجمع الله الأولين والآخرين ".

ثم اختلف أهل التأويل، في الذين عنى الله بقوله أولي بأس شديد، فيما كان من فعلهم، في المرة الأولى في بني إسرائيل، حين بعثوا عليهم، ومن الذين بعث عليهم في المرة الآخرة، وما كان من صنعهم بهم، فقال بعضهم: كان الذي بعث الله عليهم في المرة الأولى جالوت، وهو من أهل الجزيرة، وفيما روي عن ابن عباس قوله: بعث الله عليهم جالوت، فجاس خلال ديارهم، وضرب عليهم الخراج والذل، فسألوا الله أن يبعث لهم ملكا، يقاتلون في سبيل الله فبعث الله طالوت، فقاتلوا جالوت فنصر الله بني إسرائيل، وقتل جالوت بيدي داود، ورجع الله إلى بني إسرائيل مُلكهم، وقال آخرون: بل بعث عليهم في المرة الأولى سنحاريب، وفيما روي عن سعيد بن المسيب يقول: ظهر بختنصر على الشام فخرب بيت المقدس وقتلهم، وقال آخرون: يعني بذلك قوما من أهل فارس، قالوا: ولم يكن في المرة الأولى قتال، (ثم رددنا لكم …) وفي قول ابن عباس، الذي رواه عطية عنه، هي إدالة الله إياهم من عدوهم جالوت حتى قتلوه، وكان مجيء وعد المرة الآخرة عند قتلهم يحيى، بعث عليهم بختنصر، وخرّب بيت المقدس، وأمر به أن تطرح فيه الجيف، وأعانه على خرابه الروم، فلما خربه ذهب معه بوجوه بني إسرائيل وأشرافهم، وذهب بدانيال وعليا وعزاريا وميشائيل، وهؤلاء كلهم من أولاد الأنبياء.

وفيما روي عن سعيد بن جبير، قال: بعث الله عليهم في المرة الأولى سنحاريب، قال: فردّ الله لهم الكرة عليهم كما أخبر، قال: ثم عصوا ربهم، وعادوا لما نهوا عنه، فبعث عليهم في المرة الآخرة بختنصر، فقتل المقاتلة وسبى الذرية، وأخذ ما وجد من الأموال، ودخلوا بيت المقدس، كما قال الله عز وجل، ودخلوه فتبّروه وخرّبوه، فرحمهم فردّ إليهم ملكهم، وخلّص من كان في أيديهم من ذرية بني إسرائيل، وعن مجاهد قال: بعث الله ملك فارس ببابل جيشا، وأمر عليهم بختنصر، فأتوا بني إسرائيل فدمروهم فكانت هذه الآخرة ووعدها. وعن قتادة قوله: فبعث الله عليهم في الآخرة، بختنصر المجوسي البابلي، أبغض خلق الله إليه، فسبا وقتل وخرّب بيت المقدس، وسامهم سوء العذاب، وفيما روي عن ابن عباس قال: فلما أفسدوا، بعث الله عليهم في المرة الآخرة، بختنصر فخرب المساجد ".

من تفسير البغوي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير