تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي الوقت الذي يعاني فيه: "نجيب ساويرس" ذو المشاعر المرهفة الذي يشكو من الغربة في مصر بعد انتشار الحجاب، حتى صار يتهكم على المسلمات المحجبات ويقول بأنه صار يسلم عليهن من: بعيد لبعيد!!!!، ولعله يخشى أن تعضه إحداهن!!!!، ويمول فضائية "أو تي في" التي تنشر الخلاعة: عيني عينك في محاولة لترطيب الجو الجاف الذي تعاني منه مصر في ظل سيطرة الأفكار الظلامية المتشددة فضلا عن تمويله عمليات تزوير جوازات سفر المرتدين الجدد تمهيد لإلحاقهم بجنان الخلد في أوروبا، في ذلك الوقت: يقدم الدكتور زقزوق وفريق عمله الهمام الدعم الفكري لنجيب وأمثاله من دعاة الدعارة والدياثة، ولو بشكل غير مباشر عن طريق مهاجمة مظهر من مظاهر الحشمة في المجتمع المصري.

وإذا كان النقاب غير واجب في مذهب الأحناف والمالكية والشافعية، رحمهم الله، في مقابل الحنابلة، رحمهم الله، الذين قالوا بالوجوب، فإن علماء المذاهب لم يختلفوا تقريبا في مشروعيته، بل استحبابه عموما، ووجوبه خصوصا في بعض الأوقات، كأزمان الفتن، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وأي فتنة أعظم من الفتنة التي يعاني منها الشارع المصري الآن، وقد ظهرت جرائم غريبة تعكس حالة: "الجِنان"!!! التي أصابت قطاعات من الشباب المصري، ففي شارع جامعة الدول العربية، أحد أكبر وأرقى شوارع القاهرة يتجمع نحو مائة شاب لينفذوا عملية اعتداء جماعي على مجموعة من الفتيات بتمزيق ملابسهن في مشهد استمر نحو ساعة كاملة دون تدخل أحد من المارة أو أصحاب المحال التجارية حتى جاء الأبطال من قوات الشرطة المصرية بعد خراب مالطة للقبض عليهم!!!!، ويعترف نحو 62 % من الرجال في دراسة اجتماعية بأنهم مارسوا التحرش الجنسي باللفظ أو الفعل، وتعترف 83 % من النساء اللاتي شملتهن الدراسة بتعرضهن للتحرش الجنسي ومع ذلك يصر الدكتور زقزوق على أن النقاب مظهر من مظاهر التشدد، بل هو: "ضد الطبيعة البشرية وضد مصلحة الوطن، بل إنه إساءة للدين بالغة وتشويه لتعاليمه"، ولا أدري ما مصلحة الوطن في خلع النسوة ملابسهن؟!!!، وقاتل الله وطنا مصلحته في شيوع التبرج بين نسائه!!!!.

وفات الدكتور زقزوق أن النساء كن ينتقبن على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما في حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، مرفوعا: (الْمُحْرِمَةُ لَا تَنْتَقِبُ وَلَا تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ)، فإنه يدل على أن النقاب على أقل تقدير كان معروفا في أوساط النساء المسلمات زمن الرسالة وكن يلبسنه، ومع ذلك لم ينكر عليهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويأمرهن بخلعه لأنه يشكل خطرا على الأمن القومي!!!!، ولو كان بدعة كما يشيع أعداء الحشمة، لما وسعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ترك الاحتساب على من ترتديه، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة في حقه عليه الصلاة والسلام فهو أعلم الناس بهذا الدين، وأحرص الناس على حفظ حدوده وأركانه، فهو بالتأكيد أعلم بالشرع المنزل من الدكتور زقزوق وفريقه العلمي!!!، ومع ذلك سكت عن ارتداء النقاب في عصره، فدل ذلك السكوت على مشروعيته على أقل تقدير!!!، إذ السكوت في موضع يحتاج بيانا: بيان في حد ذاته، فيا أيها الفريق العلمي المشرف على تأليف هذا الكتاب: أفلا وسعك ما وسع محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!!!.

وبوب ابن ماجة رحمه الله: بَاب الْمُحْرِمَةِ تَسْدُلُ الثَّوْبَ عَلَى وَجْهِهَا، وذكر فيه حديث أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، وفيه: (كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ فَإِذَا لَقِيَنَا الرَّاكِبُ أَسْدَلْنَا ثِيَابَنَا مِنْ فَوْقِ رُءُوسِنَا فَإِذَا جَاوَزَنَا رَفَعْنَاهَا)، فهل كانت أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، خطرا على الأمن القومي هي الأخرى؟!!!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير