وأما الضرب المبرح فهو الضرب الشديد الشاق، ومعناه اضربوهن ضربا ليس بشديد ولا بشاق للتأديب، وهذا الضرب لمصلحة المرأة، فليس في ذلك عيب ولا شين.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" فهذا فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها على الزوج.
ثم وضع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في ءاخر خطبته أصلا وركنا رئيسا يبقى نبراسا لأمته من جميع المشاكل التي قد تعترض حياتهم، ويضمن لهم إذا ما اعتصموا به الأمان من الشقاء والضلال وهو كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أي ما جاء به من عقيدة وأحكام، فقال عليه الصلاة والسلام:"وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعد إن اعتصمتم به كتاب الله".
وروي عنه صلى الله عليه وسلم "قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وسنة رسوله" كما ورد هذا المعنى في كثير من أحاديثه صلى الله عليه وسلم.
وفي الختام ... أراد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والقائد الأكبر أن يزداد طمأنينة إلى شهادة أمته صلى الله عليه وسلم له يوم القيامة عندما يسألون من قبل الله تبارك وتعالى عنه صلى الله عليه وسلم فأعقب توصياته صلى الله عليه وسلم هذه لهم بأن نادى فيهم قائلا:"وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون".
فارتفعت أصوات المؤمنين من حوله تصرخ بأصوات عالية كهدير الأمواج وتقول وكلها في لهف وشوق عامرين إلى نبيهم وحبيبهم صلى الله عليه وسلم:" نشهد أنك قد بلغت، وأديت، ونصحت". وحينئذ اطمأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كل الإطمئنان وشعشع الرضى في عينيه وأشرق البشر على وجهه الشريف، ونظر بعينه الشريفتين إلى الأعلى مشيرا بسبابته إلى السماء قبلة الدعاء ومهبط الرحمات، ثم إلى الناس يقول: "اللهم اشهد اللهم اشهد".
تلك كانت شهادة الآلاف المؤمنة المحتشدة من حول نبينا وحبيبنا الأعظم صلى الله عليه وسلم على سفوح عرفات، وستبقى شهادة المسلمين في كل جيل وعصر إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها تعلن بلسان حالها ومقالها: نشهد يا رسول الله أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فجزاك الله تعالى عنا أفضل ما جزي نبيا ورسولا عن أمته.
وأتم عليه الصلاة والسلام حجه المبارك الميمون، وتضلع من شرب ماء زمزم أي امتلأ منه شبعا وريا، وعلم الناس مناسكهم، ثم عاد صلى الله عليه وسلم أدراجه إلى المدينة المنورة، ليواصل السعي والجهاد في سبيل الله عز وجل حتى أتاه اليقين- أي الموت- بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله تعالى حق جهاده.
فائدة مهمة في قوله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة المائدة ءاية 3].
هذه الآية الكريمة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعرفة يوم الجمعة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر من هجرة النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة على ناقته العضباء، وهي ليست ءاخر ءاية نزلت من القرءان الكريم كما يظن الكثير من الناس، بل قال جمهور العلماء: إن بعد هذه الآية نزل قرءان كثير وءايات كثيرة ولكن ليس فيها أحكام جديدة في التحريم والتحليل.
والثابت عند العلماء أن ءاخر ءاية نزلت من القرءان الكريم هي قوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [سورة البقرة ءاية 281].
اللهم ءات نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[سما الإسلام]ــــــــ[29 - 11 - 2008, 11:25 م]ـ
نعم قد بلغ و أدى و نصح صلى الله عليه و سلم أفضل صلاة و أعز تسليم
و لم يبقَ إلا أن ننصاع و نطيع
اللهم إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم آمين
بورك فيك أخي و جعله الله في ميزان حسناتك
وفي الختام ... أراد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والقائد الأكبر أن يزداد طمأنينة إلى شهادة أمته صلى الله عليه وسلم له يوم القيامة عندما يسألون من قبل الله تبارك وتعالى عنه صلى الله عليه وسلم فأعقب توصياته صلى الله عليه وسلم هذه لهم بأن نادى فيهم قائلا:"وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون".
فارتفعت أصوات المؤمنين من حوله تصرخ بأصوات عالية كهدير الأمواج وتقول وكلها في لهف وشوق عامرين إلى نبيهم وحبيبهم صلى الله عليه وسلم:" نشهد أنك قد بلغت، وأديت، ونصحت". وحينئذ اطمأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كل الإطمئنان وشعشع الرضى في عينيه وأشرق البشر على وجهه الشريف، ونظر بعينه الشريفتين إلى الأعلى مشيرا بسبابته إلى السماء قبلة الدعاء ومهبط الرحمات، ثم إلى الناس يقول: "اللهم اشهد اللهم اشهد".
¥