تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسبعين وثلاثمائة وألف (1374هـ) واجتمع بعدة مشايخ من علماء مكة، وواظب على مجالس الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله تعالى – واشتدت ملازمته له وقرأ عليه الكثير من الكتب المطولة والمختصرة منها أول صحيح البخاري، وصحيح مسلم كاملاً، والروض المربع كاملاً من أوله إلى آخره قراءة بحث وتحقيق، وكتاب التوحيد، وشرحه فتح المجيد، وغير ذلك من الكتب في فنون شتى من النحو والفرائض ونحوها. حتى أجازه الشيخ سليمان بن حمدان بالإجازة الحديثية، كما جرى له أسئلة مع الشيخ العلامة عبدالله بن حميد واستفاد منه الكثير، وله معه مباحث ومذاكرات عديدة، وقرأ القليل على يد الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله، ودرس على يد الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري، والشيخ محمد بن المختار الشنقيطي بمحلة الخنساء بمكة المكرمة واستفاد الكثير من المباحثات والأسئلة من الشيخ صالح العثيمين، وغيرهم من العلماء، ثم انتقل الشيخ إلى الطائف عام 1390هـ، ولم تنقطع ملازمته للشيخ سليمان بن حمدان حتى ساعة وفاته، وجلس للتدريس في مسجد بن غشيان، ودرس في كتاب التوحيد، وفتح المجيد، ونيل الأوطار، ثم أم في مسجد (كنزة) امرأة محسنة مغربية، ثم انتقل إلى جامع عبدالله الفيصل بالعزيزة، وله على منبره خطب من أنفس الخطب وأبلغها من غير تكلف ولا إسهاب جمعتها وأنا في صدد تبييضها منذ زمن، ثم ترك الشيخ إمامة الجامع واكتفى بالتدريس في مسجد الحي الذي يسكن فيه بمحلة العقيق، ودروسه مستمرة طوال أيام السنة بعد مغرب كل يوم لا تنقطع إلاّ في رمضان والأعياد، ومجلسه مفتوح للزوار من العلماء وطلاب العلم كل يوم مع حسن استقبال، ولين جانب، وتواضع جمّ.

مناصبة: لم يتولّ الشيخ أي منصبٍ حكومي، وإنما كان يتجر، ففتح الله عليه من مكامين رزقه ما أغناه عن فضل أموال الناس، وقد عرض شيخنا عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل وكان نائبا لرئس مجلس القضاء الأعلى على شيخنا عبدالرحمن العياف القضاء، ولكنه امتنع عنه.

مؤلفاته: لم يتهيأ لشيخنا التأليف مع سعة علمه وحسن خطه، وكثرة ما كتب ونقل عن أشياخه، وقد نقل من خط الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله – بعض ما أسنده، ودفع إلي العديد من خطبه وهي في طور الطبع للنشر.

ديانة الشيخ ونصرته للسنة وخلقه: من عرف شيخنا بارك الله في عمره على ما فتح الله له من الدنيا إلاّ إنه من أهل التواضع ولين الجانب، ولا يخضب، متواضع في مجلسه، حريص على اتباع السنة، محب للمذاكرة، لطيف المجالسة، جميل المؤانسة، ومع ذلك والهيبة لا تفارق محياه، كثير التعبد، شديد الحرص على ورده من الصلوات والأذكار، يؤدب الطالب إذا أساء الأدب ولا يغفل له ذلك، سريع الاستحضار لآيات القران ونصوص السنة إذا ورد مجال في مجالس المذاكرة، سريع البديهة، قوي الحجة، شديد على أهل البدع، متقن فطن في المناظرة، ومن فريد ما جرى لشيخنا ما أخبرني به مرات عديدة، أنه لما كان يسكن في مكة المكرمة، ظهر في السوق خبر رجل من الرافضة يزعم أن لا خلاف بين أهل السنة والرافضة، وأخبروا الشيخ به، فقال الشيخ دلوه عليّ أو دلوني عليه، فدلوه على دكان الشيخ، فقدم الرافضي وبيده حبات فستق ولوز وزبيب، فمدّ يده بحفنة منه على محمد العياف أخو الشيخ عبدالرحمن فأخذها وجعلها في كمه، ثم مدّ بيده بحفنة منه على الشيخ عبدالرحمن فأخذها الشيخ وجعلها في كمه، فقال الرافضي: سم الله وكلْ؟!، فقال: بسم الله ولن آكل، ولأننا معشر أهل السنة نرى بأن الأكل في الطرقات من خوارم المرؤة، ثم قال الشيخ: سمعت بأنك تقول بأنه لا خلاف بين أهل السنة والشيعة؟!، فقال الرافضي نعم، فقال الشيخ: هل أنت عالم بمذهب الشيعة؟ قال: نعم، فقال الشيخ: تناظرني على ذلك؟!، قال الرافضي: نعم، قال الشيخ: اشترط وأنا اشترط، وأنا اشترط ثلاثة شروط؟!، الأول: أن لا نخرج عن الكتاب والسنة، والثاني: أن الإجابة تكون على قدر السؤال المطروح، والثالث: أن لا تستعمل معي مذهب التقيّة؟!، فقال الرافضي: موافق!، فقال الشيخ: ابدأ!، فقال الرافضي: بل أنت!، فقال شيخنا: هل أنت اثنا عشري؟!، قال الرافضي: نعم، فقال الشيخ: عدّ أئمة الإثنا عشرية، فعدهم مبتدأً بعلي بن أبي طالب رضي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير