فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ!
فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ:
أَرَدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُكْتَبَ لِي إِقْبَالِي إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إِلَى أَهْلِي إِذَا رَجَعْتُ.
فَقَالَ: (أَعْطَاكَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ، أَنْطَاكَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ مَا احْتَسَبْتَ كُلَّهُ أَجْمَعَ))) اهـ. وصححه العلامة الألباني في (صحيح سنن أبي داود).
قال العلامة الأبادي في "عون المعبود":
((أَنْطَاك اللَّه):
أَيْ: أَعْطَاك، هِيَ لُغَة أَهْل الْيَمَن فِي أَعْطَى؛
وَقُرِئَ {إِنَّا أَنْطَيْنَاك الْكَوْثَر} بِالنُّونِ بَدَل الْعَيْن، قَالَهُ فِي مِرْقَاة الصُّعُود)) اهـ.
قلت: و قال في " تاج العروس ":
[(و أنطى) لغة في (أعطى)، قال الجوهري: هي لغة اليمن؛ وقال غيره هي لغة سعد بن بكر؛ والجمع بينهما أنه يجوز كونها لهما، نقله شيخنا عن شرح الشفاء.
قلت: هي لغة سعد بن بكر، وهذيل، والأزد، وقيس.
والأنصار يجعلون العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء، وقد مر ذكر ذلك في المقصد الخامس من خطبة هذا الكتاب، وهؤلاء من قبائل اليمن ما عدا هذيل، وقد شرفها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى الشعبي أنه -صلى الله تعالى عليه وسلم- قال لرجل:
(أنطه كذا وكذا) أي: أعطه.
وفى الحديث آخر:
(وأن مال الله مسؤول ومنطىً) أي: معطىً.
وفى حديث الدعاء: (لا مانع لما أنطيت).
وفى حديث آخر: (اليد المنطية خير من اليد السفلى).
وفى كتابه لوائل:
(وأنطوا الثبجة).
وفى كتابه لتميم الداري:
(هذا ما أنطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... إلى آخره)، ويسمون هذا: "الإنطاء الشريف"، وهو محفوظ عند أولاده.
قال شيخنا: وقرئ بها شاذا: {إنا أنطيناك الكوثر}].
يتبع ....
ـ[ابو اية السكندرى]ــــــــ[06 - 12 - 08, 11:38 م]ـ
زدنا زادك الله رفعه
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 12 - 08, 06:37 ص]ـ
زدنا زادك الله رفعه
آمين وإياكم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 12 - 08, 07:11 ص]ـ
الفائدة التاسعة: أهل العلم غنيمة لطالب العلم!!
من سماع أبي داود:
قال –رحمه الله تعالى-:
حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَابِصِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شَيْبَانَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ:
قَدِمْتُ الرَّقَّةَ، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِي:
هَلْ لَكَ فِي رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: قُلْتُ: غَنِيمَةٌ!
فَدَفَعْنَا إِلَى وَابِصَةَ، قُلْتُ لِصَاحِبِي:
نَبْدَأُ فَنَنْظُرُ إِلَى دَلِّهِ! فَإِذَا عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ لَاطِئَةٌ ذَاتُ أُذُنَيْنِ، وَبُرْنُسُ خَزٍّ أَغْبَرُ، وَإِذَا هُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى عَصًا فِي صَلَاتِهِ.
فَقُلْنَا -بَعْدَ أَنْ سَلَّمْنَا-،
فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ قَيْسٍ بِنْتُ مِحْصَنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَسَنَّ وَحَمَلَ اللَّحْمَ، اتَّخَذَ عَمُودًا فِي مُصَلَّاهُ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ.
وصححه العلامة الألباني في (صحيح سنن أبي داود).
قال العلامة العيني في شرح سنن أبي داود:
((قوله: "غنيمة" خبر مبتدأ محذوف أي: هو غنيمة، والغنيمة: ما يتغنم به الشخصُ)) اهـ.
قال العلامة عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود:
((وهذا يدلنا على أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم لما كانوا موجودين في زمن التابعين، كان التابعون يعتبرون الالتقاء بهم من أجل المكاسب ومن أعظم الغنائم، وكانوا يحرصون على أن يلقوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الصحابة هم الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم، فالذي يلقاهم ينظر إلى العيون التي نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن عيون الصحابة رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان التابعون هم الذين يرون الصحابة، وقرن التابعين يلي قرن الصحابة في الفضل. فهذا التابعي لما قيل له:
"هل لك في رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" كان جوابه عظيماً: [قلت: نعم، غنيمة] يعني: رؤيته ولقيه غنيمة. وهذا يدلنا على عظم منزلة الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-، ولهذا فرح هذا الرجل بذلك، وسُر به؛ لأنه عرض عليه أن يحصل على غنيمة كبيرة وعلى نعمة عظيمة، ألا وهي رؤية رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)) اهـ.
قلت:
إن من نعم الله تعالى على طالب العلم، وجودَ الفقيه العالم، وطالب العلم المتمكن الذي هو أعلم منه وأفقه، يرجع إليه في المشكلات، والمسائل المعضلة.
وهذا –والله – هو الغنيمة.
يتبع ......
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 09:45 ص]ـ
كتب الله اجرك اخى الحبيب على .. وتقبل الله منك.
واصل بارك الله فيك
¥