ـ[المستشار]ــــــــ[05 - 04 - 05, 12:28 ص]ـ
من الغريب أنه ليست هناك ملاحظات على ما كتبه الشيخ بكر.
ربما يضاف اليه ما جاء هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22313
وبدلا من العبارة: (الرقاب) اقترح عبارة أخرى: وهي: العناية
وذلك لما شاهدت في المكتبات في العالم العربي طوال الأعوام .....
لسنا في الحاجة الى (لجنة فلانية) أو (مركز) أو (معهد) باسم كذا وكذا , له مدير ومشرف كذا و وله أقسام عدة ... الخ
بل نحتاج الى خبراء يقومون بترميم التراث وصيانته مهمى كانت جنسيتهم ومهمى كان أصلهم.
وما لسنا في الحاجة اليه هو اغلاق الأبواب أمام هؤلاء الذين ليسوا من أبناء التراث الاسلامي , كما يطلبه صاحب (الرقابة على التراث). بل , وهنا المطلوب القاء النظرة على حالة هذا التراث (مخطوطات كانت أو غيرها) في المكتبات الغربية وعلى النظام المطبق: وهو تسجيل كل من يريد اخراج المخطوط اسما وموطنا ... الخ , وعدم امكانية وضع التراث غير المنشور على الشبكة!
الظاهر أن د. موراني لم يذهب للمشرق أو لم يطلع على باقي جهود المسلمين في حفظ تراثهم، ولديك مثلا تلك التجربة الرائعة في مكتبة الإسكندرية، وما تحويه من تقنية عالية جدًا في حفظ التراث وترميمه، ولديك مركز الملك فيصل، وجمعة الماجد، ومكتبات الجامعات المنتشرة هنا وهناك، ودور الحفظ، جميعها يتواطأ على الحفظ والعناية والترميم، واستخدام أعلى التقنية في هذا السبيل.
صحيح ثمة قصور في أماكن، خاصة في دول المغرب واليمن وعمان، ولكن هذا لا ينفِ تلك الصحوة الإسلامية المباركة في حفظ تراثهم.
ولدينا والحمد لله خبراء كُثُر، كما أن لدينا جماعة من أكابر المحققين اللذين لم تسمع الدنيا بمثلهم، أمثال المعلمي وآل شاكر وغيرهم قديمًا، ولهم تلامذة لا حصر لهم.
ومع هذا فلا زلنا نعترف بالتقصير من بعض الأشخاص، لكن سرعان ما يفضح الله هؤلاء المقصرين وينكشف زغل العلم، ويعود الناس للجادين من المحققين والخبراء.
د. موراني:
مسألة دخول المستشرقين للتراث أنت تعلم أنها مسألة فيها جدل كبير، وأنا قلتُ لك سابقًا: لا ننكر أبدًا جهود بعضهم، ولكن خائن هؤلاء أكثر من شريفهم، ولديك التراث الذي تحاول ترميمه وتصليحه ألم يحرقه أولاد عمومتك في (بغداد والفلوجة) وعلى مرأى ومسمع من الدنيا كلها؟!
فلاشك أن المسلمين هم أصحاب التراث أصالة، لكن إذا وُجِدَ في غيرهم من سينفع التراث ولو بوجه فلا مانع لدى المسلمين من الاستفادة منه أبدًا.
المراكز التي تتكلم عنها في أوروبا لا تساوي شيئًا بالنسبة لعجوز من عجائز المسلمين يقف على نسخة خطية، فتجده يحوطها برعاية خاصة كأكبر أولاده حتى يوصلها لغيره، وكم من كتاب كان في طي الكتمان ثم شاء الله به في يد عجوز من العجائز هنا أو هناك.
بخلاف مراكز أوروبا فمن أين جاءت بهذه المخطوطات والأصول؟ أنا وغيري من المسلمين لم نذهب يومًا إلى أوروبا لنعطيهم تراثنا ليحفظوه لنا، فمن أين جاءت إليهم هذه الأصول؟ أليست من سرقات الاحتلال؟!
فكيف يُسْتَأْمَن الخائن السارق على مال المسروق؟! ما سمعنا بسارقٍ أمين قط عبر التاريخ!!
أرجو أن تكون الجهة اتضحت الآن لك د. موراني، وقد كنتُ أظن هذا واضحًا لك.
على كل حال: ثمة شفافية تربط بين قلوب المسلمين وتراثهم، لا توجد هذه الشفافية ولا الرابط بين التراث وبين قلوب غير المسلمين مهما حاولوا العناية به، وهذا رابط آخر يصعب التعبير عنه، ولا يفهمه غير المسلم، فهذا أمر آخر.
ـ[المستشار]ــــــــ[05 - 04 - 05, 12:52 ص]ـ
د. موراني:
ولا زلت معك في لفتة أخرى، وهي أن بعض المستشرقين قد يخفي بعض الكتب التراثية أو يحذفها، أو ربما أخفى ورقة على محقق أو ناشرٍ، فهذا السلوك ماذا تسميه؟! أليس جرحًا في صاحبه يوجب ترك المجروح، لأنه ليس أمينًا على التراث؟! وهناك أمثلة كثيرة على هذا، وأنت تعلمها، فمثل هؤلاء خونة ليسوا أمناء على تراثنا بلاشك، ولهذا لا تستنكر أبدًا دعوة المسلمين أو بعضهم إلى حجر العمل في التراث على المسلمين دون غيرهم، لأنه حقهم أصالة بلاشك.
فرق بين الرقابة وبين العناية، فهمه الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله لعربيته وإسلاميته، الرقابة أوسع معنى وأشمل مضمونًا بخلاف العناية، ويمكنك مراجعة ذلك في كتب لغة العرب والمسلمين، ومعنى الكلمتين عند أدباء العرب والإسلام.
ما ذكرتَه عن تسجيل المراكز الأوروبية للداخل والخارج ليس جديدًا بل هو بعينه في بلاد العرب ومراكز حفظ التراث لدى المسلمين، لم نسمع عن مركز يدخل الداخل إليه ويخرج دون شروط بل وتعنُّت شديد في كثير من الأماكن.
لكن لدينا فهارس لدى كل مكتبة ودار حفظ، والجميع يتبارى في فهرسة ما لديه وإخبار الناس بما تحويه المكتبة، بخلاف مراكز أوروبا التي تخفي أكثر ما لديها، بل نجزم حتى الساعة أننا لا نعلم كل ما تحويه هذه المراكز في أوروبا من تراثنا المسلوب حقيقةً.
وقد كنا في غِنًى عن فتح هذا الباب، ولكن لا شك في ثراء الموضوع بالبحث والحوار فيه.
¥