تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرقابة على التراث]

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[06 - 03 - 05, 02:04 ص]ـ

[الرقابة على التراث]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:

فهذا العنوان يستهوي كثيراً من العلماء وطلبة العلم، فهو أمنية الكثيرين ممن يخاف على تراث أمتنا؛ لكن إلى أن يحين اليوم الذي تقوم فيه الحسبة الحقيقية والرقابة على تراث أمتنا = نسلي أنفسنا بما سطره الشيخ الأديب بكر بن عبد الله أبو زيد – حفظه الله، وشفاه – في كتابه الموسوم: (الرقابة على التراث).

وسأقوم بكتابته شيئاً فشيئاً إلى أن يتم – بإذن الله –، وقد بحثت عنه في صفحات (النت) فلم أجد له على أثر!! وأنسب مكان يوضع فيه هذا الكتاب هو (ملتقى أهل الحديث)، وفي جلسة (التعريف بالكتب، وطبعاتها، وما يتعلق بتحقيق الكتب) على وجه الخصوص = فهي نواة للاحتساب على من تعدَّى على كتب السلف، وتصحيح ما وقع فيه بعض المحققين من أوهام وأخطاء ...

ومن عَلِمَ بوجوده على صفحات (الانترنت)؛ فليخبرني مشكوراً.

أسأل الله لي الإعانة على إتمام كتابة الكتاب في خيرٍ وعافية.

ـ[ابو السعادات]ــــــــ[06 - 03 - 05, 10:45 م]ـ

شكرا للاخ عبد الله ونرجو تفعيل هذا الموضوع لاننا ابتلينا في الهذا الزمان بالمتطفلين على التراث

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[10 - 03 - 05, 12:00 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين. أما بعد:

فقد دعاني ما كتبته عن ((تحريف النُّصوص)) إلى هذا الخطاب متضمناً الدعوةَ إلى: (الرقابة على التراث) معروضاً على أنظار علماء العصر وأساتيذه، ومن شاء الله من النبهاء الفضلاء على مرِّ الزمان في كل مكان، فأقول:

لقد فضَّل اللهُ المسلمين على الكافرين بنعمٍ عظيمة، وآلاء جسيمة، من أجلِّها ((نعمة التراث)) في شتَّى العلوم والمعارف الإسلامية، مما خطَّتهُ أقلام المسلمين، وانفتقت عنه المفاهيم في نصوص الوحيين الشريفين، وما تفرَّع عنهما، وما دلاَّ عليه من علوم شتى، ومعارف جُلَّى، بقي منها على الرُّغم من عاديات الأيام نحو ((3.000.000)) ثلاثة ملايين ((مخطوط)) في نحو ((2.000)) ألفي مكتبة من مكتبات العالم.

ويوجد مجموعة كبيرة من فهارس هذه المكتبات في المكاتب العامَّة بالجامعات، والمجامع العلمية.

هذا العدد التقريبي للتراث الإسلامي، المحفوظ في ((خزائن العالم)): تميَّز به المسلمون مع تطاول القرون على أمم الأرض كافة.

فهو في تميُّزِه:

يُكّوِّن في حياة من ألَّفه، وانفتقت عنه قريحته:

ديناً يتقرب به إلى الله تعالى.

وعلماً ينتفع به من شاء الله من عباده " فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه "، و " رب مبلغ أوعى من سامع ".

وحملاً للدعوة إلى الله تعالى.

وبلاغاً إلى قومٍ آخرين.

ولم يحصل لهم هذا التميُّز إلا بعد جهدٍ جاهدٍ من الطلب والتحصيل وسعة معارفهم وعلومهم، وتعددها، محفوفةً بسداد كلامهم، وسلامة منهجهم (رحمة الله عليهم أجمعين).

ويُّكوِّن هذا ((التراث)) في حياة المسلمين: أمانةً تحت أيديهم هم مستحفظون عليها، ولعلمائهم العاملين حقّ القوامةِ عليها بحملها وتبليغها من بعدهم؛ لقول انبي – صلى الله عليه وسلم -: " يحمل هذا العلم من كلِّ خلفٍ عدوله؛ ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ".

وإذا كان ما روي عن ابن عمر – رضي الله عنهما – مرفوعاً: " اتقوا الله في الضعيفين: المملوك والمرأة " روه ابن عساكر بسندٍ ضعيفٍ: تفيده نصوص الشريعة الأخرى، وكلياتها الجامعة، فإن رعاية حرمةِ التراث تُدَاخِلُ كلَّ واحدةٍ من الضروريات الخمس، التي بُنِيَت عليها الملة، ودعت إلى حفظها:

• فأولى الضروريات: المحافظة على الدين، وهذا التراث من لُباب الديانة.

• والثانية: المحافظة على النفس، وهذا التراث نتاجُ عقولِ المسلمين ونسلُ قلوبهم:

ما نَسْلُ قَلْبي كَنَسْلِ صُلْبِي * مَنْ قَاس رُدَّ لَهُ قِيَاسُه

• والثالثة: المحافظة على العقل، وهذا التراث: غذاُ عقولها.

• والرابعة: المحافظة على العرض، وهذا التراث: عِرْضُ الأمة.

• والخامسة: المحافظة على المال، وهذا التراث كَنْزٌ لَهَا.

وما حقُّ التأليف عن الذهن ببعيد.

فحقيقٌ أن يكون أهلُ الإسلام لهذا التراث، كالجسد الواحد، إذا نيلَ من كتابٍ واحد، هرعوا لكفِّ العدوان، وصدِّ المعتدين.

وتراثٌ هذه منزلته الكبيرة، ودرجته الرفيعة، يالله! كم يفرحُ المسلم، إذا فُتحت خزائن الكتب في ديار المسلمين، وجُلبت إليها المخطوطات، أو مصوراتها من أنحاء العالم.

وكم يبتهج إذا وضعت الفهارس لمكتبات العالم، وطُبعت وصار ما تناثر منها في أرجاء الدنيا في زاوية من مكتبته.

وكم ينعم المسلم، إذا رأى لافتةَ هيئةٍ تُساعد المحققين على حِرْفَتِهِم الشاقة، ورحلتهم المضنية في إخراج التراث.

وإذا رأى مطبعةً تديرها أيدٍ غنيةٍ، قادرة، أمينة.

وإذا قامت مصلحةٌ حكومية، أو خيرية، تعتني بتمويل الكتاب ونشره للناس.

أمَّا إذا نُفِضَ غُبار الزمن عن ((مخطوط))، وتداوله الناس مطبوعاً، فهذه نعمةٌ كبرى، تحوي مجموعةَ آلاء:

• إنقاذ المخطوط ونشر ما فيه.

• واستشعار عظمة الماضين.

• وانتفاع مَنْ شاء الله من عباده به.

• وتقوية إعداد الأمة في الحاضر.

• ومدّ آمالها المستقبلية على جسورٍ من العلم والمعرفة.

• وتحريك الهمم، وشحذ الذهان بالعلم والبحث.

****

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير