[التحقيق من وجهة نظر قاصرة]
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[08 - 08 - 05, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد:
فإن الكلام على التحقيق وأصوله وفنونه حديث لا يمل وهو ذو شجون.
ولا يخفى على المطلع ما نعيشه من عبث وهمجية في التحقيق، وأسباب ذلك كثيرة ليس هذا مجال ذكرها.
وهناك نوع من العبث في التحقيق - إن صح التعبير – قد يغفل عنه كثير ممن يسمون بـ "المحققين"! =ألا وهو: قَصْرُ التحقيق على نقاط معينة أو على فن واحد من فنون التحقيق.
فبعض المحققين يرى أن التحقيق متجسد في فنه هو أو تخصصه، لا يتعداه إلى غيره، وإن تعداه فإنه يتعداه بخطى غير ثابتة، وقد يأتي بالغرائب بل والعظائم نظرا لتحدثه في غير فنه، وهذا يقودنا إلى موضوع آخر بالغ في الأهمية وهو: التكامل في شخصية المحقق، وهو أن يجمع من كل علم أصوله، وليس هذا موضوعنا الآن.
- المقصود: أن بعض المحققين يقصر التحقيق على نقطة أو نقاط ويهمل كثيرا من النقاط الأخرى.
فإذا قلبت طرفك في كتاب حوى عددا من الفنون، ومحققه ليس له علم إلا بتخريج الأحاديث رأيته يطيل الحواشي ويثقلها بالتخريجات، وربما أهمل ترجمة مهمة، أو تخريج بيت شعر، أو عزو قراءة إلى مصادرها، أو بيان معنى غريب، أو ضبط كلمة تشكِل.
وإذا كان المحقق من أهل الفقه – مثلا – تجده لا يترك قولا لإمام أو ذكرا لمذهب إلا عزاه لكتب ذلك الإمام أو ذلك المذهب، ويهمل تخريج الأحاديث أو حتى العزو إلى من خرجها، وغير ذلك من أصول التحقيق.
وإذا كان المحقق من أهل اللغة وجدته لا يترك كلمة إلا بينها وضبطها، ولا بيتا إلا عزاه .... إلخ، وقد يهمل كثيرا مما سبق.
فلا بد أن يعرف المحقق كيف يعزو القراءات، وكيف يخرج الأحاديث، وكيف ينسب الأقوال، وكيف يعزو الأبيات، وكيف يشرح الكلمات ... إلخ.
ولعل من أسباب هذه الظاهرة: العجلة في التحقيق قبل إتمام أصول العلوم، وعدم ثني الركب عند أهل العلم.
والأسباب كثيرة، وأود من باقي الإخوة المشاركة حتى ينشط الموضوع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الاستاذ]ــــــــ[08 - 08 - 05, 05:32 م]ـ
أنا معك أخي الكريم فيما قلته.
المشكلة عند بعضهم , أنه لا يفهم معنى كلمة تحقيق. وإن سألته , قال: هو تخريج الأحاديث والآيات.!!
رحم الله الطناحي , وهارون , وشاكر , وأبو الفضل .........
فليتهم يرحمونا من تبييض الصحف , ومن: قلتُ , وهو عندي ,وإني أرى ......
وليتهم يطلعوا على (التعالم) للفذ , العلامة بكر أبو زيد - شفاه الله -.
ـ[الجهراء]ــــــــ[10 - 08 - 05, 08:11 ص]ـ
السلام عليكم الى اخى ابو المقداد ممكن اسئله
1 - من هو اول شخص قام بوضع علم التحقيق
2 - وما الفرق بين تحقيق المخطوطه وتحقيق الحديث وتحقيق المسائل
3 - وهل علم التحقيق يكسب طالب العلم فوائد ومسائل تجعله طالب علم قوى
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[11 - 08 - 05, 03:23 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أجيب على الأسئلة باختصار، لأن هذا ليس موضع بسط، ولخروجها عن صلب الموضوع.
ج1: علم التحقيق وضعه أهل الحديث الأُوَل، والناظر في كتب المصطلح يجد اعتناء الأئمة بضبط الكتب ومقابلتها والاعتناء بالحصول على النسخ الأصلية للكتب، فالعلم من وضع أهل الحديث، أما عن الشخص الذي ابتدأه بالتحديد = فلا أدري.
ج2: تحقيق المخطوطة، هو نسخها نسخا صحيحا مضبوطا بعد المقابلة بين النسخ المخطوطة الأخرى إن كان للكتاب أكثر من نسخة، ومن ثم التعليق على متن الكتاب بما يناسبه، حسبما هو مقرر في كتب التحقيق.
وتحقيق الأحاديث - إن صح التعبير - هو الوصول إلى الحكم الراجح فيها من القبول أو الرد.
وتحقيق المسائل، معرفة أدلة المسائل، وأقوال أهل العلم فيها، ومأخذ كل رأي، ومن ثم الترجيح بالقرائن، على ما هو مقرر في كتب الفقه وأصوله.
ج3: نعم، ولكن لا يلزم كل طالب علم معرفة فنون التحقيق وأساليبه، ولكن لابد أن يعرف منه ما يحتاج إليه في طلبه للعلم.
ـ[الجهراء]ــــــــ[13 - 08 - 05, 06:21 ص]ـ
بارك لك الله بعلمكم ونفع بكم يا اخى الحبيب وجزاك الله خير اخوك ابو موسى
ـ[زين العابدين]ــــــــ[13 - 08 - 05, 07:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي أبو المقداد على مثل هذا الموضوع.
وأرى من واقع الأمر , أنَّ داء حب الظهور والشهرة قد أنتشر بين ممن يسمون أنفسهم بـ ((المحققين)).
وللأسف فقد عرفنا كثير منهم ممن أشتهر بسرقة عمل غيرة , وسماه تحقيقا.
فنسأل الرحمن أن يعافينا ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[13 - 08 - 05, 05:00 م]ـ
أحسنت أخي الفاضل (زين العابدين) ما ذكرته سبب ملحوظ للمشكلة.
ونود من باقي الإخوة المشاركة.