[الإتمام في وقفات مع كتاب الأعلام ... شارك لإثراء الموضوع ...]
ـ[عبدالله الوشمي]ــــــــ[24 - 07 - 05, 01:14 ص]ـ
الإتمام في وقفات مع كتاب الأعلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
تزخر المكتبة الإسلامية بعدد كبير من كتب التراجم على اختلاف فنونها، ومن الكتب الموسوعية التي شملت تراجمها لعلماء ومؤلفين في سائر الفنون كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي رحمه الله، ومقصدي وهدفي من هذا المقال القيام بإسداء خدمة ولو بسيطة لهذا السِفر العظيم والكتاب الجميل الذي عشت معه ليالي وأيام فنهلت من معينه ورشفت من رحيقه العبق الطيب وتأملت في غرائبه وعجائبه ووجدته يورد الخبر المؤثر والقصة الطريفة والفائدة العلمية والنكتة الدقيقة فأغنى بكتابه عن جملة من الكتب:
قواصد كافور توارك غيره ... ومن قصد البحر استقل السواقيا
ولهذا كله كانت هذه الوقفات وهي:
الأولى: اسم الكتاب.
الأعلام " قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين "
الثانية: المؤلف.
خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي (1310 – 1396هـ)
(أنظر ترجمته في 8/ 267 - 270) و (تتمة الأعلام للأستاذ محمد خير رمضان يوسف 1/ 166 – 167)
الثالثة: مدة تأليفه.
بدأ المؤلف الزركلي جمع المادة العلمية لكتابه والكتابة فيه عام 1330هـ (أنظر 1/ 21) واستمر في الزيادة والإضافة عليه كلما وجد معلومات جديدة حتى وفاته عام 1396هـ أي استغرق تأليفه لهذا الكتاب أكثر من ستين عاماً وستلاحظ أخي القارئ أن هذه الزيادات زادت من حجم الكتاب ليس كما يفعله بعض المحققين أو المؤلفين من وضعهم كلمة (مزيدة ومنقحة) في بعض طبعات كتبهم وحينما يفتش الكتاب
لاتوجد هذه الزيادة!
الرابعة: مضمون الكتاب.
الكتاب احتوى على التراجم من العصر الجاهلي وحتى قُبيل وفاة المؤلف أي عام 1396هـ، وشمل العلماء المسلمين المبرزين في شتى فروع المعرفة، كما احتوى على العديد من تراجم مشايخ الشيعة، وبعض أعلام الفرق المنحرفة، وبعض المستعربين، وبعض المستشرقين.
قال المؤلف (كان من أماني النفس وضع كتاب يتناول بالذكر كل من عرض له خبر، أو دون له اسم في تاريخ العرب والمستعربين، من جاهليين وإسلاميين، متقدمين ومتأخرين، غير أني رأيت في ذلك عبئا لا ينهض به الفرد، وميدانا يقصر عن اقتحامه الجهد، فاكتفيت بأشهر الرجال والنساء ذكرا، وأثبتهم في صحيفة الأجيال عملا. وتعمدت الإيجاز ما استطعت. ولم أتعرض للأحياء من المعاصرين مخافة الوقوع فيما لا أحمد، والإنسان قد يتغير. وأثبت تراجم طائفة من المتأخرين قد أكون أهملت كثيرا من طبقتهم في المتقدمين، ثقة بأن كتب المؤرخين مفعمة بأخبار هؤلاء، وحرصا على استبقاء ما لم يدون من سير أولئك.
وكان حق الاستشراق فيما قدمه بعض رجاله من خدمة للعربية، أن أترجم لجماعات منهم خلفوا آثارا فيها تأليفا بها أو نشرا لبعض مخطوطاتها ... ) (أنظر 1/ 14، 19)
الخامسة: طبعات الكتاب.
طُبِع الكتاب عدة طبعات وما هذا إلا لجودة محتواه وكثرة فوائده وزيادة الطلب عليه والطبعات هي:
الأولى عام 1347هـ في ثلاث مجلدات.
الثانية عام 1377هـ في عشر مجلدات وكان العاشر منها مستدرك لما في الأجزاء التسعة وأضاف إليه نماذج من الخطوط والصور.
الثالثة عام 1389هـ في اثني عشر مجلد منها تسعة مجلدات للتراجم والعاشر المستدرك والمجلدين الأخيرين للخطوط والصور وجعلهما المجلد الحادي عشر (أنظر 1/ 8)
وهذه الطبعات الثلاث صدرت في حياة المؤلف وتوفي وهو يعد الكتاب للطبعة الرابعة التي صدرت بإشراف زهير فتح الله عام 1399هـ عن دار العلم للملايين في ثمان مجلدات كبار ودمجت الخطوط والصور مع التراجم، وعن هذه الطبعة صورت سائر الطبعات اللاحقة.
السادسة: نموذج من الكتاب.
الإمام ابن حنبل
(164 - 241 ه = 780 - 855 م)
¥