و من العجيب أن المحقق جعل فهرساً للآثار الموقوفة، ويظن أنها متعلقة بأقوال الصحابة، فأورد فيها أقوال ابن الجوزي والأصمعي. ورجل؟! وكان عليه أن يفرد آثار الصحابة ثم يجعل فهرساً للأقوال ... وفي فهرس الأعلام والرواة خليط عجيب، فيدخل ابن .. ضمن التراجم، وكان عليه أن يفرد ابن .. وأبو .. ويذكر أسماءهم، ويدرجهم ضمن فهارس الأعلام ... وكذلك الأنساب يوردهم ضمن الفهارس ويحدد الاسم، فمثلاً: البلقيني تكرر ذكره في الكتاب، وهما اثنان: الأب سراج الدين عمر بن رسلان، والابن: صالح بن عمر فيدرج المفهرس ضمن النسبة دون تفصيل وتحديد!!
مثال آخر: الشمني يورده في حرف التاء تحت مسمى: تقي الدين الشمني، ويحيل إلى موضعين ثم يكرر ذكره في حرف الشين: الشمني ويحيل إلى أربعة مواضع ويفوته مع ذلك موضع خامس وهو 2/ 573 ..
وكذلك: السبكي يورده في حرف التاء تحت مسمى: تقي الدين ويكرره في حرف السين: السبكي دون تفريق بين الابن والأب؟!
في حرف الباء: البناني 2/ 508 وهو خطأ، بل هو النباتي صاحب ذيل الكامل لابن عدي فيحول إلى حرف النون.
ابن جماعة: لا يفرِّق بين الأب والابن؟!
الخطيب البغدادي يذكره في حرف الخاء، ثم يكرره في الكنى، أبو بكر بن داسة؟
وفي أمثال هذه المواضع يضع لكل موضع إحالات تختلف عن الأخرى، فلم يكن التكرير لإفادة القارئ للوصول إلى الاسم من خلال عدة مواضع، وإنما هو ترتيب عشوائي وبعثرة عجيبة؟!
الزين العراقي يذكره في حرف الزاي ويكرره في حرف العين؟
زين الدين قاسم الحنفي يذكره في حرف الزاي ... ولا يعيد ذكره في ابن قطلوبغا؟ وقد تكرر ذكره في الكتاب، ولم يذكره في فهارسه إلا في موضع واحد؟!
ابن سعد يذكر له إحالة في موضع واحد في الكتاب، وقد تكرر ذكره عشرات المرات.
ابن سيرين يذكره في حرف السين ثم في حرف الميم ..
ابن الصلاح لا تكاد تمر صفحة في الكتاب دون ذكر اسمه يحيل إلى أربعة مواضع فقط؟!
عبد الأعلى يذكره بعد عبد الله وعبد الرحمن ثم يذكر بعده ابن عبد البر، ويكرر ذكر ابن عبد البر في حرف العين تحت عنوان أبو عمران عبد البر؟!!
أما فهارس الكتب فخليط وعبث .. يذكر اسم الكتاب في أكثر من موطن، ولا يسمى مؤلفه .. فمثلاً تاريخ مصر التذكرة في رجال العشرة، ذيل الكامل، الذيل الممهد، رافع الارتياب، شرح الرسالة، شرح المنهاج .. إلى عشرات الأمثلة .. يذكر التبصرة والتذكرة للعراقي ويحيل إلى موضع واحد، مع أنها ذكرت في أكثر صفحات الكتاب ولم يذكرها في حرف الشين: شرح الألفية؟!!
يسمي الكتاب بغير اسمه: التصحيح للبلقيني وهو محاس الاصطلاح ولا يذكره تحت هذا الاسم، ويحيل إلى موضع واحد فقط ..
كتاب الديات للرافعي، والمراد به: شرح الوجيز، وكتاب الديات من الكتب الفقهية ضمن شرحه؟! وإني أضنُّ بالوقت عن تتبُّع هذه الأخطاء والسقطات الشنيعة ..
المختصر الحادي لمهمات تدريب الراوي:
اختصار الكتب بجودة وسلاسة وفصاحة – كما يقول أحد كبار المحققين – موهبة فائقة، وعلم نادر عزيز، وقد صار الاختصار مقصداً من المقاصد الأولى في القرن السابع وما بعده كمافي ترجمة الإمامين الجعبري وابن يونس الموصلي صحاب "التعجيز مختصر الوجيز" .. ولكن ترتَّب عليه مآخذ علمية، ومفاسد كثيرة، أضرَّت بالعلم والمتعلمين والعلماء؟!!
وهذا المختصر الذي قام به الأستاذ طارق لم يقدِّم شيئاً جديداً، وإنما افتقر على شطب بعض المواضع التي رأى أنها لا تفيد الطالب المبتدئ الحريص على نيل الفائدة بأقرب سبيل؟!!
وكلُّ ما قام به بعد حذف الاستطرادات أن يضع عناوين لكل مسألة في الكتاب، تقريباً لموضوعها، وتلخيصاً لمضمونها.
وحتى هذا الجانب أخلَّ به فانظر ص 52 عنوان: (تنبيه) فهل يقرب هذا العنوان للموضوع ويلخص المضمون وفي ص 65 عنوان: (مهمة). ص 71 عنوان: (فائدة) ويتكرر عنوان (تنبيه) في ص 83وص 149 و (فائدتان) ص 126 من ص 80 إلى ص 86 دون أي عنوان جانبي!!
و (فائدة) ص 130، ص 354 و (تنبيهات) ص 240 و (تنبيهان) ص 395.
عنوان: (وصورة أخرى) ص297؟! (وصورة أخرى) ص298
وليت الأستاذ المحقق أفرد هذا المختصر في كتاب مستقل، ولم يُلزم – هو والناشر – القراء بشرائه، وهي عملية تجارية مذمومة، كنا نربأ بالمحقق والناشر عنها ..
وفي الختام: كتاب "التدريب" لا يزال بحاجة إلى خدمة جديدة، تقوم على أصول التحقيق بمقابلته على نسخ متقنة – وهي كثيرة متوفرة -، ويحتاج إلى مزيد من التوثيق لنصوصه، وذكر الفوائد العلمية، والفهارس العلمية المتنوعة المحررة .. ولعل الله ييسِّر ذلك قريباً – بعون الله وفضله –.
أما الحديث عن بقية الطبعات الجديدة: طبعة الفريابي والشبراوي فسيكون لها حديث آخر بعون الله. والحمد لله رب العالمين، وصلواته وسلامه على خاتم النبيين محمد وآله وصحبه أجمعين
وكتبه
الشيخ مَجْد بن أحمد مكي
جدة 1/ جمادى الأولى /1424
¥