تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد قال السخاوي في أول هذا الشرح ما نصه: "الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد فهذا تعليق لطيف على التذكرة التي أشير فيها لكثير من أنواع علوم الحديث وأنبأني بها أستاذي إمام الأئمة أبو الفضل ابن حجر مؤلفها السراج أبي حفص عمر بن أبي الحسن الأنصاري الشافعي ابن النحوي الشهير بابن الملقن رحمهما الله ونفعنا ببركاتهما [؟؟!!] سئلت فيه وأنا بمكة في أثناء سنة تسعمئة ناسبت به في الإشارة المتن".

وشرح التذكرة أيضاً محمد المنشاوي تلميذ زكريا الأنصاري في (فتح المغيث بشرح تذكرة الحديث)، أكثر فيه النقل عن شيخه.

وشرحها ونظمها أيضاً – كما في الضوء اللامع (2/ 48) – أحمد بن عماد الأقفهسي المتوفى سنة 808هـ.

8ـ محاسن الاصطلاح وتضمين كتاب ابن الصلاح، لعمر بن رسلان البلقيني (ت805).

وقد انتقد ابن حجر مصنفات البلقيني – وهو شيخه كذلك – عامة وكتابه هذا خاصة فقال في (المجمع المؤسس) (2/ 300): «وكان مع سعة علمه لم يرزق حسن ملكة في التصنيف».

وقال هناك (2/ 301): «اختصر كتاب ابن الصلاح، وزاد فيه أشياء من (اصلاح ابن الصلاح) لمغلطاي، فنبه على بعض أوهام مغلطاي، وقلده في بعضها، وزاد مباحث أصولية، وليس على قدر رتبته في العلم، لكثرة الأوهام التي كتبها من كتاب مغلطاي، إن كان كتبها منه، فإن لم يكن كتبها وتوارد معه فقد لصق به الوهم على الحالين، ورتبته تجل عن ذلك؛ وهذا دأب من صنف في غير الفن الذي فاق فيه».

طبعت بنت الشاطئ من كتاب البلقيني بهامش كتاب ابن الصلاح زوائده عليه.

ونظم كتاب البلقيني هذا عصريه طاهر بن الحسين بن عمر المعروف بابن حبيب الحلبي، وقد توفي سنة 808؛ وفيه قال السخاوي في الضوء اللامع (4/ 4): «نظم كثيراً، وأحسن مانظم محاسن الإصطلاح، وليس نظمه بالمفلق ولا نثره».

وفي دار الكتب المصرية من هذه المنظومة نسخة، نصفها الأول بخط الناظم.

9ـ مختصر الحافظ الفقيه المؤرخ المفسر الشهير اسماعيل بن عمر بن كثير (ت774)، قال في خطبته: «أما بعد، فإن علم الحديث النبوي – على قائله أفضل الصلاة والسلام – قد اعتنى بالكلام فيه جماعة من الحفاظ قديماً وحديثاً، كالحاكم والخطيب، ومن قبلهما من الأئمة، ومن بعدهما من حفاظ الأمة. ولما كان من أهم العلوم وأنفعها أحببت أن أعلق فيه مختصراً نافعاً جامعاً لمقاصد الفوائد، ومانعاً من مشكلات المسائل الفرائد؛ وكان الكتاب الذي اعتنى بتهذيبه الشيخ الإمام العلامة أبو عمرو بن الصلاح تغمده الله برحمته ـ من مشاهير المصنفات في ذلك بين الطلبة لهذا الشان، وربما عُني بحفظه بعض المهرة من الشبان: سلكت وراءه، واحتذيت حذاءه، واختصرت ما بسطه، ونظمت ما فرطه.

وقد ذكر من أنواع الحديث خمسة وستين، وتبع في ذلك الحاكم أبا عبد الله الحافظ النيسابوري شيخ المحدثين؛ وأنا بعون الله أذكر جميع ذلك، مع ما أُضيفُ إليه من الفوائد الملتقطة من كتاب الحافظ الكبير أبي بكر البيهقي، المسمى بالمدخل الى كتاب السنن؛ وقد اختصرته أيضاً بنحو من هذا النمط من غير وكس ولا شطط، والله المستعان، وعليه الاتكال».

وابن كثير قد كتب الله تعالى لمؤلفاته القبول، وانتفع بها المسلمون بعده انتفاعاً عظيماً، ولكنه لم يسلم من غمز خفيف في علمه بالحديث صدر عن الحافظ ابن حجر إذ قال فيه في (الدرر الكامنة) (1/ 374): «لم يكن على طريقة المحدثين في تحصيل العوالي، وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنون الحديث، وانما هو من محدثي الفقهاء، وقد اختصر مع ذلك كتاب ابن الصلاح، وله فيه فوائد».

قلت: لو قال: لم يكن على طريقة المتأخرين من المشتغلين بالحديث لكان الكلام أقرب وأصح، وتلك الطريقة لا تخلو من انحراف عن طريقة المحدثين الذين هم المحدثون حقاً: سفيان الثوري ويحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري والنسائي والدارقطني والخطيب ومن عاصرهم من أئمة الحديث أو جاء من بعدهم وظل ماشياً على دربهم، فلقد كانوا لايريدون الا الحق والسنة، والذب عنها، وتمييز مقبول الحديث من مردوده وتعليم المسلمين أمر دينهم؛ ولكن المتأخرين – الا من حفظه الله – كثر فيهم التكاثر وطلب الغرائب والعوالي وقلة النقد والاشتغال بالوسائل عن المقاصد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير