تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - الخطأ في ترجمة القيرواني، حيث ذكر الإمام مرعي نقلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية إذ قال: وقد ذكر القيرواني في تقريبه، فترجم القيرواني بالتالي: (هو البراذعي شيخ المالكية، أبو سعيد خلف بن أبي القاسم الأزدي القيرواني المغربي المالكي، صاحب التهذيب في اختصار المدونة، ....... ) ومعلوم أن البراذعي مشهور شهرة واسعة عند المالكية وغيرهم، وإن احتيج إلى ذكره فيذكر بما يُعرف به وهو البراذعي، ولا حاجة لأن يُقال له القيرواني، أما القيرواني فإنه إن أطلق فيراد به ابن أبي زيد صاحب الرسالة المشهورة، وقد أفادني الأخ (الفهم الصحيح) أن نسبة كتاب التقريب له من الأخطاء التي نبه عليها فقهاء المذهب، فجزاه الله خيراً.

4 – الخطأ في ترجمة ابن أبي الوليد المالكي، حيث نقل عن ابن تيمية أيضاً: وقال ابن أبي الوليد المالكي، فترجمه بالتالي: (هو الإمام المفتي الكبير الزاهد أبو عمرو أحمد بن أبي الوليد بن أبي جعفر قاضي الجماعة، أبو الوليد محمد الإشبيلي، ثم الدمشقي المالكي، ولد بغرناطة ثم قدم دمشق فسمع من ابن البخاري وابن مؤمن والفاروثي وغيرهم، وأم بمحراب المالكية بالجامع، توفي سنة خمس وأربعين وسبعمائة).

ولا شك أن هذه الترجمة خطأ لأنَّ الناقل هو ابن تيمية، وقد توفي ابن تيمية قبل الذي ترجمه المحقق بربع قرنٍ تقريباً، وابن أبي الوليد بالرغم من أني لم أجد ترجمته إلا أنَّ الظاهر أنَّه من متقدمي المالكية، فقد ذكره القاضي عياض في أكثر من موضع من ترتيب المدارك، فمثلآً قال في ترجمة عبيد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف القرطبي المتوفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ((قال ابن أبي الوليد: وأتيت ابن طالب تلك العشية. فقال لي: مات ابن عمران. لقد بلغني أنه كان يقول: إني لا أحب أن أموت في عزي، ونحو هذا الكلام) وقال في تر جمة أبي بكر محمد بن عبد العزيز المعروف بابن القوطية والمتوفى سنة سبع وستين وثلاثمائة في تعداد شيوخه: وبقرطبة من طاهر، وابن أبي الوليد، ومحمد بن مغيث، وابن لبابة، وابن أبي تمام، وأسلم القاضي، وابن أيمن، وابن الأغبس، وابن يونس، وقاسم بن أصبغ، ونظرائهم، إذاً ابن أبي الوليد هو من علماء القرن الرابع والله أعلم، وليس كما ترجمه المحقق.

- ويزداد العجب من المحقق عندما يخطئ في ترجمة العلم مع وجود القرائن التي تمنع من احتمال الخطأ، كاقتران اسم العلم بكتاب له، ومثال ذلك ما وقع للمحقق في ترجمة ابن عبد الهادي (ص 43) حيث قال: ((هو محمد بن عبد الهادي بن يوسف .... استشهد على يد التتار سنة ثمان وخمسين وستمائة، وقد نيف على المائة)). مع أنَّ الإمام مرعي عندما ذكره قال (ص43): ((وبالجملة فالأحاديث الواردة في فضل زيارة قبره عليه السلام كثيرة جداً لا يتسع لها هذا الموضع، ومن أراد الوقوف عليها وما فيها من المناقشات فليراجع كتاب ((الصارم المنكي في الرد على السبكي)) للحافظ ابن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية رحمهما الله)). وهذا القدر كافٍ في دفع الوهم الذي قد يقع فيه البعض، وبالرغم من ذلك فقد وقع المحقق في الخطأ، ولو أمعن وتبصر قليلاً لما وقع فيما وقع فيه، بل لو رجع إلى كتاب الصارم المنكي وقرأ اسم المؤلف لعرف العلم المراد ترجمته، بل لو رجع للتواريخ قليلاً لعلم أنه ترجم لرجل يستحيل أن يكون الذي أراده مرعي، وأبعد جداً في الترجمة، فالمحقق ذكر وفاة ابن عبد الهادي هذا سنة 658هـ، وذكر الإمام مرعي أنه تلميذ ابن تيمية، فالمنطق يقضي بأن تكون وفاة الشيخ قبل وفاة تلميذه أو قريبة منها إلا في القليل النادر، فابن تيمية رحمه الله توفي سنة 721هـ كما هو معروف، وولادته سنة 661 هـ، وعلى فيستحيل أن يكون من ترجمه المحقق هو المراد، لأنَّه سيكون قد مات قبل مولد شيخ الإسلام الذي يُفترض أن يكون شيخه بثلاث سنوات، فكيف يموت التلميذ قبل ولادة شيخه؟!.

ولو أخذ المحقق بهذه الاعتبارات لعلم أن ابن عبد الهادي صاحب الترجمة هو: محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن يوسف المقدسي المتوفى سنة 744هـ.

- وقريباً من هذا ما وقع للمحقق في ترجمة ابن مفلح (انظر: ص 87) عندما ذكره الإمام مرعي وقال: (وفي كتاب الفروع لابن مفلح تلميذ ابن تيمية ..... ). وبالرجوع إلى أي مصدر ككشف الظنون الذي أولع المحقق بالرجوع إليه لعرفنا أن ابن مفلح المراد هو شمس الدين محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الراميني المتوفى سنة 763هـ، بل لو رجع المحقق إلى كتاب الفروع وقرأ منه اسم المؤلف لما وقع في هذا الخطأ.

ومع ذلك نجد المحقق ترجمه بشمس الدين محمد بن يحيى بن محمد بن سعيد بن مفلح المقدسي، المتوفى سنة 759 هـ.

هذه تنيهات ونماذج من أخطاء المحقق في التراجم، وكما يُلاحظ أن بعضها أفحش من بعض، وكان بالإمكان تلافيها لو سلك طريق العلم الصحيح.

يتبع الجزء الثاني فيما يتعلق بتخريج الأحاديث وبيان درجاتها إن شاء الله .......

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير