تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 03:05 ص]ـ

نقل الأزهري في تهذيب اللغة عن أبي بكر بن الأنباري قوله:

((والفرق بين ألف القطع وألف الوصل أن ألف الوصل فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء ولا عينا ولا لاما، وتدخل عليها الألف واللام التي هي للتعريف، تقول: الأبوان والأزواج، وكذلك ألف الجمع في السَّتَه.)).

وتتابع العلماء على نقل هذا الكلام عن الأزهري بنحوه، كما في لسان العرب، وتاج العروس.

ولقد تعجبت جدا من صنيع المحققين في هذه الكتب الثلاثة التي هي أشهر المعجمات العربية على الإطلاق، فما وجدت واحدًا منهم أشار مجرد إشارة إلى ما في الكلام من خلل، فضلا عن أن يصحح ما فيه، مع أن الكلام واضح كالشمس أنه لا يستقيم.

وبقيت على هذا مدة لا أستطيع إقامة العبارة، ولا معرفة محل الخلل فيها، مع كثرة التأمل وتقليب أوجه النظر، حتى وقفت على رسالة ابن الأنباري في الألفات، فإذا فيها حل الإشكال والحمد لله.

قال ابن الأنباري:

((وكان أبو جعفر محمد بن سعدان، وخلف بن هشام البزار يلقبان ألف القطع ألف الأصل، وليس ذلك بصحيح عندنا، من قبل أن ألف الوصل [كذا في الأصل، وصحح في حاشية المخطوط] هي التي تكون فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء من الفعل ولا عينا ولا لاما، وما هذا صفته فهو زائد غير أصلي)).

فابن الأنباري هنا يفرق بين (ألف الأصل) و (ألف القطع)، وهو تفريق قديم لم يشتهر عند المتأخرين، فألف الأصل عند ابن الأنباري هي التي تكون من بنية الكلمة مثل ألف (أتى)، وألف القطع هي التي لا تسقط في الدرج ولكنها لا تكون من بنية الكلمة مثل ألف (أكرم).

وهو تفريق اصطلاحي، وكلاهما عند المتأخرين تسمى ألف القطع.

وأما عن التحريف في ختام العبارة، فسببه جمع ما تفرق من كلام ابن الأنباري؛ لأنه قسم كلامه عن الألفات إلى (ألفات الأفعال) ثم (ألفات الأسماء)، فكلامه السابق الذكر كان عن ألفات الأفعال، ثم بعد أكثر من عشر صفحات!! تكلم عن ألفات الأسماء.

قال عن ألفات الأسماء:

((وألف القطع في الأسماء المجموعة تعرف بحسن دخول الألف واللام عليها .... وتدخل عليها الألف واللام، فتقول الأوزان، وكذلك ألسنة والألسنة، وأبيات والأبيات، وأثواب والأثواب)).

فظهر أن كلمة (الستة) تحريف (ألسنة).

وخلاصة ما سبق أن الإشكال في الكلام المنقول عن ابن الأنباري سببه أمران:

- الأول: تحريف (الأصل) إلى (الوصل) وتحريف (ألسنة) إلى (الستة)

- الثاني: جمع ما تفرق من كلامه في موضعين متباعدين.

والله تعالى أعلم.

http://majles.alukah.net/showthread.php?p=152556

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 01 - 09, 08:06 م]ـ

ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين أن المحقق يحكم على رجال السند حتى على المتكلم نفسه!!

فيأتي إلى سند صحيح متصل إلى الواقدي من قول الواقدي نفسه، فيقول: السند ضعيف جدا لأن الواقدي متهم!

ويأتي إلى سند لا مغمز فيه إلى الكلبي من قول الكلبي نفسه، فيقول: لا يصح؛ لأن الكلبي متروك!

ويأتي إلى سند إلى ابن إسحاق من قوله فيقول: إسناده حسن للخلاف في ابن إسحاق!

ومثل هذا كثير جدا.

ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[10 - 01 - 09, 02:22 م]ـ

بعد الشكر للفاضل/ أبي مالك العوضي وفقَّه الله ...

مِمَّا وقع للأستاذ المحقق الكبير عبد السلام هارون ـ رحمه الله ـ في تحقيق (الحيوان) للجاحظ:

[وكان الكلب إذا سمع الكلامَ أَطْرَقَ، وإذا سكت وثب يُرِيغُ المخرجَ، فتهافت الأعرابيُّ ـ أي: تساقَطَ ـ، ثم قال ... ] 2/ 233.

وعلَّق المحقِّقُ في هامشه: [في الأصل: تضاحَكَ، ولا تكون هذه الكلمة من معاني "تهافت". وتساقط: تخاذل ودبَّ فيه الضعف]. فغيَّر المحقِّقُ الكلمةَ الواردةَ في الأصلِ لأنَّ التصحيف أغمَضَ المعنى!

والصواب ـ إن شاء الله ـ أنَّ "تهافت" مصحَّفة عن "تهانَفَ"، وتهانَفَ: أي ضَحِكَ بسخريةٍ. فهي مناسبةٌ لسياق الخبر، موافقةٌ لتفسيرها الذي جاء عقبها: تضاحَكَ (ومن معاني تهانف الأصلية: تضاحَكَ).

فالعبارة ـ كما قرأتُها ـ: فتهانَفَ الأعرابيُّ أي تضاحَكَ.

والله أعلم

ما أرى أحدا شكرك على هذه الفائدة وهذا الاستدراك على مثل العلامة المحقق عبد السلام هارون ـ رحمه الله ـ

فالشكر الجزيل لك ووفقك الله

انظر لتوثيق الفائدة تاج العروس (12/ 542 ـ 543) طبعة دار الفكر

ـ[د عامر سليمان]ــــــــ[12 - 01 - 09, 03:29 م]ـ

ومن ذلك تكرار طبعات شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك، وفيه من أنواع التنوين: تنوين الترنم الذى يلحق بالقوافى المطلقة ويستدل على ذلك بقول النابغة الذبيانى:

أزف الترحل غير أن ركابنا برحالنا لما تزل وكأن قدن

وقول جرير:

أقلى اللوم عاذل والعتابن وقولى إن أصبت لقد أصابن

ورغم أن الطبعة تحمل رقم 20 عن مكتبة الآداب بالقاهرة عام 1980 ومع ذلك لم تذكر هوامش التحقيق إلى أن رواية ديوان النابغة ليس فيها: قدن مطلقاً، وكذلك ديوان جرير يخلو من رواية النص بالنون، وكان على المحقق وهو مشهود له بالعلم والقدرة الفائقة على إخراج وضبط النصوص، وهو الشيخ محمد محى الدين عبد الحميد يرحمه الله تعالى، أن يشير إلى ذلك،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير