ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 01 - 09, 06:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وأحب أن أوضح أن هذا الموضوع يختص بالأخطاء المكرورة؛ أي التي تتكرر عند المحققين.
وليس المراد التنبيه على أي خطأ يقع فيها واحد من المحققين.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 01 - 09, 10:32 ص]ـ
وكتب الشيخ خليل بن محمد العربي في بعض مقالاته الحديثية ما يأتي نصه:
التنبيه على تحريف تكرر في أكثر من سند، وفي أكثر من مصدر حديثي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
ففي هذه المقالة أنبه – إن شاء الله تعالى – على تحريف تكرر في أكثر من سند، وفي أكثر من مصدر حديثي، وقد صاحب هذا التحريف إما زيادة في السند، أو نقص منه.
ومدار هذا التحريف في اسم: ((سعيد بن أبي سعيد مولى المهري))، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
ففي السنن الكبرى للإمام النسائي – رحمه الله تعالى – (2/ 487): ((أنبا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، أن أبا سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يصبر أحد على جهد المدينة ولأوائها فيموت إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة إذا كان مسلمًا)).
وفي هذا السند تحريف وسقط، ومن لم يتنبه له يظن أن سعيدًا مولى المهري من التابعين، لروايته عن أبي سعيد الخدري، وأنه كذلك من رواة التهذيب!!
وصواب السند: ... ليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي سعيد الخدري به سواء.
كذا جاء على الصواب عند الإمام مسلم في صحيحه (2/ 1002)، وانظر كذلك تحفة الأشراف للإمام المزي (3/ 489).
وسعيد بن أبي سعيد المذكور في السند هاهنا هو المقبري.
وفي كتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة – رحمه الله تعالى – (ص59): ((حدثنا محمد بن بشار، قال ثنا يزيد – يعني: ابن هارون-، عن محمد بن عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم ليصدق بالتمرة من طيب، ولا يقبل الله إلا طيبًا ... )) الحديث.
وصواب السند: ... محمد بن عمرو، عن سعيد، عن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي هريرة به.
كذا جاء على الصواب عند ابن حبان في صحيحه (8/ 112 - الإحسان)، والدارقطني في علله (10/ 103).
وسعيد هذا هو المقبري، كما عينه الدارقطني.
وأيضًا جاء في مصنف ابن أبي شيبة (13/ 354 - 355): حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، أن أبا سعيد أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم في غزوة بني لحيان ... )) الحديث.
قلت: وما جاء في السند: ((عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري))، هو من قبيل الزيادة والتحريف، وصوابه كما جاء في صحيح مسلم (3/ 1507): (( ... حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سعيد مولى المهري، عن أبي سعيد الخدري)).
ثم إن ابن حبان لما ترجم لسعيد بن أبي سعيد مولى المهري في كتابه الثقات (6/ 363)، أورده في طبقة أتباع التابعين، وقال: ((يروي عن أبيه، وإسحاق مولى زائدة .... ، وليس هذا بسعيد بن أبي سعيد المقبري، ذاك أدخلناه في التابعين، وهذا في أتباع التابعين)).
إلا أن بعض المحققين المعاصرين، وقع له سند فيه سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، محرفًا من قبيل الأمثلة التي أوردتها هاهنا، فانخدع بهذا التحريف، فظن أن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري من التابعين، وأن له رواية عن أبي هريرة، فأخذ يكيل لابن حبان الانتقادات والاتهامات اللاذعة، متهمًا إياه بالغفلة عن هذا كله.
والحقيقة أن الغفلة إنما وقعت لهذا المنتقد، ولو أنه نظر في كتاب التاريخ الكبير للإمام البخاري (3/ 474) لوجده ذكر في شيوخه: أبا سعيد مولى المهري، وإسحاق مولى زائدة فحسب، وهما من التابعين، فدل ذلك على أن سعيدًا مولى المهري عند البخاري من طبقة أتباع التابعين، ولو أن له رواية عن أحدٍ من الصحابة، لما أهمل البخاري ذكره.
وكذلك قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل لابنه (4/ 32): قال: ((سعيد بن أبي سعيد المهري ... روى عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو)).
فكما قيل في صنيع البخاري، يقال أيضًا في صنيع أبي حاتم الرازي – رحمهما الله تعالى-.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
كتبه/خليل بن محمد العربي
انتهى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:53 ص]ـ
ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين والمؤلفين أيضا:
= عدم التحاشي من التناقض:
ويتصور وقوعه عندما يكون بين مسألتين من مسائل العلم ارتباط وتلازم، ثم يقع اختلاف بين العلماء في المسألة الأولى وكذلك في المسألة الثانية، فيختار المحقق أو المؤلف قولا في المسألة الأولى وقولا في المسألة الثانية ولا ينتبه لوقوع التناقض بين القولين.
- مثاله ما ذكره بعضهم أن عيسى بن عمر النحوي توفي سنة 149هـ، وأن سيبويه ولد سنة 148، ومع ذلك يقول: إن عيسى بن عمر من شيوخ سيبويه!!
وهذا الأمر لا يخلو منه إنسان؛ لأن النقص ملازم للبشر.
¥