تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيا: أخي أبا شهاب رويدك فالحوقلة والتعظيم لا تغير من الموضوع شيئا فليست المسألة تفخيم عبارات وإنما المحك قال الله وقال رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقال الصحابة رضي الله عنهم وقال أهل العلم فهذا ما توزن به الأقوال.

ثالثا: السؤال يتكلم عن طالب علم مصري يعرف لغة العرب لا عن عامي ياباني فالكلام يدور حول هذه الحالة.

رابعا: قولي فيما سبق سهل أي سهل الفهم كما قال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}،والاستدلال بقوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} ليس هذا تفسيره فإليك تفسيره:

قال الحسن وقتادة: أي العمل به وقيل: ثقيل وقت نزوله من عظمته كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فكادت ترض فخذي، واختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين معا كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين (ينظر تفسير ابن جرير (12/ 281) تفسير ابن كثير (4/ 558))

وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس .. " الحديث في الصحيحين فما اشتبه من ذلك على طالب العلم سأل عنه وبحث فيه حتى يزول الاشتباه.

خامسا: نقول لمن اوجب التقليد ما الدليل على أنه لا يجوز ان يقلد غير الأئمة الأربعة رحمهم الله فهناك من العلما في عصرهم وقبلهم وبعدهم من هم مثلهم فلماذا لا توجب تقليد الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وداود وابن حزم وابن جرير وغيرهم من الأئمة بل لماذا لا نوجب تقليد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم.

سادسا: هل قلد أحمد والشافعي ومالك و أبو حنيفة _ رحمهم الله _ غيرهم ودرسوا على مذهب أحد ممن سبقهم أو تعلموا الكتاب والسنة على شيوخهم؟ الإمام احمد رحمه الله درس على الشافعي ولم يقلده أو يأخذ بمذهبه والشافعي رحمه الله درس على مالك ولم يأخذ بمذهبه ويقلده حتى في بداية الطلب.

سابعا: تقليدك لمتبوعك يحرم عليك فإنه نهاك عن ذلك وقال لا يحل لك أن تقول بقوله حتى تعلم من أين قاله ونهاك عن تقليده وتقليد غيره من العلماء فإن كنت مقلدا له في جميع مذهبه فهذا من مذهبه فهلا اتبعته فيه؟

ثامنا: قال ابن القيم في رد التقليد: (على أي شيء كان الناس قبل أن يولد فلان وفلان وفلان الذين قلدتموهم وجعلتم أقوالهم بمنزلة نصوص الشارع وليتكم اقتصرتم على ذلك بل جعلتموها أولى بالاتباع من نصوص الشارع أفكان الناس قبل وجود هؤلاء على هدى أو على ضلالة فلا بد من أن تقروا بأنهم كانوا على هدى فيقال لهم فما الذي كانوا عليه غير اتباع القرآن والسنن والآثار وتقديم قول الله ورسوله وآثار الصحابة على ما يخالفها والتاحكم إليها دون قول فلان أو رأي فلان وإذا كان هذا هو الهدى فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تؤفكون فإن قالت كل فرقة من المقلدين وكذلك يقولون صاحبنا هو الذي ثبت على ما مضى عليه السلف واقتفى منهاجهم وسلك سبيلهم قيل لهم فمن سواه من الأئمة هل شارك صاحبكم في ذلك أو انفرد صاحبكم بالاتباع وحرمه من عداه فلا بد من واحد من الأمرين فإن قالوا بالثاني فهم أضل سبيلا من الأنعام وإن قالوا بالأول فيقال كيف وقفتم لقبول قول صاحبكم كله ورد قول من هو مثله أو أعلم منه كله فلا يرد لهذا قول ولا يقبل لهذا قول حتى كأن الصواب وقف على صاحبكم والخطأ وقف على من خالفه ولهذا أنتم موكلون بنصرته في كل ما قاله وبالرد على من خالفه في كل ما قاله وهذه حال الفرقة الأخرى معكم) ينظر إعلام الموقعين (2/ 191 - 192)

تاسعا: يقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إنما العلم بالتعلم " أخرجه الخطيب في تاريخه والطبراني وغيرهما وإسناده حسن بطرقه، وعليه فليس العلم يأتي جملة واحدة بل هو بالتدرج ولا يلزم أن يكون مجتهدا منذ بدا الطلب ثم إنه ليس المطلوب منه الاجتهاد والفتيا والتصدر لذلك وهو في أول الطريق لكن المقصود هو طريقة الطلب ومنهج التعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير