(7) إسناده ضعيف رواه البخاري في الأدب المفرد ص107 (بتحقيق الألباني، وحسنه)، و الترمذي (تحفة الأحوذي ج7/ 9) كتاب الزهد، باب ما جاء في الزهادة في الدنيا؛ وابن ماجة (4/ 577) بتحقيق بشار عواد معروف، وقال: اسناده ضعيف لجهالة سلمة بن عبيد الله بن محصن، والراوي عنه عبد الرحمن بن أبي شميلة مقبول حيث يتابع، ولم يتابع فهو ضعيف. اه. عن عبيد الله بن محصن الأَنصاري عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولفظه: (من أَصبح منكم معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قُوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 12 - 06, 12:05 ص]ـ
- (1) حسن الخلق: -
أليس لنا في رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أسوة حسنة؟ وهو الذي لم يبعث إلا متمّما للأخلاق، فكان أحسن الناس خلقا، وضرب للعالمين أروع الأمثلة في مكارم الأخلاق التي شهد له بها العدو قبل الصديق،
فكان -صلى الله عليه وسلم- كما حدَّث عنه علي بن أبي طالب وهو يجيب على سؤال ولده الحسن فقال:
(كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا غياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يوئس منه، ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار ومما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة من منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها أرشدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام) (8)
وأمر أمته (9) فقال: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا)
وقال (10) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس)، لأن الناس إنما توزن بميزان الأخلاق، التي صارت عملة نادرة في هذه الأيام،
وهذا عندما اغمس الناس في أحضان المادة، وأخلدوا إلى الأرض، وقطعوا ممدود حبال السماء، ورضوا بالمكانة الدنيا دون العليا.
وفي هذا يقول ابن القيم (11) رحمه الله:
الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين. اهـ
وحسن الخلق سمة الأنبياء جميعا حتى مع الكافرين، فانظر إلى سيدنا يوسف وهو مستضعف في السجن في حكومة لا تحكم بشريعة الإسلام، جاءه فتيان يسألانه عن تأويل الرؤيا، قال الله سبحانه على لسانيهما
{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "} (12)
فلو لم يكن من المحسنين ما سألاه عن التأويل. ولا كان على رأيه التعويل،
فحسن خلقه وطيب كلامه، وصبره على الأذى، وتقواه التي بلغت درجة الإحسان هي التي جعلته سبيلا إلى الهداية والرشاد، ومرجعا عند الحاجة،
ولو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله، ولمَا كان سببا لتبليغ رسالة التوحيد.
بل استمِع إليه وهو يمزج مسألة الرؤيا وتأويلها بالدعوة إلى عقيدة التوحيد،
فالداعية لا يترك موقفا إلا استغله للتبليغ إلى دين الله، فقال:
{قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ"} (13)،
¥