تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا ليس متناقضا مع عقيدة الولاء والبراء، وليس فيها مداهنة ولا مساومة، وإنما من باب إقامة العدل ثم من باب المعاملة بالحسنى ليروا عدالة الإسلام، ونزاهة شريعته، طمعا في إسلامهم ورجاءً لهدايتهم، وامتثالا لأمر الله فيهم، وهو القائل سبحانه (50) {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً}. وقال سبحانه (51): {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً}. وقد كاد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينزل عند رغبة عدد من الصحابة فيحكم لطعمة بن أبيرق ضد اليهودي في قضية سرقة درع قتادة بن النعمان، فأنزل الله الآية موجها لرسوله × ولصحابته من بعده. وذلك إقامة للنَّصّفَة والحق، وإحقاقا للعدل بين الخلق، وما دانت البشرية للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة ومن تبعهم بإحسان، إلا لما رأوه من مثل هذه النماذج، والتي نقشت في ذاكرة التاريخ وعلى مدى الأزمان، الدين الذي فتح القلوب وأنارها، وأنار الأرض وأطرافها، وحقق للإنسانية أحلامها.

روى أبو نعيم والبيهقي (52) أن أمير المؤمنين عليا اختصم ونصرانيا في درع، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للقاضي شريح: اقض بيني وبينه يا شريح، فقال شريح: ما تقول يا نصراني؟ فقال النصراني: ما أكذب يا أمير المؤمنين الدرع درعي، فقال شريح: ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينة؟ فقال علي: صدق شريح، فقال النصراني: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء وأمير المؤمنين يجيء إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه هي والله يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك مع الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقال علي: أما إذا أسلمت فهي لك وحمله على فرس عتيق. اهـ

يتبع ..............


(39) منهاج السنة 5/ 126
(40) الرسالة الصفدية (2/ 327 - 328)
(41) سورة الحديد 25
(42) سورة الشورى 17
(43) سورة الرحمن 7
(44) سورة المائدة 8
(45) سورة المائدة 42
(46) سورة البقرة 190
(47) سورة المائدة 8
(48) زاد المسير (2/ 306)
(49) سبق تخريجه
(50) سورة النساء 58.
(51) سورة النساء 105
(52) حديث ضعيف جدا وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 139) من طريق حكيم بن خذام أبو سمير، ثنا الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، والقصة ذكرها الجوزقاني في الأباطيل (2/ 197) وقال (ص 198): هذا حديث باطل تفرد به أبو سمير وهو منكر الحديث. إلى آخر ما ذكره. وذكرها ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 388) وذكر نحو ما ذكره الجوزقاني. وذكرها الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 572) في ترجمة أبي سمير حكيم ابن خذام وذكر أن أبا حاتم قال: إنه متروك الحديث. وقال البخاري منكر الحديث، يرى القدر. وقال القواريري: وكان من عباد الله الصالحين. اهـ
وأخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 136) من طريق عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي. وقال البيهقي في آخره (وروي من وجه آخر أيضا ضعيف عن الأعمش عن إبراهيم التيمي)، عمرو بن شَمِر قال عنه البخاري منكر الحديث، وقال النسائي والدارقطني متروك الحديث، قال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة، وقال الجوزجاني زائغ كذاب. انظر الجرح والتعديل (6/ 239) و ميزان الاعتدال (3/ 259)، وجابر الجعفي قال عنه النسائي: متروك،، وقال ابن معين لا يكتب حديثه ولا كرامة، وقال أبو داود ليس عندي بالقوي في حديثه. انظر المجروحين (1/ 208) و الميزان (1/ 388)، و الجرح والتعديل (2/ 497). فيتبين من هذا أن الحديث ضعيف جدا، ولم أذكره للاستشهاد فحجتي في الكتاب وما ذكرته مما صح عن النبي × وإنما ذكرت هذا للاستئناس.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 01 - 07, 03:56 م]ـ
- حفظ الأمانة -:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير