تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:08 م]ـ

"إن في ذلك لآيات للعالِمين"

التفكر في ملكوت الله ومخلوقاته .. والوقوف على دلائل جبروته ورحموته ..

وجلاله وعظمته .. ما انفك صفةً أصيلة في كل مؤمن .. وهي في حق العالم أوجب منها في حق عامة الناس .. وقد نبه الإمام الجهبذ بن القيّم وأفاض في ذكر بعض عجائب ما خلق الله عن متابعة دقيقة منه وليس نقلا عن غيره .. كحديثه عن النحل مثلا ..

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:10 م]ـ

" أأنتم أعلم أم الله" .. ؟

هذا سؤال استنكاري من الله تعالى .. والجواب: بل الله أعلم ..

وهذا الجواب الحتم سر من أسرار التواضع .. فإنك لا تجد عالما نحريرا مخلصا إلا أكثر من هذه الإحالة إلى علم الله المطلق .. ولا تجد متطفلا على العلم أو معجبا بعلمه .. إلا أقلّ منها .. دفعا لتوهم الناس –في ظنه-أن يقولوا لو كان راسخا لجزم في المسألة ..

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:25 م]ـ

"والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا"

هذا على قراءة الوقف عند قوله"وما يعلم تأويله إلا الله" ..

وفرق بين العالم .. والراسخ في العلم .. فكلاهما قد يشترك في حفظ ذات الأشياء

أما الراسخ .. فهو كالجبل لا تهزه عواصف الشبهات التي يوردها المبطلون .. وإن لم يهتد لبيان مشكلها أو ما ظاهره التعارض .. فتراه مسلّما بأنه الحق .. كما لو كان يراه رأي العين أو أزيد من ذلك .. وقد أسدى الإمام بن تيمية .. لتلميذه ابن القيم نصيحة نفيسة احتفى بها فقال له"لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها"

فتكسوه هذه الخصلة من كرامة الله له والعناية به باستعماله في مرضاته والذب عن دينه

في المواطن التي يعز فيها الرجال .. مع ما يصحب ذلك من الثبات في المحن والصبر على اللأولاء

وأما على الوقف على قوله "والراسخون في العلم" .. فيكون الراسخون مشمولين في علم تأويل المتشابهات ..

ودخولهم في علم ذلك بواو العطف مع الله تعالى .. شرف لا يدانيه شرف

والله أعلم

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:27 م]ـ

"وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم"

فالاختلاف من بعد مجيء العلم دليل على البغي .. والتعصب .. والظلم

وليس هو من باب اختلاف التنوع .. إذا كان في المسألة دليل شرعي واضح ليس معارَضا بغيره

ولهذا قال الشافعي:إذا صح الحديث فهو مذهبي .. وقال أحمد: من ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة .. وقال أبو حنيفة: إذا أتاك الحديث من رسول الله فاضرب بقولي عرض الحائط .. وقال مالك: كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر

فمن وجد نفسه يختار قول إمام يبجله .. مع كون حجة غيره أقوى .. فليتهم علمَه وقلبه

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:32 م]ـ

"قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"

لابد على طالب العلم مهما بلغ شأنه .. أن يظل مستحضرا أن ما أوتيه من العلم قليل ..

فلا يغتر بما معه .. فيعاقب بالحرمان والطغيان .. وقسوة القلب وفساد النية

وقد قيل في مراتب طالب العلم في ذلك:-

-المبتدي .. وهو يتوهم بحفظه لبعض المتون وإتقانه لبعض المسائل .. أنه غدا في عداد الراسخين أو من يحق لهم الفتوى .. والجسارة على ما ليس من حقه

-والمتوسط .. وهو من فجأته كثرة العلوم والكتب واطلاعه على علم العلماء .. فأكسبه ذلك تواضعا وانكسار نفس

-والمنتهي .. وهو من إذا سألته عن حجم علمه .. قال لك: لا أعلم شيئا!

ثم اعلم أن استذكار المرء لكون علمه قليلا جدا .. يحفزه لمواصلة المسير .. بقدر ما يتيقن من هذه الحقيقة ..

ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:37 م]ـ

جزاكم الله عنا كل خير

وأعطاكم الله عظيم الأجر وجزيل الثواب

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:30 م]ـ

وإياكم أخي الفاضل .. وشكر الله لكم دعاءكم الطيب


"إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا"
وإنك لن تجد عالما ربانيا صادقا .. إلا وجدت الله قد جمّله بحسن عبادته والإنابة إليه والإخبات .. والانكسار بين يديه سبحانه ما بين قيام ليل وغيره .. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إمام العلماء معاذ لأن يقول دبر كل صلاة"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
ومن تتبع سير أكابر أهل العلم .. يلحظ ذلك خصيصة فيهم ..
وقد راقب ابن القيم شيخه ابن تيمية .. فنقل أنه كان يجلس بعد الفجر حتى ينتصف النهار ..
فقال له مرة: هذه غدوتي ولم لم أتغدَّ سقطت قواي

وعند الترمذي من حديث علي موقوفا .. قال في صفة القرآن: ولا يشبع منه العلماء
ونحو ذلك عن عثمان رضي الله عنهما .. فقال: لو صحت قلوبنا لما شبعت من كلام الله

وقد وصف حالة الذين أوتوا العلم .. وأثنى على خشوعهم .. وبيّن ما يحرصون هم على إخفائه .. رفعا لذكرهم ..
وصوّر حالا من أحوالهم .. وهو الخر للأذقان بالسجود .. عند تلاوة الآيات عليهم ..
مع أن أهل العلم تطرق أسماعهم آيات الله كثيرا .. فلا يعتادون عليها .. وهم في خشوع مستمر
يتعاظم مع تعاظم علمهم .. بخلاف الضلّال الظالمين .. فلا يزيدهم القرآن إلا خسارا
والآية عامة في الذين أوتوا العلم ولا وجه لتخصيصها
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير