تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المؤمن أن يجعل ناساً هم دونه في الحقيقة و المنهج موضع ثقة، و استشارة، و مرة بعد مرة تصفعنا التجارب المُرة، و لكننا لا نفيق .. و مرة بعد مرة نكشف عن المكيدة، و المؤامرة، و نجدها تلبس أزياء مختلفة و لكننا لانعتبر، و مرة بعد مرة تنفلت ألسنتهم فتنِمُّ عن أحقادهم .. و مع ذلك نعود نفتح لهم صدورنا، و نتخذ منهم رفقاء في الحياة و الطريق، و تبلغ بنا المجاملة، أو تبلغ بنا الهزيمة أن نسايرهم في عقيدتنا، فنتحاشى ذكرها، و في منهج حياتنا فلا نقيمه على أساس الإسلام، و في تزوير تاريخنا، و طمس معالمه، كي نتقي فيه ذكر أي صدام كان بين أسلافنا و هؤلاء الأعداء المتربصين. ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn32))

3. التصميم على اتباع العوائد و إن فسدت أو كانت مخالفة للحق: و هو اتباع ما كان عليه الآباء و الأشياخ و أشباه ذلك، وهو التقليد المذموم، فإن الله ذمّ ذلك في كتابه بقوله: ((إنا وجدنا ءاباءنا على أمة)) الآية، ثم قال: ((قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ءاباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون)). و قوله: ((هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون) فنبههم على وجه الدليل الواضح فاستمسكوا بمجرد تقليد الآباء فقالوا: ((بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون)) و هو مقتضى الحديث: ((اتخذ الناس رؤوساً جهالاً)) ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn33)).([34] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn34)) و هذا الوجه هو الذي مال بأكثر المتأخرين من عوام المبتدعة إذ قد يكون متبوعهم شيخاً جاهلاً أو لم يبلغ مبلغ العلماء فيعمل عملاً فيظنونه عبادة فيقتدون به كائناً ما كان ذلك العمل، موافقاً للشرع أو مخالفاً، و يحتجون به على من يرشدهم و يقولون: كان الشيخ فلان من الأولياء و كان يفعله، و هو أولى أن يقتدى به من علماء الظاهر. فهم في الحقيقة راجعون إلى تقليد من حسن ظنهم فيه أخطأ أو أصاب. كالذين قلدوا آباءهم سواء، و إنما قصارى هؤلاء أن يقولوا: إن آباءنا أو شيوخنا لم يكونوا ينتحلون مثل هذه الأمور سدى، و ما هي إلا مقصودة بالدلائل و البراهين مع أنهم يرون أن لا دليل عليها و لا برهان يقود إلى القول بها. ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn35))

4. مزالق فكرية:

· [اعتقاد أن النص يخالف العقل: أو بعبارة بعض الفقهاء: هذا نص على خلاف القياس، أو بعبارة أهل الكلام: تعارض العقل مع النقل. و قائلو هذه العبارات يقعون في هذه الأخطاء الفاحشة لعدة أسباب منها: تصويب بعض القواعد العقلية الوافدة، و يجعلونها يقينية فيلتفتون إلى النص الشرعي فيرونه مخالفاً.

·اعتقاد أن تحقق المصلحة قد يحصل بعيداً عن النص: و هؤلاء لما رأوا مجموع النصوص داعية إلى اعتبار المقاصد و المآلات، ظنوا أن تحقيق المآلات هي إصدار الحكم الشرعي و نكتفي بإيراد المقصود لقوله – صلى الله عليه و سلم: ((لا ضرر و لا ضرار)) ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn36)). فاعلم أنه لا يوجد حكم شرعي يثبت في الكتاب و السنة إلا و هو بذاته يحقق المصلحة للعباد في الحال و المآل، ثم اعلم أن المصالح تتعارض فلابد من تقديم الأقوى على الأضعف، و لهذا لا يمكن معرفة تفاوت العقول بتعارض المصالح إلا بالنص، ثم اعلم أن المصلحة لا يمكن تحقق حدوثها و مآلها إلا بالوعد المحمول داخل النص. و هذه الأمور و غيرها الكثير ترشدك: أن العصمة للنص و هي القادرة على معرفة الضرر و الضرار، و العقل تتفاوت مراتبه و تقديراته، فالإحالة عليه على غير ثابت.

·رَدٌّ الحديث الآحاد؛ لأنه لا يفيد العلم: و هذا قول أهل الكلام، و التفريق بين القطعي و الظني على هذه الصور المعروضة حادثة لا تعرف عند الأوائل وهي من إفرازات أهل الرأي و الكلام]. ([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn37))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير