تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2. إن أخذ العلم للعمل و التنفيذ هي طريقة من شهد الله لهم بالرضوان، و شهد لهم الرسول – صلى الله عليه و آله و سلم، بأنهم خير القرون، فكان السير على هذه الطريقة واجباً و لازماً، عن حذيفة بن اليمان أنه قال: يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا، ومن المحال أن يكون الصواب في غير طريق من سبق إلى كل خير على الإطلاق. ([136] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn136))

3. إن أخذ العلم الشرعي للعمل به تعبيد للنفس لخالقها، و إخراج لها عن داعية هواها؛ لأن ذلك هو مقصود الشريعة، حتى يكون المكلف عبداً لله، فيترقى بذلك في درجات الكمال الخلقي.

4. إن الدليل الشرعي حيث وجد فهناك المصلحة، وحيث وجدت المصلحة فقد دل عليها الدليل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ([137] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn137)) - رحمه الله: إن الشريعة لا تهمل مصلحة قط، بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين، وأتم النعمة، فما من شيء يقرب إلى الجنة إلا وقد حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، لكن ما اعتقده العقل مصلحة وإن كان الشرع لم يرد به فأحد الأمرين لازم له: إما أن الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر. أو أنه ليس بمصلحة وإن اعتقده مصلحة. لأن المصلحة: هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة، وكثير ما يتوهم الناس أن الشيء ينفع في الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضرة؛ كما قال تعالى في الخمر والميسر: (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) ([138] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn138)). وكثير مما ابتدعه الناس من العقائد والأعمال من بدع أهل الكلام، وأهل التصوف، وأهل الرأي، وأهل الملك، حسبوه منفعة أو مصلحة نافعاً وحقاً وصواباً، ولم يكن كلك، بل كثير من الخارجين عن الإسلام من اليهود والنصارى والمشركين والصابئين والمجوس يحسب كثير منهم أن ما هم عليه من الاعتقادات والمعاملات والعبادات مصلحة لهم في الدين والدنيا ومنفعة لهم، فقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وقد زين لهم سوء عملهم فرأوه حسناً، فإذا كان الإنسان يرى حسناً ما هو سيء كان استحسانه أو استصلاحه قد يكون من هذا الباب. ([139] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn139))

5. لقد دَلَّلَ الصحابة – رضي الله عنهم – بهذا الإتباع على أن النبي – صلى الله عليه و آله و سلم – أولى بهم من أنفسهم، كما قال تعالى: ((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)) ([140] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn140))، قال ابن القيم ([141] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn141))– رحمه الله: و هو دليل على أن من لم يكن الرسول أولى به من نفسه فليس من المؤمنين، و هذه الأولوية تتضمن أموراً:

منها: أن يكون أحب إلى العبد من نفسه، لأن الأولوية أصلها الحب، و نفس العبد أحب له من غيره، و مع هذا يجب أن يكون الرسول أولى به منها و أحب إليه منها، فبذلك يحصل له اسم الإيمان.

و يلزم من هذه الأولوية و المحبة كمال النقياد و الطاعة و الرضا و التسليم و سائر لوازم المحبة، من الرضا بحكمه و التسليم لأمره و إيثاره على ما سواه.

و منها: أن لا يكون للعبد حكم على نفسه أصلاً بل الحكم على نفسه للرسول – صلى الله عليه و آله و سلم – يحكم عليها أعظم من حكم السيد على عبده أو الوالد على ولده، فليس له في نفسه تصرف قط إلا ما تصرف فيه الرسول الذي هو أولى به منها. ([142] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn142))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير