تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صياغة العقل الجمعي للمسلمين باتجاه المنافسة الحضارية، وهي مهمة عظيمة وخطيرة ينبغي التركيز على تحديد أبرز ملامحها؛ لأننا بذلك نحدد سمات وملامح التطور الحضاري المنشود.

الداعية ليس واعظاً فحسب، بل هو مُذكّر بقيم الإسلام الأخلاقية والمعرفية والجمالية والحضارية، ونصوص الكتاب والسنَّة في هذا المضمار تفوق الحصر، وكلها مشمولة بلفظ «الحق»، «والخير»، بل والعبادة التي ترد كثيراً في القرآن والسنّة.

هل تتوقع لمثل هذه المسابقة أن تضيف شيئاً للساحة العلمية في العالم الإسلامي؟

- كل تجربة في حياة الأمة هي إضافة جديدة، بغض النظر عن سلبيات وإيجابيات التجربة. فالتقويم المستمر، والتصحيح المتتابع هو التدفق الطبيعي لقمة النجاح .. ومسابقة (جيل التقنية) وإن لم تكن مشروعاً جديداً، لكنها تعد محاولة جدية ومثيرة للاهتمام؛ كونها تتعاطى مع الهمِّ التقني كهمِّ مجتمع، ولا تقتصر على النمط التقليدي في منح الجوائز، بل تتعداه لتبحث عن الجمهور البعيد صاحب القاعدة العريضة. وأعتقد أن من يتابع فكرة المسابقة سيعرف أنها مشروع متميز ومختلف، وبإذن الله سيشكل واقعاً جديداً يضيف بعداً مهماً لاهتمامات الجمهور الإسلامي.

فشل المسابقة

ألا تخشون من فشل فكرة مسابقتكم؟ وكيف ستدعمونها مالياً ومعنوياً؟

- عندما شرعنا في إطلاق المسابقة، كان القرار الأهم هو عدم احتكار وظيفة الآخرين، بل بالعكس تماماً .. وهذا النهج هو الخط الواضح الذي تسير من خلاله مؤسسة (الإسلام اليوم)، حيث تحاول دائماً فتح المجال للجميع، إيماناً منها بأن ما يطرح من مشاريع، وما تتبنى من أعمال هو دفع لعجلة الأمة، وفك لحالة اختناق تعانيه؛ ولذا كانت المسابقة منفتحة على كل قطاعات المجتمع الاقتصادي عبر مؤسساته ورجالاته، والإعلامي عبر القنوات ووسائل الإعلام المختلفة، والرسمي عبر الإفادة من نخبه العلمية في ضبط وتطوير آليات تحكيم عالمية منافسة، ووضع منهجية علمية في اختيار الابتكارات المتنافسة. وما نقوم به في هذا الإطار هو أن نحاول بث الروح الشرعية لتقبّل الفكرة، لتتحول إلى واقع اجتماعي ومنذ اليوم الأول الذي تم الإعلان فيه عن المسابقة توزعت جهودنا في كثير من دول العالم العربي لبحث أشكال التعاون مع الجامعات والمؤسسات، وحتى اتحادات الطلاب – وللحق - إن إجابة كيف يمكن أن نموّل مشروع مسابقة من هذا القبيل كانت أكبر من المتوقع، فمنذ اليوم الأول للإعلان فوجئنا بمعاهد لغات، وجامعات عريقة، ومؤسسات علمية واقتصادية، ومن دول عربية وغربية شتّى تبادر هي - ومن تلقاء نفسها، وبشعور داخلي بالمسؤولية - لتعرض الآلية الأمثل للمشاركة في هذه المسابقة، وهو ما حفّزنا وتأكدنا معه أن إشكالية هذه الأمة ليس في غياب طاقاتها، ولكن في تجميع هذه الطاقات، وبلورة مشروع تتوحد من خلاله الجهود، وتنصب في قوالبه مهمات عمل واضحة تعيد للأمة مجدها، وتبعث في أبنائها أمل الحياة بكرامة وتقدم أسوة بالدول الأخرى.

إعادة العقول العربية والإسلامية المهاجرة للغرب .. هل هي أحد أهداف المسابقة على المدى البعيد؟

- العقول العربية والإسلامية المهاجرة في تخصصات مختلفة فكرية وعلمية تبقى النزيف الذي يصيب الأمة. فالحلقة المفرغة تبدأ بعقلية مبدعة وقادرة على التغيير، وتملك مشروعاً ذاتياً يمكن أن يتبلور من خلاله مشروع أمة، لكنه يفاجأ بغياب أي مقومات لبيئة علمية تساعده على إنجاز أهدافه، ومن هنا تكون البيئات الغربية الحاضنة الطبيعية؛ كونها تقدم كل أدوات وسبل التقدم، وتحقيق المشاريع الابتكارية، والاكتشافات التي تؤهل تلك الدول للسيطرة على العالم في مجالات الطب والتصنيع العسكري، وحتى في بلورة النظريات الاقتصادية التي أدارت بها العالم، كما تدير الشركات عابرة القارات مناطق شاسعة من العالم .. ومحاولة المسابقة وغيرها من الجوائز الرسمية والخاصة التي تقدم في المملكة العربية السعودية وفي الكويت ومصر والجزائر تصب في هذا الهدف، وهي تتكامل. وإذا كنا نؤمن بأهمية دورنا فنحن كذلك نؤمن بأهمية أن لا تصطدم المشاريع بدعوى المنافسة، بل عليها أن تتكامل. وأصدقك القول إن واقع الأمة يحتاج إلى عشرات المسابقات التحفيزية، وإلى عشرات المنظمات الرسمية والهيئات الخاصة التي يمكن أن تؤسس لبيئة جاذبة لهذه العقول، وهو هدفنا ولا شك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير