تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ بِقَوْلِ كَعْبٍ – أي بقوله في كل سنة وفي كل شهر -. فَقَالَ: كَذَبَ كَعْبٌ. قُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى قَوْلِي. فَقَالَ أَتَدْرِي أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟! قُلْتُ: لَا؛ وَتَهَالَكْتُ عَلَيْهِ أَخْبِرْنِي أَخْبِرْنِي. فَقَالَ هِيَ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ. قُلْتُ: كَيْفَ وَلَا صَلَاةَ؟! قَالَ أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ: لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ.

ثم هذه المخلوقات والكائنات تستريح إذا مات رجل فاجر،

ففي الصحيحين من حديث أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ:

مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ!! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟!

قَالَ: الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ الله، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ.

ومن الأمثلة الخاصة على عبودية الكائنات لرب البريات - جل وعلا -:

الجمل، هذا الحيوان الودود، كما ثبت في المسند بسند حسن من حديث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قَالَ َقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مِنْ سَفَرٍ حَتَّى إِذَا دَفَعْنَا إِلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ بَنِى النَّجَّارِ، إِذَا فِيهِ جَمَلٌ لاَ يَدْخُلُ الْحَائِطَ أَحَدٌ إِلاَّ شَدَّ عَلَيْهِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَجَاءَ حَتَّى أتَى الْحَائِطَ، فَدَعَا الْبَعِيرَ فَجَاءَ وَاضِعاً مِشْفَرَهُ إِلَى الأَرْضِ، حَتَّى بَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ.

فَقَالَ النَّبِىُّ: «هَاتُوا خِطَاماً». فَخَطَمَهُ، وَدَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ:

«إِنَّهُ لَيْسَ شَىْءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ يَعْلَمُ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ عَاصِىَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ».

وهذه البقرة التي نراها ونعرفها جميعا ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قَال: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ،

فَقَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً، إِذْ رَكِبَهَا، فَضَرَبَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا؛ إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ!! فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ!! بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ!! فَقَالَ: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا، أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمَا هُمَا ثَمَّ ....

فالبقرة تكلمت بأمر الله - عز وجل -، إلى هذا الرجل لتفهمه سوء استخدامه لها، وأنّ هذا يتنافى مع العبودية لله، وأنها لا تضرب بدون سبب، وأنها إنما خلقت للحرث، وأنها تؤدي العبودية التي أمرت بها.

وهذا الذئب يروى الإمام أحمد قصته مع هذا الأعرابي من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ، فَأَخَذَهَا، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ:

أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ، تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ!! فَقَالَ: يَا عَجَبِي!! ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ، يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ!! فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِيَثْرِبَ، يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير