تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المناظرة في الصغير والكبير من مسائل العلم خطأ ولا يلزم أن يكون الراجح عندك في المسائل الاجتهادية يعمل به الخلق كلهم بحجة أن ما تراه هو الصواب ولا يلزم أن كل ما يطرح في المنتدى هذا أو غيره من مسائل أن تكون على وفق رأيك وإلا ترد فهنا يدخل الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي والظاهري وغيرهم وكل يطرح قوله فلو أن المرء اشغل نفسه بالجواب عن كل قول يراه مرجوحاً لضاع عمره في ذلك ولا يصل إلى النهاية.

السبب الرابع: البعد عن سير السلف رحمهم الله العلماء العباد كالصحابة والتابعين والئمة العلام الذين جمعوا بين العلم والعمل وسأضرب لذلك مثلين عظيمين:

أحدهما ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن والذي دعا له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالفقه في الدين ومعرفة التأويل كان من العباد الزهاد:

عن ابن أبي مليكة قال:

صحبت ابن عباس رضي الله عنهما من مكة إلى المدينة فكان إذا نزل قام شطر الليل فسأله أيوب: كيف كانت قراءته؟ قال: قرأ {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} فجعل يرتل ويكثر في ذلك النشيج) الحلية (1/ 237)

انظروا أيها الإخوة لهذا الأثر:

1 - رجل كبير.

2 - مسافر.

3 - يقوم الليل الذي هو نافلة.

4 - وقيامه شطر الليل.

5 - ويقرأ ويرتل ويبكي.

الواحد منا وهو شاب يصعب عليه قيام بعض الليل في الحضر وهو بأتم الصحة والعافية.

الثاني: ابن عمر رضي الله عنهما:

قيل لنافع ما كان يصنع ابن عمر في منزله قال: " لا يطيقونه الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما " أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 170) وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 128)

أي أنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - دائما في عبادة يتوضأ لكل صلاة ويقرأ القرآن دوما بين كل صلاة وصلاة.

وفي الليل كان يقوم وله مهراس فيه ماء فيصلي فيه ما قدر له ثم يصير غلى الفراش فيغفي إغفاءة الطائر ثم يقوم فيتوضأ ويصلي يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة.

وقال نافع كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر.

وأما عبادة الأئمة الربعة وأهل الحديث العلماء المشهورين كابن المبارك والثوري وغيرهم فتراجمهم عجيبة غريبة لو لم تنقل إلينا بالإسناد الصحيح لشك المرء في صحتها.

السبب الخامس: قلة قراءة القرآن مع أنه رأس العلوم وأصلها وأساسها وهو مصدر الهداية وقد اشتملت على أصول الأحكام في الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والحدود والنكاح والطلاق والجهاد وغير ذلك مع أصول التوحيد والإيمان مع معرفة الآداب والأخلاق والسلوك وعلاج أمراض القلب وغير ذلك مما يحتاجه المرء عدد أنفاسه وهذا من أكثر الأخطاء التي يقع فيها طالب العلم بدءا من طلب العلم فبعضهم يشغل نفسه بحفظ الأحاديث أو المتون وهو بعد لم يحفظ كتاب الله مع أنه اساس العلوم وحفظه يدعو المرء لكثرة قراءته سفرا وحضرا وقياما وقعودا وفي كل مكان.

وكذا بعضنا ينسى حزبه من القرآن وينشغل بكثرة القراءة في الكتب ولا بد للمرء أن يوازن في ذلك فحق القرآن أن لا يمر على المرء فيه يوم إلا وقد قرأ حزبه فيه قل أو كثر.

وحينما نقل الذهبي قول ابن مهدي في الفضيل بن عياض: (لم يكن بالحافظ)

قال الذهبي: (معناه لم يكن في علم الحديث كهؤلاء الحفاظ البحور كشعبة ومالك وسفيان وحماد وابن المبارك ونظرائهم لكنه ثبت قيم بما نقل ما أخذ عليه في حديث فيما علمت.

وهل يراد من العلم إلا ما انتهى إليه الفضيل رحمه الله) سير أعلام النبلاء (8/ 448)

وكلام الذهبي المراد منه أن الفضيل قليل الرواية مع أنه كان عابداً زاهداً عن علم لكنه آثر العبادة والزهد على كثرة الرواية وهو ما كان عليه بعض السلف من الصحابة وغيرهم وليس معنى ذلك أن المكثرين كشعبة والثوري ومن ذكر لم يكونوا كالفضيل عبادة وزهداً لكنه يشير بذلك لمن انشغل بعلم الرواية طوال وقته ولا هم له إلا جمع الطرق والحصول على علو الإسناد وغير ذلك دون عمل بما يرويه.

ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 07:35 ص]ـ

محاضره جميله وقيمه ألقاها الشيخ المربى الفاضل محمد حسين يعقوب حفظه الله فى معهد اعداد دعاه التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية

الرابط الاول

حمل الدرس وهنتظر رأيك ( http://ia331317.us.archive.org/2/items/yaquob0/1.wmv)

الرابط الثاني

حمل الدرس وهنتظر رأيك ( http://ia331328.us.archive.org/2/items/yaquob1/2.wmv)

ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[22 - 08 - 07, 01:13 م]ـ

قال الإمام ابن الجوزي في كتابه "صيد الخاطر":

تأملت العلم والميل إليه والتشاغل به فإذا هو يقوي القلب قوة تميل به إلى نوع قساوة.

ولولا قوة القلب وطول الأمل لم يقع التشاغل به.

فإني أكتب الحديث أرجو أن أرويه وأبتدىء بالتصنيف أرجو أن أتمه فإذا تأملت باب المعاملات قل الأمل ورق القلب وجاءت الدموع وطابت المناجاة وغشيت السكينة وصرت كأني في مقام المراقبة.

إلا أن العلم أفضل وأقوى حجة وأعلى رتبة وإن حدث منه ما شكوت منه.

والمعاملة وإن كثرت الفوائد التي أشرت إليها منها فإنها قريبة إلى أحوال الجبان الكسلان الذي قد اقتنع بصلاح نفسه عن هداية غيره وانفرد بعزلته عن اجتذاب الخلق إلى ربهم.

فالصواب العكوف على العلم مع تلذيع النفس بأسباب المرققات تلذيعاً لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم.

فإني لأكره لنفسي من جهة ضعف قلبي ورقته أن أكثر زيارة القبور وأن أحضر المحتضرين لأن ذلك يؤثر في فكري ويخرجني من حيز المتشاغلين بالعلم إلى مقام الفكر في الموت ولا أنتفع بنفسي مدة.

وفصل الخطاب في هذا أنه ينبغي أن يقاوم المرض بضده.

فمن كان قلبه قاسياً شديد القسوة وليس عنده من المراقبة ما يكفه عن الخطأ قاوم ذلك بذكر الموت ومحاضرة المحتضرين.

فأما من قلبه شديد الرقة فيكفيه ما به بل ينبغي له أن يتشاغل بما ينسيه ذلك لينتفع بعيشه وليفهم ما يفتي به.

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح ويسابق عائشة رضي الله عنها ويتلطف بنفسه فمن سار سيرته عليه الصلاة والسلام فهم من مضمونها ما قلته من ضرورة التلطف بالنفس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير