تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مَجِيْد.< o:p>

فهذا هو الدرس الأول من دروس مدرسة الحياة ونشرح فيها كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي- رحمه الله تعالى- وهو يوافق السادس من شهر رمضان لسنة ألف وأربعمائة وثلاثين من هجرة خير من وطئ الحصى وقد اخترت خاطرة ماتعةً لا يفقهها إلا صاحب ذوق وليس هذا كلامي إنما هو كلام مصنفهما بن الجوزي- رحمه الله تعالي- من كان له ذوق< o:p>

الْمَقْصُوْدُ بِالْذَّوْقِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْفُنُوْنِ: جودة الفهم، وهذا هو المقصود بكلمة الذوق عندما يطلقها كل أصحاب الفنون سواء كان في علم السلوك، حتى الصوفية مثلًا يسمون الذوق هو الوجد، أن تفهم عنه فهمًا صحيحًا، وأصحاب علوم الآلات كعلوم الفقه والحديث والتفسير يسمون هذا أيضًا كلما ارتقى المرء في باب الفهم وجودته يسمونه صاحب ذوق.< o:p>

الْمَقْصُوْدُ بِالْذَّوْقِ فِيْ عِلْمِ الْحَدِيْثِ:وهذا يتجلى عندنا أكثر في علم الحديث، كلما استتمت ملكة المرء تكلم بكلام يراه المبتدئ في الفن تناقضًا، لكن إذا علا ذوقه علم أنه كان ناقص الفهم.وهذه الخاطرة اخترتها بعناية أن تكون في مطلع شهر رمضان وأرجوأن ينتفع بها العالم والجاهل وطالب العلم وغيره، لأن طالب العلم أو العالم مهما علا في منصبه فإنه يحتاج دائمًا تذكير غيره له، وكلما سُدد المرء في الفهم تلقى كلام غيره بأذن مشتاقةٍ لا بأذنٍ ناقدة ,أحيانًا يدخل بعض طلبة العلم وأنا كنت متلبسًا بذلك قبل هذا، أدخل في أي خطبة الجمعة وأسمع الخطيب بأذن ناقدة، ممكن أقول أنه ليس جيد ولم يعرف أن يأتي بها، لو أنا كنت أتيت بها صح، لو أنا كنت وضعت الدليل الفلاني الذي فاته مثلًا، وأخرج من الخطبة وأقول هذا الإمام ضعيف المستوى، لماذا ضعيف المستوى لأنني سمعته بأذنٍ ناقدة، فلما وقعت لي واقعة وسأحكيها للعبرة، وأسأل الله ألا يجعلنا عبرة بل يجعل لنا عبرة، لكن أنا اعتبرت بهذه العبرة، وحكيتها مرة فيما تقدم من الزمان.< o:p>

يَسْرُد الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه قِصَّة حدثْت لَه مَع أَحَد الْأَشْخَاص وَالْعِبْرَة مِنْهَا: كان هناك رجل طيب ليس غزير المعلومات، وهذا ليس نقد، وهذه هي الحقيقة ليس غزير المعلومات، وكان يطرق مساجد الجمعية الشرعية وهو من بلدي، من عندنا من كفرالشيخ، وعندما يلقاني يقول لي الفهرس الخاص بخطبه، ماذا قال فيما مضى وماذا سيقول، فإذا أنا التقيت به على الأقل أحاول أنزع منه نزعًا رفيقًا لأنني ليس لدي وقت ولا أستطيع أبدًا لأنه متوالي الكلام، أريده أن يأخذ نفسه لكي أقول له السلام عليكم وهو لا يأخذ نفسه، دائمًا كلامه متتابع ,فكنت أكره أن ألقاه، كلما أذهب لمسجد لأصلي الجمعة ولم يكن عندي جمعه لابد أن يقابلني، فذهبت مرةٍ إلى مسجد نكرة جدًا تحت عمارة وقلت يستحيل أن يأتي هذا الرجل فيه، المهم سبحان الله على ناصية الشارع التقطني، فتمثلت بقول الجماعة العوام الذي يخاف من العفريت يطلع له، فقلت أنا اليوم لن انتهي، المهم قال لي أنا خطبت الجمعة وتكلمت عن قصة إبراهيم عليه السلام، وإسماعيل عليه السلام، قصة الذبح وغير ذلك ,ثم قلت:?فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ? (الصافات:103 - 105)، ثم وقف هذه الوقفة جعلتني أعمل حوالي خمسة أو ست خطب، وهو لم يكن يقصد أن يقف قد صدقت، ثم جعل يقول وأنا انشغلت عن كلامه تمامًا واستغرقت في المعني الذي أُلقي في قلبي، هذه الوقفة.< o:p>

أَهَمِّيَّةِ الْوَقْفِ وَالابْتِدَاءً فِيْ تِلَاوَةِ الْقُرْءَانَ: ومسألة الوقف والابتداء هذا فن كبير، لما يقرأ المقرئ أعرف إذا كان فاقهًا أم غير فاقه بمسألة الوقف والابتداء.مثلًا أحد القراء المشهورين قال وهو يقرأ في الحفلة وأنت تعرف الذين يسمعون هؤلاء صم، هو أهم حاجة الرجل كيف سيختم لكي يقولون الله الله يا مولانا، ولا يعرف هو لماذا يقعد؟ قاعد?وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ? (الزمر:71) قاعد، قاعد، أم ?وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا? (الزمر:73)، ليس عنده فكرة بما يقرأه القارئ، المهم هو يريده أن يقرأ ويقف ليهلل.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير