(فهذه لأولئك – أي أهل الفرقان لأهل الجاهلية، وأما التي في النساء الرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم).< o:p>
إذن عندما يقول ابن عباس: (وهي آخر ما نزل، أي في شأن قتل المؤمن، وليس هي آخر ما نزل بإطلاق)، فيأتي هذا المغبون الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي، ويقول هناك تعارض!! ما بين الآية الأولى التي ليس في البخاري أصلا وما بين الآية الثانية التي لا يفهمها ولا يعرفها حتى بدلالة كلمة (وما نسخها شيء)، كانت هذه المفروض تنبهه، لكن الرجل ليس له أي علاقة بكتب السنة ولا بكتب أهل العلم يطلع يقول هذا الكلام.هذه كانت جزء من الاعتراضات التي اعترض بها الرجل على الإمام البخاري رحمة الله عليه لأنه لا يفهم القصة كيف تسير.< o:p>
نعود أخيراً إلى قصة البقرة لأنني الحقيقة أخذتها سريعاً وهي:أنه يقول أن البقرة تكلمت على عهد النبي ? وأنا أوضحت في الحلقة الماضية أن الإمام البخاري ذكر هذا الحديث في ثلاث مواضع من الصحيح ولكن لم أذكر المواضع. < o:p>
الْمَوَاضِع الَّتِي ذَكَر فِيْهَا الْبُخَارِي قِصَّة الْبَقَرَة: الموضع الأول: ذكره في كتاب الأنبياء في ذكر بني إسرائيل مما يدل على أن القصة وقعت في بني إسرائيل. < o:p>
الموضع الثاني: رواه في مناقب أبي بكر لماذا؟ لأنه النبي ? قال: "بَيْنَمَا رَجُل يَسُوْق بَقَرَة إِذ رَكِبَهَا فَالْتَفَتَت إِلَيْه وَقَالَت: مَا لِهَذَا خَلَقْنَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْث، فَقَال الْنَّاس: سُبْحَان الْلَّه بَقَرَة تَتَكَلَّم! فَقَال الْنَّبِي ?: فَإِنِّي أُوْمِن بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْر وَعُمَر" فوضع بذلك الحديث في مناقب أبي بكر لماذا؟ يريد أن يقول: إذا كنتم تعجبتم من هذا فلو أن أبا بكر سمع هذا لما عجب ولصدق، فهذا إشارة إلى قوة إيمانه وتصديقه إذ أنه لن يعجب إذا سمع مثل هذا من النبي ? مثلما عجب الناس فهو فوقهم في التصديق وفي الإيمان، ولذلك أبو بكر وعمر لم يكونا جالسين في هذه الجلسة وفي الرواية قال:" وما هما ثم،" أي لم يكونا موجودان في هذه الجلسة التي حكى فيها النبي ? هذا الحديث < o:p>
وروى نفس الحديث في مناقب عمر أيضا لأنه قال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر < o:p>
فواضح أن البقرة لم تتكلم في زمن النبي ?، وأبو بكر لم يراها ولا عمر رآها؟؟ فالرجل متسرع في القراءة، يتمنى أن يجد غلطة في البخاري لكي يطلع ويقول: نحن هنا!! وأنا بفهم وأستدرك على البخاري وهذا الكلام!! < o:p>
وكان يحكم الحلقة المحاوران، والمعترض وأحد شيوخ الأزهر وفي شاب من الدعاة الجدد واضح أنه عنده ثقافة أحسن من الشيخ الأزهري بكثير، ولكن يبدو أنه إما لصغر سنه لم يستطع أن يطرح الموضوع طرحاً صحيحاً، أو لأن المحاور لم يعطيه فرصة ليكمل. فماذا يقول له هذا الأخ:يقول له أن هناك ما يسمى برواية ودراية، فالبخاري كتابه أصح الكتب.< o:p>
وَمِمَّا اعْتَرَض بِه عَلَي صَحِيْح الْبُخَارِي أَن بِه سَبْع مَوَاضِع يَقُوْل فِيْه عَن فُلَان: فقام هذا المعترض المغبون قال له: أصح إيه؟ إذا كان البخاري فيه سبع مواضع يقول فيه عن فلان (ف ل أ ن) هو هكذا تهجاها له وتقولوا لي أصح كتاب!! طبعا هو يريد أن يقول من (ف ل أ ن) هذه، يريد أن يقول أن (ف ل أ ن) يعني مجهول والمجهول معروف أن روايته لا تقبل، فيقول: أن البخاري فيه سبعة مواضع – وطبعا لا يوجد فيه سبعة مواضع ولا شيء ولكن فيه أقل من ذلك طبعا – ولكن أنا أتيت لكم بموضع واحد لكي أظهر لك الفضيحة التي وقع فيها هذا المغبون: < o:p>
الْمَوْضِع الَّذِي رَد بِه الْشَّيْخ إِسْنَاد فِيْه (عَن فُلَان) فِي الْبُخَارِي عَلَي الْمُعْتَرِض: وأظهر لك كيف يتصرف البخاري في هذا الموضوع وهل فلان هذا مجهول؟ أم لا وطبعاً خبر المجهول غير مقبول لأن الأصل في الراوي العدالة والضبط، العدالة تتعلق بالديانة والضبط يتعلق بالذاكرة، فلابد للراوي أن يكون ديناً خيراً وفي نفس الوقت لابد أن يكون حافظاً متقناً، فلو البخاري فيه فلان على رسم الجهالة كان يبقى لهذا المعترض حق، ولكن هل البخاري فعلاً فيه فلان وهو مجهول لا يعرف؟ < o:p>
¥