تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و لا تختص ليلة القدر بليلة معينة في جميع الأعوام قال ابن حجر في فتح الباري: (أرجح الأقوال أنها في وتر من العشر الأخير وأنها تنتقل)

وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (التمسوها في العشر الأواخر من الوتر)

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى) وبنحو هذا قال مالك والثوري وأحمد وإسحاق وأبي ثور وغيرهم

وتنبه أخي المسلم إلى كلام حبر الأمة شيخ الإسلام رحمه الله وهو يؤكد على الاجتهاد في العشر الأواخر جميعا في الأشفاع والأوتار يقول رحمه الله (ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان وتكون في الوتر منها لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لتاسعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى)

فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يوما يكون ذلك ليالي الأشفاع وتكون ليلة الثاني والعشرين تاسعة تبقى وليلة الرابع والعشرين سابعة تبقى وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ بالماضي

وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعا كما قال النبي (تحروها في العشر الأواخر .. ) الخ كلامه رحمه الله

ويقول الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في كلامه حول مبحث: هل ليلة القدر في ليلة واحدة في كل عام أو تنتقل؟

قال رحمه الله (في هذا خلاف بين العلماء والصحيح أنها تنتقل فتكون عاما ليلة إحدى وعشرين وعاما ليلة تسع وعشرين وعاما ليلة خمس وعشرين وهكذا لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول .. انتهي من كتاب الشرح الممتع

وتأكيدا لما ذكره الشيخ رحمه الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم أدركها في عام من الأعوام ليلة إحدى وعشرين كما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عندما أخبرهم أنه أريها وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان كان معتكفا صلى الله عليه وسلم فأمطرت السماء فوكف المسجد أي سال الماء من سقفه وكان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم على عريش فصلى الفجر بأصحابه ثم سجد على الأرض قال أنس: فرأيت أثر الماء والطين على جبهته صلى الله عليه وسلم فتبين بهذا أنها كانت في ذلك العام ليلة إحدى وعشرين

وأيضا في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن أنيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركها ليلة ثلاث وعشرين وأرشد عبدالله بن أنيس بتحريها ليلة ثلاث وعشرين كما روى ابن حزيمة وأبو داوود واللفظة عن عبدالله بن أنيس قال: قلت يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد الله فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد (يعني مسجده صلى الله عليه وسلم) فقال: انزل ليلة ثلاث وعشرين قيل لابنه كيف كان أبوك يصنع قال: كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلي الصبح فإذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس عليها ولحق بباديته

وقد جاء أيضا تحريها ليلة سبع وعشرين كما في حديث ابن عمر في مسند الإمام أحمد يقول صلى الله عليه وسلم (تحروا ليلة القدر فمن كان متحريها فليتحرها في ليلة سبع وعشرين) وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني رحمه الله

وعن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التمسوا ليلة القدر في سبع وعشرين رواه الطبراني في الكبير صحيح الجامع

وقد جاء الحث بتحريها ليلة تسع وعشرين كما في قوله صلى الله عليه وسلم (ليلة القدر ليلة السابعة أو التاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى) رواه أحمد والبزار وقال الألباني رحمه الله إسناد حسن

وقد جاء أيضا الحث على تحريها في آخر ليلة من رمضان كما في قوله صلى الله عليه وسلم (التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة من رمضان) رواه ابن خزيمة في صحيحه وصححه الألباني رحمه الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير