الضياء أو الضوء هو ذلك الجزء المرئي من الطاقة الكهرومغناطيسية والتي تتكون من مجموعة من الفوتونات تختلف فيما بينها من ناحية طولها الموجي و معدل ترددها.
إن الطيف المرئي من مجموعة أطياف الطاقة الكهرومغناطيسية المنطلقة من الشمس هو ما يعبر عنه بضوء الشمس.
ولذا فإن الضوء عبارة عن تيار من الفوتونات المنطلقة من جسم مشتعل , متوقد بذاته سواء كان ذلك بفعل عملية الاندماج النووي كما هو الحال في الشمس ونجوم السماء الأخرى, أو من جسم مادي تستثار فيه الإليكترونات من خلال عملية التسخين الكهربائي أو الحراري.
إن ضوء الشمس عند مروره في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي للأرض يتعرض إلى العديد من عمليات الامتصاص والتشتت والانعكاس فيظهر بهذا اللون المعروف.
من ناحية أخرى, فإن ضوء الشمس يتعرض أيضا إلى العديد من عمليات التشتت والانعكاس عندما يسقط على سطح القمر , وكما معلوم فإن القمر جسم معتم لا ضوء له ولكن له القدرة على عكس أشعة الشمس فيبدو منيرا.
فالضوء هو ذلك الصادر من جسم مشتعل , مضيء بذاته , أما النور فهو الأشعة المنعكسة من جسم معتم يتلقي أشعة الضوء فيعكسها نورا.
من هنا يتضح الفرق الدقيق بين ضوء الشمس ونور القمر , ولعله اتضح سر الإعجاز اللغوي القرآني في استخدام هاتين المفردتين في الآيات الكريمة المشار إليها سابقا.
تأملوا أيضا هذه الآية الشريفة:
" قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون " - سورة القصص:71
تأملوا الاستخدام القرآني الدقيق لمفردة ضياء في هذا المورد أيضا للدلالة على الضوء المنبعث من جسم مشتعل, ولم يستخدم القرآن الكريم مفردة نور, بل استخدام المفردة ضياء التي تعطي وصفا دقيقا للصورة التي يود القرآن الكريم إيصالها إلى القارىء والمستمع.
وتأملوا هذه الأية القرآنية الشريفة من سورة البقرة:
يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم, إن الله على كل شيء قدير " - البقرة: 20
تأملوا الاختيار الدقيق لكلمة " أضاء" في هذا المورد, إشارة إلى الضوء الصادر عن البرق, وكما معلوم فإن سبب حدوث الضوء في حالات معروف من ناحية فيزيائية, فالضوء هنا ذاتي المنشأ, وليس انعكاسا على جسم آخر.
أتمنى أن أكون قد وفقت لإيضاح الفرق.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 03:41 ص]ـ
أبا طالب
جزيت خيرا على هذه الدرر الفريدة
نسأل الله لك التوفيق والسداد
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 11:17 ص]ـ
الأخ العزيز أبو سارة:
أسعدني حضوركم.
أشكر لكم كلماتكم.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 11:24 ص]ـ
من الأخطاء الشائعة قول بعضهم:
لقد أديت الدور بدون تقصير.
الصواب هو:
لقد أديت الدور دون تقصير.
ومعنى كلمة " دون" هنا هو " من غير", ولا تحتاج إلى سبقها بحرف الباء.
لا يوجد شاهد واحد من القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو كلام العرب المحتج به, يستخدم كلمة " دون" مسبوقة بحرف الباء, ولذا فإن إلصاق الباء بها, خطأ لغوي شائع.
إن " دون" تأتي منصوبة على الظرفية , أو مجرورة بحرف الجر " من".
إن دخول حرف الباء على الكلمة " دون" غير صحيح.
سأورد بعض الأمثلة على اقترانها بحرف الجر " من":
" وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب" - هود: 20
" ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" - هود: 113
" ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا" - الكهف: 43
" إف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون " - الأنبياء: 67
" إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم " - الأنبياء: 98
" ولهم أعمال من ذون ذلك هم لها عاملون" - المؤمنون -63
ومن الأمثلة على مجيء" دون" غير مسبوقة بحرف الجر" من":
" ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر" - السجدة:21
" " أئفكا آلهة دون الله تريدون"- الصافات: 86
" " وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون" - الطور 47
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[15 - 09 - 2005, 03:29 ص]ـ
من الأخطاء اللغوية الشائعة استخدام الكلمة " سيما" غير مسبوقة بالحرف " لا" , والصواب هو مجيئها:
ولا سيما
لا سيما
يقول بعض الناس:
أحب أصدقائي سيما علي وأحمد.
الصواب هو:
أحب أصدقائي ولا سيما علي وأحمد.
تتركب " ولا سيما" من الواو الحالية أو الاعتراضية و " لا" النافية للجنس" و " سي " بمعنى مثل, و " ما" الزائدة, أو الموصولة, أو النكرة الموصوفة بالجملة.
تأتي " لا سيما" للدلالة على أن شيئين مشتركين في أمر واحد, وأن مابعدها أكثر قدرا مما قبلها, أي أنها تفيد تفضيل ما بعدها على ما قبلها في الحكم المشترك.
فعندما نقول:
أحب مطالعة الكتب, ولاسيما العرفانية.
أي أن حبي لمطالعة الكتب العرفانية يفضل حبي لغيرها من الكتب.
يقول أمرؤ القيس:
ألا رب يوم صالح لك منهما
ولا سيما يوم بدارة جلجل
قال السيوطي في همع الهوامع:
لا يحذف "لا" من " لا سيما" , لأنه لم يسمع إلا في كلام المولدين, كقول الشاعر:
سيما من حالت الأحـ
ـراس من دون مناه
¥