تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي بعض الأوساط المتفرنجة شاعت كلمة Excuse Me

بدلا من عفوا

و Please عند قولهم (إذا سمحت)

Relax عندما يريدون معنى الاسترخاء

وفي الأوساط النسائية وحتى العامية منها شاعت كلمة

Large لكبير، و Small لصغير .... والسلسلة طويلة لا يدركها حصر.

واللغة أي لغة لا تعيش بالآمال والنوايا الحسنة، بل لابد من استعمالها في كتابتنا وأحاديثنا في نوادينا؛ حتى تألفها الناس وتستعملها، فيتراجع اللفظ الأجنبي عن الصدارة.

- تعقد في وطننا العربي العديد من المؤتمرات العلمية تتصدرها التسمية بالمؤتمر العربي ... لكن حالها لا يسر، فلغتها الإنجليزية أو الفرنسية أو كلاهما، في حين أنه لا مكان للعربية فيها! مع أن المؤتمرين من العرب ويعالجون قضايا تهم الأمة العربية. ومن المضحك المبكي في هذه المؤتمرات أن هؤلاء العلماء العرب لا يستطيعون التفاهم فيما بينهم حول القضايا العلمية المطروحة، إذ أن بعضهم يتكلم الإنجليزية، والآخر الفرنسية. لهذا فإنه ليس من أهدافنا لدراسة اللغات الأجنبية ترسيخ هذا التصرف المعوج، بإحلال اللغات الأجنبية محل العربية بأي حجة كانت. وعلى الباحثين بذل جهودهم بالتعاون مع المجامع اللغوية لتعريب مواد تخصصهم. لتكون العربية لغة المنتديات العلمية والمؤتمرات.

- تشهد ساحة الدعوة الإسلامية نشاطا يبشر بالخير سواء كان ذلك داخل الوطن العربي أو خارجه. وقد سلكت الدعوة في الداخل منهجا في التوجيه والإرشاد يعتمد على مخاطبة الأفراد والجماعات ذي اللغات المختلفة بلغاتها الأصلية. والهدف - بلا شك - نبيل وخير في توجهاته وطموحاته، إذ هو يريد إيصال صوت الحق لتلك المجاميع البشرية ممن لا تعرف العربية، إلا أننا نرى وجوب إلقاء هذه الدروس بالعربية، لجملة من الأسباب أبرزها: أن أغلب هذه العمالة التي توجه لها هذه الدروس مسلمة فليست العربية وأساليبها غريبة عليها إذ هي تقرأ القرآن الكريم، وتؤدي الصلوات الخمس. فلديها ألفة للألفاظ العربية، ودلالاتها الدينية بالذات؛ مما يكون بيئة خصبة لتعلم العربية ومعرفة الإسلام عن طريقها. وثاني الملحوظات، أن هذه العمالة تعيش بين أظهرنا، فبإمكانها أن تتعلم العربية التي تستطيع معها معرفة أساسيات الدين وتوجيهاته عن طريق اختلاطها بالمتحدثين بالعربية وحضور الدروس التي تلقى بها. ويمكن تقوية هذا الجانب عن طريق عقد دورات في اللغة العربية تزيد من قدرات هذه العمالة في فهم ما يلقى من دروس. خاصة وأنها في الغالب حريصة على تعلم العربية، لغة دينها. وثالث الملحوظات: أن العربية قد حملت الإسلام وكتابه من جزيرة العرب إلى أصقاع الدنيا المختلفة طوال القرون الماضية، وعرف المسلمون طوال تلك القرون دينهم عن طريق العربية، ولم تقف حاجزا عن دخولهم في دين الله أفواجا. أما الذين عرفوا الإسلام عن طريق لغات أخرى فقد عرفه كثير منهم مشوها، وكثيرا ما غابت عنهم حقائق مهمة بسبب اعتمادهم على ترجمات، مهما بلغت في علوها، لا ترقى للنصوص الأصلية لمصادر الدين وتشريعاته.

- وصل التقهقر الفكري والثقافي عند بعض أبناء الأمة درجة تنبئ عن أن الخطر ليس على الأسوار، بل أصبح في وسط المعاقل، إذ نجد أن لغة الاجتماعات التي تعقد في بعض المؤسسات الكبرى العامة وأشباهها هي اللغة الإنجليزية، بحجة أن المجتمعين أو بعضهم، ممن تلقوا تعليمهم العالي في دولة أجنبية، لهذا فهم لا يستطيعون التحدث بالعربية، أو إدارة الحوار بها فيما بينهم. وهذا الصنف من الأفراد الذين فرضوا انحرافهم الفكري على المؤسسات التي يعملون بها، يجب إعادة النظر فيهم، فإذا كانوا صادقين في عجزهم عن الحديث بلغتهم، فهذا دلالة على عجز ذاتي يخصهم أنفسهم، يرجع إلى خلل خطير في تكوينهم الثقافي، فيجب عليهم تداركه وإعادة النظر في ثقافتهم العربية، ثم المسارعة إلى تصحيح مسار حياتهم، لينضموا إلى مسيرة التطوير الواعية، التي لا يمكنها الانفكاك عن أبرز مقومات هويتنا، المتمثل في اللغة العربية وعاء فكرنا وحضارتنا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير