تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- أن نتأثر بتوجهات الغرب وفلسفاتهم في الحياة، بل وفي نظرتهم إلى الكون والجياة، وهي نظرة قاصرة، إن لم تتعارض في كثير من الأحيان مع ديننا ومعتقداتنا.

- أن لا نتعلم اللغات الأجنبية لنصبح أبواقا للغرب نبث فكرهم ونشيد بتوجهاتهم، ومن ثم نؤيدهم في كل خطوة يخطونها في السياسة والفكر، فنصبح في تبعية ممقوتة مزرية

- أن لا نتعلم لغة أجنبية فنصبح تابعين روحيا وفكريا لأصحاب تلك اللغة نقربهم في مجالات العمل في بلادنا ونحابيهم على حساب أبناء أمتنا، فنصبح أبواقا لهم ولأطماعم نأتمر بأمرهم ونأمر من تحت أيدينا بما يرضيهم فنكون سياطا مرفوعة في أيديهم على أبناء وطننا.

مما يترتب على ذلك كله أن تفتح مراكزنا العلمية وجامعاتنا لذلك الأجنبي في حين أنها توصد أمام المواطن العربي بشتى الحجج الواهية، ولا ينفي هذا الأمر أن المواطن يعمل رئيسا لذلك المركز أو تلك الإدارة فما يكون هذا في الغالب إلا وقد أفرغ من هويته وأصبح ولاءه الروحي والفكري لهؤلاء الأجانب يسير في فلكم ويبحث عن رضاهم إما حبا لهم أو مجاراة لهم بحجة تقدمهم العلمي.

- أن لا نتعلم اللغة الأجنبية لنكتب بها شيئا من الأعمال الأدبية التي قد تلاقي قبولا في الغرب لتصويرها بيئات وعادات شرقية، يرى فيها الغربي طرافة ومتعة واختلافا لما عهده في الأعمال الأدبية لديه. فنفاخر بها ونزعم أننا بها نعلي من شأن الأمة العربية، فهذا من خطل القول وقصر النظر، فالأدب بالذات يتبع اللغة التي كتب بها فيسير على منهاجها وأساليبها في القول ويتنفس من هوائها.

أما الفكر الذي نشر في ذاك الأدب فإنه مهما بلغت نواياه الحسنة فما هو إلا رافد ذو مذاق متميز لتلك اللغة التي نشر بها. والأدب الأمريكي خير دليل على ذلك فهو يمثل أصولا مختلفة وأعراقا متمايزة في عاداتها وأديانها، ورغم هذا الاختلاف والتميز بين الأدباء الذين يحملون الجنسية الأمريكية إلا أنهم كتبوا أدبهم باللغة الإنجليزية، وعد أدبا أمريكيا، ولم يقل أحد من الدارسين إنه أدب صيني أو ياباني أو إسباني .... على الرغم من أنه يجمل كثيرا من ملامح تلك البيئات التي نشأ فيها الأديب.

- أن لا يكون الهدف من تعلمنا للغات الأجنبية قراءة أدلة تشغيل الآلات المصنعة في تلك البلاد أو معرفة الخصائص التقنية للمنتجات الحضارية. فهذا هدف غير مشروع لأنه يجب على جهات الاختصاص في الوطن العربي فرض وضع أدلة التشغيل والخصائص الفنية للآلات باللغة العربية، فنحن قد استوردنا هذه الآلات بأموالنا، ولم توهب لنا، فمن حقنا أن نطلع على كيفية أدائها بلغتنا. وليس مطلبنا هذا تجنيا، أو تجاوزا على أبسط الحقوق والأعراف التجارية، فأمامي الآن دليل لأحدىالآلات كتب بعشر لغات، ليس من بينها العربية، مع أن الناطقين بإحدى اللغات التي كتب بها هذا الدليل لا يزيد عن مليوني فرد، كما تقوله إحصائيات تلك الدولة.

ومن خلال استعراضنا لأهم الأهداف المشروعة لتعلم اللغات الأجنبية وأبرز المحاذير التي يجب علينا الحذر من الوقوع فيها، يتبين لنا دور اللغات الأجنبية في حياتنا، وهو دور محدود ينحصر في كونها وسيلة لنقل ما عند الغرب إلى لساننا لا أن نستبدل اللغات الأجنبية بلغتنا العربية، ولعل ما ذكرنا من أهداف ومحاذير يجعلنا نحذر من الخلط بين الداء والدواء فنفرق بين ما يعلي من شأننا وما يهوي بنا إلى الحضيض.

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 02:44 م]ـ

اللغة كانت وما زالت

وسيلة تواصل

فتعلم اللغات الأجنبية ليس أمراً مبتدعاً

وإنّما تحتمه أحياناً الحاجة للتواصل

ومتى ما أخذنا بالقيود التي ذكرتها أستاذتنا الفاضلة

فلا ضير علينا بعد ذلك في تعلم الأجنبي للتواصل

التواصل الفكري أو الإنساني بشكل عام

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير