تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعاً: ورصد الزمخشري مواطن استعمال هذه الأصوات وكثرتها، بحسب الجاري على ألسنة العرب في تكاثر بعض الحروف دون بعض، وعرض لفائدة التكرار في جملة منها، وتناول مسألة تفريقها على السور دون جمعها في أول القرآن، وكأنه يشير إلى الحكمة المتوخاة من كل جانب فقال: «ومما يدل على أنه تعمد بالذكر من حروف المعجم أكثرها وقوعاً في تراكيب الكلم: أن الألف واللام لما تكاثر وقوعهما فيها جاءتا في معظم هذه الفواتح مكررتين، وهي: فواتح سورة البقرة، وآل عمران، والروم، والعنكبوت، ولقمان، والسجدة، والأعراف، والرعد، ويونس، وإبراهيم، وهود، ويوسف، والحجر. فإن قلت: فهلا عدّدت بأجمعها في أول القرآن، وما لها جاءت مفرقة على السور؟ قلت: لأن إعادة التنبيه على أن المتحدى به مؤلف منها لا غير، وتجديده في غير موضع واحد، أوصل إلى الغرض، وأقوله في الأسماع والقلوب، من أن يفرد ذكره مرة، وكذلك مذهب كل تكرير جاء في القرآن فمطلوب به تمكين المكرر في النفوس


(1) الزمخشري، الكشاف: 1|103.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير