يَعْلُوْ عَلَىْ ثَغْرِ الزَّمَاْنِ نَشِيْدُهَاْ = فِي الْخَاْفِقَيْنِ مَدَى الزَّمَاْنِِ يُعَاْدُ
وَشَدَتْ بِهِ الأَطْيَاْرُ فَوْقَ غُصُوْنِهَاْ = فَاهْتَزَّ غُصْنٌ مُثْمِرٌ مَيَّاْدُ
وَشَدَتْ بِأَطْرَاْفِ الرَّمَاْدِيْ [76] عُصْبَةٌ = عَرَبِيَّةٌ فَتَرَاْجَعَ الأَنْكَاْدُ [77]
هَجَمَتْ فَوَلاْهَا الْجُنَاْةُ [78] ظُهُوْرَهُمْ = فَلِجَيْشِهِمْ بَعْدَ النَّفَاْقِ [79] كَسَاْدُ
فَجُيُوْشُهُمْ صَرْعَىْ عَلَيْهَاْ ذِلَّةٌ = وَحَدِيْدُهُمْ فِي الرَّاْفِدَيْنِ رَمَاْدُ
غَرِقُوْا بِأَوْحَاْلِ الْعِرَاْقِ، وَأَكَّدُوْا = أَنَّ الْحُرُوْبَ لِضِدِّهِمْ أَعْيَاْدُ
وَتَأَكَّدُوْا أَنَّ الْعِرَاْقَ مُجَاْهِدٌ = وَمُكَاْفِحٌ وَمُنَاْضِلٌ صَدَّاْدُ
صَدَّ الْغُزَاْةَ، وَلَمْ يَزَلْ تَاْرِيْخُهُ = عَلَماً، وَأَبْطَاْلُ الْعِرَاْقِ أَجَاْدُوْا
نَهَضُوْا لِصَدِّ الطَّاْمِعِيْنَ، وَكَرَّرُوْا: = بِالرُّوْحِ نَفْدِي الدِّيْنَ، يَاْ بَغْدَاْدُ!!
...
هذه القصيدة من البحر الكامل: مُتَفَاْعِلُنْ متفاعلن متفاعلن، ومن جوازاته: مُتْفَاْعِلُنْ.
...
الهوامش
[1]- سَوادُ العراق: ما حَوالَي الكوفةِ من القُرَى والرَّساتيقِ، وقد يقال: كُورةُ كذا وكذا، وسوادُها إِلى ما حَوالَيْ قَصَبَتِها وفُسْطاطِها من قُراها ورَساتيقِها. وسوادُ الكوفةِ والبَصْرَة: قُراهُما. والسَّوادُ والأَسْوِداتُ والأَساوِدُ: جَماعةٌ من الناس, وقيل: هُم الضُّروبُ المتفرِّقُون. والسواد: جماعةُ النخلِ والشجرِ لِخُضْرَته واسْوِدادِه; وقيل: إِنما ذلك لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ. وسوادُ كلِّ شيءٍ: كُورَةُ ما حولَ القُرَى والرَّساتيق. والسُّوَيْداءُ: الاسْت. والسَّواد: نقيضُ البياض ; سَوِدَ و سَادَ و اسودَّ اسْوِداداً و اسْوادّ اسْوِيداداً، ويجوز في الشعر: اسْوَأَدَّ , تحرك الأَلف لئلاَّ يجمع بين ساكنين; وهو أَسودُ والجمع: سُودٌ و سُودانٌ. وسَوَّده: جعله أَسودَ, والأَمر منه: اسْوادَدْ، وإِن شئت أَدغمْتَ, وتصغيرُ الأَسود: أُسَيِّدٌ، وإِن شئت: أُسَيْوِدٌ أَي: قد قارب السَّوادَ, والنسْبَةُ إِليه: أُسَيْدِيٌّ بحذف الياء المتحركة, وتَصغير الترخيم: سُوَيْدٌ. والأَساود: الحيات السامّة.
[2]- نفَثهُ من فيهِ ينفُثهُ وينفِثهُ نَفْثًا رمى بهِ، ونَفَثَ: نفخ مع ريق وبزق أو بزق ولا ريق معهُ، أو هو كالنفخ وأقلُّ من التَفْل، ونَفَثَ الراقي في العقدة. أو نَفَثَ عليهِ عند الرقية. وهو البصاق اليسير. فهو: نافث ونفَّاث، والمرأَة: نافثة ونفَّاثة. ومنهُ في سورة الفَلَق قوله تعالى: " وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ " أي: من شرّ السواحر من النساءِ، يعقدنَ عقدًا في خيوطٍ، وينفثنَ عليها. أو من شرّ النفوس. ونفَثت الحيَّة السمَّ: نكزت.
[3]- وأَد بنتهُ يئِدها وَأْدًا: دفنها حيَّةً. فهي وَئِيْدٌ ووَئِيْدَة ومَوْؤُوْدَة. وكانوا يفعلون ذلك في الجاهليَّة في الجدب. ويقال: وأَدَها الوائدُ يَئِدُها وأْداً , فهو وائدٌ وهي موءُودةٌ و وئيدٌ، ووائد: اسم فاعل، ووآد صيغ من صيغ مبالغة اسم الفاعل على وزن: فعَّال.
[4]- خَسَأ يَخْسَأ خَسْئاً وخسُوءاً: خَسَأ البَصرُ: كَلَّ وأَعْيا. خَسَأ الكلبُ وغَيْرُه: بَعُد وذَلَّ. و اِخْسَأ عنِّي، أي: ابْتعدْ وتَنَحَّ مِنْ وجْهي. وخَسَأ الكلْبَ وغيرَه: طرده وأبْعده.
[5]- جاؤوا قَضَّهم بقَضِيضِهم أَي بأَجْمَعهم، وكذلك: جاؤوا قَضَّهم وقَضِيضَهم أَي: بجمْعهم, لم يدَعُوا وراءهم شيئاً ولا أَحَداً, وهو اسم منصوب موضوع موضع المصدر كأَنه قال: جاؤوا انْقِضاضاً، وهو من المَصادِر الموْضُوعةِ موضِع الأَحْوالِ, ومن العرب مَن يُجْرِيه مُجْرى كلِّهم. وجاء القومُ بقَضِّهم وقَضِيضِهم; وفي الحديث: يؤْتى بقَضِّها وقِضِّها وقَضِيضِها. وقولهم جاء بالقَضِّ والقَضِيض, فالقَضُّ: الحَصى, و القَضِيضُ: ما تكسَّر منه ودَقَّ. وقيل: القَضُّ: الحصى، والقَضِيضُ: جمع، مثلُ: كَلْب وكَليب. وأَقَضَّ الرجلُ: تَتَبَّع مَداقَّ الأُمور والمَطامعَ الدَّنِيئةَ وأَسَفَّ على خِساسِها.
¥