تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الدكتور عثمان قدري مكانسي]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 03:17 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله لكم هذه البادرة الطيبة، وأرجو أن تقبلوني مشاركاً في مسابقتكم هذه بقصيدة كتبتها منذ أكثر من عشر سنوات، وأنشرها للمرة الأولى في النت.

ضعف وتبعيّة

انعقد مجلس آباء الطلاب في ثانوية دبي في أحد أعوام تسعينات القرن الماضي، وبحث أولياء الأمور والمدرسون بعض الوسائل لمعالجة قصور الطلاب في موادّهم الدراسية.

وكان أن اقترح أحد الآباء إنشاء نادٍ للغة الإنجليزية في المدرسة، وارتأى بعضهم إيجاد أنشطة لرفع مستوى التلاميذ في اللغة العربية، لكنّ ذلك الأب استهجن الاهتمام باللغة العربية مدّعياً أنها أصبحت عديمة الجدوى، وأن الزمن تخطّاها إلى الإنجليزية بصفتها لغة عالمية تستحق الاهتمام ... وكان نقاش ... وولدَتْ هذه الأبيات:

فوجئت بالقلب انقسمْ = والروح ِ ترجُفُ من ألمْ

والعين ِ تدمعُ من أسىً = والنفس ِ في طَوْر العدمْ

لمّا تشدّقَ ناطقٌ = ببليغ ِ آياتِ الحِكَمْ!!

إذ قال بالأمس القريـ = ب ِ مُجانباً حدَّ الفَهَمْ

إنّا نريدُ نوادياً = تشدو بأنغام العجَمْ

نبغي الحديثَ بلُكنة الـ = أغرابِ أصحابِ العَلَمْ

فيها الفوائدُ جَمَّةٌ = والعزُّ يأتي من أمَمْ!!

ثمَّ استفاضَ موضِّحاً = خيراتِ جَدْوى ما رَسَمْ!

********

نادَيْتُ: هل للساننا الـ = عربيِّ أيضاً منْ قِسَمْ؟

لغةِ الكتابِ بلاغة ً = فيها حَوَتْ أغلى القِيَمْ

سِحْرُ البيان ِ قديمُها = وجديدُها بحرٌ خِضَمّ

********

ردَّ الجهولُ بِنَبْرةٍ = توحي بفِكرٍ ذي سَقََمْ

دَعْني، فقد أودى بها = ما قد عَراها مِنْ قِدَمْ

كانتْ قديماً قلعة ً= وسياجُها الآنَ انهَدَمْ!

********

فأجبْتُه بطلاقة ٍ = متحَبِّباً، ثََبْتَ القَدَمْ

العيبُ فينا صاحبي = حينَ انْجَرَرْنا كالغَنَمْ

من غيرِ تفكيرٍ صحيـ = ح ٍ خلْفَ مبهور ٍ وَجَمْ

مما رأى في الغرب دو = نَ العلمِ ما بعدَ الأَكَمْ

لو كانَ يعْلمُ مَنْ همو = عَضَّ الأصابعَ منْ نَدَمْ

عاشوا بغيرِ محبَّةٍ = وعن التعاطُفِ في صَمَمْ

وشعارُهُمْ جمعُ المَنا = فِعِ إن بمدح ٍ أو بذ َمْ

إنسانُهُمْ بالمالِ والـ = إرهابِ شخصٌ محترمْ!

والحقُّ مُلْكٌ للقويّ = وإنْ تمادى أوْ ظَلَمْ

وحضارةُ الغربِ القُشو= رُ فهلْ ترى بعدُ الحُطَمْ؟

العيبُ فينا إذ ْ بدا = إنسانُُنا واهي الهِمَمْ

غثّ ُ المتاع ِ متاعُهُ = وعن المروءاتِ انفَطَمْ

وإذا بهِ بَيْنَ الأُمَمْ = واحسرتا، هَشّ ٌ قََزَمْ

الدكتور عثمان قدري مكانسي

ـ[عبد القاهر الجرجانى]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 04:43 م]ـ

جزاكى الله خيرا لما تحاولى من أثارت النزعه الشهريه وأتمنى من الله أن تؤتى أفضل ثمارها وليتنى أستطيع المشاركة وأقترح عقد مسابقه فى قضية الإعجاز فهى من الأهمية بمكان وفقكم الله للخير العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[محمد أنور]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 09:49 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

أشكر في البداية هذه المبادرة الطيبة التي أعلنتها الأخت معالي في أعضاء شبكة الفصيح. وهي مبادرة تنبئ بغيرة مشكورة على الشعر الأصيل الذي ناله اليوم من التسفيه ما ليس يخفى على كل متتبع. وكم سررت لما أن عاينت أسماء جديدة تكتب الشعر "العمودي" وتحتفي به في غير ما غضاضة أو إحساس بدونية زائفة.

لقد نظمت هذه القصيدة في سياق التصريحات الجارحة التي أدلى بها -يوما- متشاعر حداثي نرجسي في حق التراث الشعري العربي الأصيل. ويا ليت توقفت تصريحاته عند هذا الحد فقط، فقد زين له شيطانه الحداثي أن يشكك في كل ماضي أمتنا المجيد، وراح ينعي على الذوق الشعري الأصيل انخراطه السلبي في الدفاع عن قيم وأفكار وقضايا اعتبرها هذا المتشاعر الفاشل رجعية، ظلامية، إرهابية، وهلم شرا .... أما التفاصيل الأخرى لهذا المتشاعر فهي مما تنطق بها -وهي صادقة- بعض أبيات هذه القصيدة.

الغراب الضليل

وصحراء مشى فيها غراب=ضليلٌ هد هيكله انتحاب

قضى العتمات يهذي في جنون =وماء الغيظ يرشح، واللعاب

تمرغُ في دجاه، فلو رمته الـ = ـفلاة، لأشفقت منه الذئاب

يعقعق ملء جوفه عل طيرا=يجاوبه، وهيهات الجواب

فلم يخرس زعيقه غير صمت = وغبنٍ، ناله منه اكتئاب

ولحنٍ قد تسمعه انجذابا =وقد أنساه ما يشكو انجذاب

فلما أيقن الإعراض مني =وأيقن عفتي لا تستطاب

وأيقن أن ظمآن الفيافي = صداه ليس يرويه السراب

تشغر في زعيق نش أفق = به، فيه الشتائم والسباب

فأيقنت الذي قد قيل فيه ="مريض القلب" عناه اغتراب

تخطفت الحداثة لبه ثمـ .. = .. ـم ألقى في الضلال به استلاب

عليلا، ما انتهى نغم إليه = وزفته المواكب والركاب

طواه تحسر، وثناه حقد = وبات له على الأرض انكباب

* * *

ومن عجب تملكه غرور = ووهم، ينقضي منه العجاب

يظن العبقرية فيه حلت = ولا -عجبا! - يساوره ارتياب

وأفظع من جنون العقل وهم = مكين، في الحلوم له اعتصاب

فيزعم أنه في العلم أوعى =معارف لم يجمِّعها كتاب

وأين العلم في يم تهادى =قذاه وقد تقاذفه الصواب؟

ويزعم في الصداح بديع شدو=تخر له -إذا زعق- القباب

وليس، إذا أصخت له، بشدو =فإن الشدو لحن مستطاب

فيعند بالذي قد ضاق صدر = به: رأي يقضقضه اضطراب

يجادل في جموح، ليس يدري الـ = اللجاجة، دونما علم، تعاب!

ولا يدري، بأنه ليس يدري = تعاظم داؤه، جل المصاب

فرب مجادل من غير علم = إلى أم اللجاج له انتساب

تضرسه نيوب الحق مدمى = ورأيه، بالنجيع، له اختضاب

* * *

فيا من في الأعالي جبتَ أفقا= نثير الريش، تتبعك السحاب

شدوت فكان شدوك في الدياجي = نجوما صاغها لحن مذاب

إليك عن الضليل سموت عنه = فلا عذب لديه، ولا عِذاب

من الأنغام إلا عقعقاتٌ = يغلق من صداها الفج باب

ولحنٌ ناشز النبرات يذرى = كما يذرى بعاصفة تراب

فلا تعبأ بعقعقة نشاز = إذا الألحان كان لها انسياب

ولا تهبط إلى قفر، ودع عنـ = ـك دجنةَ واهم، في فيه ناب

معارٌ، لا به يسطيع شدوا = ولا عضا إذا اعترض "الصحاب"

إذا زعق الضليل وبات يهذي =فعذره أنه،حقا، غراب

فدعه لحاله ما صاح ليلا = كفاه زعيقه لا يستجاب!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير