نتيجة واحدة التي أيقنتها و يا ليتني ما ..................
إنه القطار الذي سيمر الآن فوق جسدي الممدد فوق قضبانه
نعم إنه القطار
أيقنت أنها نهايتي،
: يا عم ما اليوم باين من أوله،نفسي أعرف انت بتقاوح ليه من الصبح؟ بتستعبط و الا عامل نفسك أهبل؟ مش عارف يعني إن أخرتك النهاردة؟
سقطت رأسي مني
أغمضت عيني استسلام الذبيح
(أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله)
نعم انتهيت
لكن لا
قدري جمع في هذه اللحظة ثلة من الطامعين في رحمة الله
تنتشلتني ذراع قوية من مرقدي
تلقيني فوق الرصيف
ترتج الأرض تحتي مرتعدة لشراهة عجلات القطار الملتهمة للقضبان
ممدد على بطني مغمض العين فوق الرصيف
ظللت مترددا
هل أفتح عيني حتى أفيق من هذا الكابوس القابع على صدري
رويدا رويدا اختفى صوت قاتلي
رتقت المتبقي لدي من شجاعة متفتقة و فتحت عيني
نعم أنا حي،مازلت حيا
تحريت الدقة في تحسس ثنايا المتبقي من جسدي
حاولت جاهدا حتى استطعت الجلوس
انتبهت لوجود جموع غفيرة تلتف حولي، وقتها مر أمام ذاكرتي مشهد (الأراجوز) الذي كنا نلتف حوله أطفالا في (الزرقا)،
لفت انتباهي زخارف نعال الأحذية التي داستني منتشرة فوق ملابسي الممزقة وجدت حقيبتي المسكينة تحتضر جواري، لم يتبقى منها سوى المقبض ملتصق بما تبقى من جنبيها
تتوالى جموع المهنئين حولي
منهم من يتجاوب معي بكلمة،أو نظرة عطف، أو بجمع ما تشتت من أوراقي وفتات حقيبتي الفقيدة، أو بإحضار كوب ماء لأطفأ بها نار حزني، و كثيرا منهم المتسائلون خاصة من لم يسعد بمشاهدة الموقعة
ظللت هكذا لفترة
جاءني صوت عبد الوهاب من بعيد
(كل ده كان ليه)
سألت نفسي نفس السؤال: كل ده كان ليه
من هؤلاء المعتدى عليهم؟ و ما الجرم الذي ارتكبوه ليلاقوا كل هذا؟
ومن هؤلاء المعتدون؟ و لماذا يفعلون بهم كل هذا
و ما ذنبي أنا ليحدث لي كل هذا؟
هل هؤلاء متهربون من التذاكر؟
وما ذنبي أنا؟
فأنا معي تذكرة (أحطها ........ في ........ عين ......... لا مؤاخذة التخين)
ها ها
ضحكت لم أتمالك نفسي
ها ها ها ها ها ها هااااااااااااااي
تعالت ضحكاتي حتى استلقيت على قفاي
هع هع هع هع هع هع
عم الصمت من حولي
سمعت أحدهم يهمس
:معلش أصل الحادثة بعيد عنك لحست مخه
ـ[لؤلؤة البحر]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 02:46 م]ـ
ياللروعة!
أي قلم قلمك! وأي خيال خيالك!
جزاك الله خيرا جزاء ما أمتعتنا من بديع قلمك