يَدي في يدِ الشَّعْبيِّ مِنْ قَوْمِ عُسرةٍ ... نُعَلِّمُ قوم المستوى مَنْ هو الشَّعْبُ
أعيدُ بناءَ الكوخِ أشْتاقُ مِنجلي ... وأنصِبُ بيتَ الشَّعْر يشتاقُني الحَلْبُ
أردُّ إلى الأعمامِ بَهْماً وأنتحي ... رواقا مع الأترابِ أرجوحتي الطُّنْبُ
أسَيِّجُ جيراني بَراكينَ نَخْوَةٍ ... إذا هبَّني المُحْتاجُ، أطربني الهَبُّ
أنا البَدَوِيُّ المُرُّ عَيْبُ بَداوتي ... غِلابٌ متى غالَبْتُ ما عابَني الغُلْبُ
أنا ذلِكُ المَخْبورُ صَبُّ شَراسةٍ ... أنا العَوْسَجُ القُرّاصَةُ الحَنْظَلُ الصّرْبُ
تُسربلُني الأخْطارُ لوْثةَ حاقِدٍ ... فأنْسَلُّ مِنْ حِقدي، يُسَرْبلني التَّوْبُ
تَمادَيْتُ في الإصْرار صَوْبَ عَدالةٍ ... لعَلَّ بَسيطَ القوتِ، تُدْرِكُهُ الزُّغْْبُ
بَخٍ أيُّها الطِّفْلُ المُطِلُّ رُجولةً ... مضى العيدُ، والثوبُ القديمُ هو الثَّوْبُ
أبوكَ يُخيطُ الزُّهْدَ بُرْدَ تَقَشُّفٍ ... فلا تَلْتَحِفْ بُرْدَ العِتابِ، لكَ العَتْبُ
أبوكَ هو الحَمّالُ، خِلُّ وَظيفةٍٍ ... شَهادتها البلوى، ثقافتُها الكَرْبُ
يَشُجُّ لهُ المَسْؤولُ رأسَ إرادةٍ ... فَيُسْتَغْفَرُ الجاني، ويَنْقلِبُ الذَّنْبُ
ليَسْتكْمِلِ العَيّابُ عِصْمَة ذاتِهِ ... هَنيئا لذاتِ النقصِ، ما عِنْدَها عَيْبُ
لماذا تَرى الأَشياءَ بَوْصَلةُ الهوى ... لماذا يُرى الوادي، وليسَ تُرى الهُضْبُ
لِيَحْمِلْ صِواعَ الغُبْن مَحْظِيُّ سُلْطَةٍ ... إذا اكتالتِ الجُرْذانُ يَسْتبشرُ الضَّبُّ
لِمَنْ تَكْتسي خَزَّ الصبابةِ ضَيْفَة ٌ ... يُحَيِّرُني الخلخالُ، والبُرْقعُ الصَّبُّ
أقِلّي مِنَ التأليبِ ما زلْتِ ضَيْفَةً ... وقدْ يَبْخَلُ المِضْيافُ، إنْ ضافَهُ الخَبُّ
هُنا تَلّّةُ البِلانِ لا حَْوضُ زَنْبَقٍ ... عَقالِ خَبايا التلِّ والأعْقلُ الأوْبُ
يَجوسُ رحابَ الدارِ أولادُ دايةٍ ... وأوْلادُها الأقحاحُ في بابِها غُرْبُ
إذا ما تَنَدّى الآنَ حُلوُ هُنيهَةٍ ... حذارِ يَزُخُّ الآنَ أحماضَهُ الغَيْبُ
قريبَ غَدٍ يَصْطَكُّ وجهُ حقيقةٍٍ ... فماذا يَحُكُّ الجُرْبُ والأنفُسُ الجُرْبُ
قَريبَ غَدٍ يَختالُ سِيزيفُ في عَلٍ ... بصَخْرتِهِ اللعناءِ يَنْدَكُّ أولِمْبُ
قَريبَ غَدٍ يُعصى زُيوسُ جَهارةً ... فلا تتخفى النارُ، لو أخْفِيَ الشَّبُّ
إلَيَّ رفاقَ الدربِ نَشْتدُّ غُرْبَةً ... ويا أيُّها الأغْرابُ، إنَّكُمُ الصَّحْبُ
تَزايدتِ يا أوْجاعُ إذ قَلَّ مَرْقدي ... أطَبِّبُ مَوْجوعاً، فيوجِعُني الطِّبُّ
غُزَيَّة في رُشْدٍ فلا تَغوِ، واصْطَبِرْ ... دُرَيْدُ! مِنَ الرُّشْدِ الغِوايَةُ تَنْصَبُّ
شَديدٌ عَليكَ القهْرُ كُلَّ التفاتةٍ ... أخو شِدةٍ شَرْقٌ، أخو مِحْنَةٍ غَرْبُ
فَضحتَ خبيءَ الشَّر ناباً ومِخلباً ... فأقعَتْ ذِئابٌ، وانْتضى ذيلَهُ الكَلْبُ
لِتَعْو ِ جِراءُ الظِّلِّ، لسْتُ ألومُها ... تلظّتْ بشَمْسي حينَ ألهبني الخَطْبُ
سَلِمْتَ زَميلي، لوْ تخَلَّتْ زَمالةٌ ... تصونُكَ أحداقي، وتَحْرُسُكَ الهُدْبُ
سَلِمْتَ زَميلي، إنْ عَرَتكَ ارتِجافةٌ ... ضَعِ الرزقَ في كَفيكَ، يَرْزُقكَ الرَّبُّ
سَلِمْتَ زميلي، تَشْرَئِبُّ شَهامَةً ... تُجَنُّ، ولا يُقذي زَميلَتَكَ الرَّيْبُ
تَجِدُّ، وفي التقديرِ يَمْتازُ عابثٌ ... سَواءٌ، لدى طحّاننا السوسُ والحَبُّ
قناديلُكَ الإعْطاءُ، مُنذ ولادةٍ ... فلا نورُها يَعشو ولا زيتُها يَخبو
سَلِمْتَ زَميلي، ما استطعتُ سلامةً ... إلى أبَدٍ يَمشي، إلى جَنْبكَ الجَنْبُ
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 10:05 م]ـ
السلام عليكم / اخي الجهالين تستحق اكثر من تثبيت القصيدة , أما عن كون ثبتي قصيدتك مربكا , فأنا أكثر منكم ربكة فقصائدكم تفضل كل منها الأخرى
وتفاديا للربكة فقد أفردت موضوعا خاصا لأجمل القصائد
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13583
وسيكون مثبتا وخاصا بالشعر فقط وسيتم قفله واما الترشيحات فعلى الخاص ما عليك سوى ارسال عنوان القصيدة ورابطها
مع محبتي ,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[الهاشمية]ــــــــ[15 - 08 - 2006, 09:20 م]ـ
رائع أخي الجهالين وبارك الله في اليد التي أبدعت في عصر اضمحل فيها نهر الإبداع.
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 06:37 م]ـ
القصيدة رائعة جداً
ولكن فيها عيب من عيوب القافية هو سناد الردف
مثل (الصوب، الثوب، الريب) المردوفة بلين
لا تجتمع مع (الصلب، الجنب) الغير مردوفة
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 11:32 م]ـ
الهاشمية
تأخرتُ في إجابة مرورك الكريم، أما نهر الإبداع فبحمد الله تسمعين الآن في الفصيح هديره المجلجل.
شاكر الغزي
أصبتَ وأخطأ الجهالين، فهذا السناد وإن استثنى منه بعض النقاد كما قال عبد الله الطيب في المرشد لصناعة أشعارالعرب ردف الواو المسبوقة بحرف مفتوح؛ إلا أنه لم يجز أحد اجتماع الصحيح مع ردف الياء، فلا عدا مما بدا، مع تقديري لثنائك على القصيدة آملا أن لايكون من باب المجاملة.
¥