تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:06 ص]ـ

الجزء الثاني:

وإنَّ شِفائِي عَبْرَةٌ مُهْراقَةٌ -- فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ ii قَبْلَها -- وجارَتِها أُمِّ الرَّبابِ بِمَأْسَلِ

إذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسْكُ ii مِنْهُما -- نَسيمَ الصَّبا جاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

فَفَاضَتْ دُموعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَاَبةً -- عَلَى النَّحْرِ حتَّى بَلَّ دمْعِي مِحْمَلِي

ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ ii صالِحٍ -- ولاَ سِيَّما يَوْمٍ بِدارَةِ جُلْجُلِ

ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:14 ص]ـ

الشرح:

المهراق والمراق: المصبوب، وقد أرقت الماء وهرقته وأهرقته أي صببته، المعول: المبكى، وقد أعول الرجل وعول إذا بكى رافعا صوته به، والمعول: المعتمد والمتكل عليه أيضا، العبرة: الدمع، وجمعها عبرات، وحكى ثعلب في جمعها العبر مثل بدرة وبدر. يقول: وإن برئي من دائي ومما أصابنى وتخلصي مما دهمني يكون بدمع أصبه، ثم قال: وهل من معتمد ومفزع عند رسم قدر درس، أو هل موضع بكاء عند رسم دارس؟ وهذا استفهام يتضمن معنى الإنكار، والمعنى عند التحقيق: ولا طائل في البكاء في هذا الموضع، لأنه لا يرد حبيبا ولا يجدى على صاحبه خيراً، أو لا أحد يعول عليه ويفزع إليه في هذا الموضع. وتلخيص المعنى: وإن مخلصي مما بي هو بكائي. ثم قال: ولا ينفع البكاء عند رسم دارس

الدأب والدأب، بتسكين الهمزة وفتحها: العادة، وأصلها متابعة العمل والجد في السعي، يقال: دأب يدأب دأبا ودئابا ودؤوبا، وأدأبت السير: تابعته، مأسل، بفتح السين: جبل بعينه، ومأسل، بكسر السين: ماء بعينه، والرواية فتح السين. يقول عادتك في حب هذه كعادتك من تينك، أي قلة حظك من وصال هذه ومعاناتك الوجد بها كقلة حظك من وصالها ومعاناتك الوجد بهما، قبلها أي قبل هذه التي شغفت بها الآن

ضاع الطيب وتضوع؛ انتشرت رائحته، الريا: الرائحة الطيبة. يقول: إذا قامت أم الحويرث وأم الرباب فاحب ريح المسك منهما كنسيم الصبا إذا جاءت بعرف القرنفل ونشره. شبه طيب رياهما بطيب نسيم هب على قرنفل وأتى برياه، ثم لما وصفهما بالجمال وطيب النشر وصف حاله بعد بعدهما

الصبابة، رقة الشوق،وقد صب الرجل يصب صبابة فهو صب، والأصل صبب فسكنت العين وأدغمت في اللام، والمحمل: حمالة السيف، والجمع المحامل،والحمائل جمع الحمالة. يقول: فسالت دموع عيني من فرط وجدي بهما وشدة حنيني إليهما حتى بل دمعي حمالة سيفي. نصب صبابة على أنه مفعول له كقولك: زرتك طمعا في برك، قال الله تعالى: " من الصواعق حذر الموت "، أي لحذر الموت، وكذلك زرتك للطمع في برك، وفاضت دموع العين مني للصبابة

في رب لغات: وهي، رُبْ ورُبَ ورُبُ ورَبَ، ثم تلحق التاء فتقول: ربة وربت، ورب: موضوع في كلام العرب للتقليل، وكم: موضوع للتكثير، ثم ربما حملت رب على كم في المعني فيراد بها التكثير، وربما حملت كم على رب في المعني فيراد بها التقليل. ويروى؛ ألا رب "يوم" كان منهن صالح، والسي: المثل، يقال: هما سيان أم مثلان. ويجوز في يوم الرفع والجر، فمن رفع جعل ما موصولة بمعني الذي، والتقدير: ولا سيّ اليوم الذي هو بدارة جلجل، ومن خفض جعل ما زائدة وخفضه بإضافة سي إليه فكأنه قال: ولا سي يومأي ولا مثل يوم دارة جلجل، وهو غدير بعينه. يقول: رب يوم فزت فيه بوصال النساء وظفرت بعيش صالح ناعم منهن ولا يوم من تلك الأيام مثل يوم دارة جلجل، يريد أن ذلك اليوم كان أحسن الأيام وأتمها، فأفادت ولا سيما التفضيل والتخصيص

ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:15 ص]ـ

ويَوْمَ عَقَرْتُ للعَذَارَي مَطِيَّتي -- فيَا عَجَبا مِن كُورِها المُتَحَمَّلِ

فَظَلَّ العَذارَى يَرْتَمينَ بِلَحْمِها -- وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَثلِ

ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:16 ص]ـ

الشرح:

العذراء من النساء: البكر التي لم تفتض، والجمع العذارى، الكور: الرحل بأداته، والجمع الأكوار والكيران، ويروى: من رحلها، المتحمل: الحمل. فتح يوم بسبب من كونه معطوفا على مجرور أو مرفوع وهو يوم أو يوم بدارة جلجل، لأنه بناه على الفتح لما أضافه إلى مبني وهو الفعل الماضي، وذلك قوله: عقرت. وقد يبنى المعرب إذا أضيف إلى مبني، ومنه قوله تعالى:"إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون"، فبنى مثل على الفتح مع كونه نعتا لمرفوع لما أضافه إلى ما وكانت مبنية، ومنه قراءة من قرأ:"ومن خزي يومئذ"، بنى يوم على الفتح لما أضافه إلى إذ وهي مبنية وإن كان مضافا إليه، ومثله قول النابغة الذبياني: على حين عاتبت المشيب على الصبا فقلت ألما تصح والشيب وازع بنى حين على الفتح لما أضافه إلى الفعل الماضي، وقد فضل الشاعر يوم دارة جلجل، ويم عقر مطيته للابكار على سائر الأيام الصالحة التي فاز بها من حبائبه، ثم تعجب من حملهن رحل مطيته وأداته بعد عقرها واقتسامهن متاعه بعد ذلك، فيا عجبا: الألف فيه بدل من ياء الإضافة، وكان الأصل هو فيا عجبي، وياء الإضافة يجوز قلبها ألفا في النداء نحو يا غلاما في يا غلامي، فإن قيل: كيف نادى العجب وليس مما يعقل؟ قيل قي جوابه: إن المنادى محذوف، والتقدير: ياهؤلاء، أو يا قوم، اشهدوا عجبي من كورها المتحمل، فتعجبوا منه، فانه قد جاوز المدى والغاية القصوى، وقيل: بل نادى العجب اتساعا ومجازا، فكأنه قال: ياعجبي تعال واحضر فإن هذا أوان إتيانك وحضورك

يقال: ظل زيد قائما إذا أتى عليه النهار وهو قائم، وبات زيد نائما إذا أتى عليه الليل وهو نائم، وطفق زيد يقرأ القرآن إذا أخذ فيه ليلا ونهارا، الهداب والهدب: اسمان لما استرسل من الشيء نحو ما استرسل من الأشفار ومن الشعر ومن أطراف الأثواب، الواحد هدابة وهدبة، ويجمع الهدب على الأهداب، الدمقس والمدقس: الإبريسم، وقيل هو الأبيض منه خاصة. يقول: فجعلن يلقي بعضهن إلى بعض شواء المطية استطابة أو توسعا فيه طول نهارهن وشبه لحمها بالإبريسم الذي أجيد قتله وبولغ فيه، وقيل هو القز

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير